117
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7

عَبدُ المُدانِ ، فَسَمّاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله عَبدَ اللّهِ ، وكانَ مِن شيعَةِ عَلِيٍّ رضى الله عنه ، فَقَتَلَهُ بُسرُ بنُ أبي أرطاةَ وقَتَلَ ابنا لَهُ يُسَمّى مالِكا . . . .
ثُمَّ سارَ بُسرُ بنُ أبي أرطاةَ إلى بِلادِ هَمدانَ وبِها قَومٌ مِن أرحَبَ مِن شيعَةِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، فَقَتَلَهُم عَن آخِرِهِم .
ثُمَّ سارَ إلى جَيشانَ ۱ وبِها يَومَئذٍ خَلقٌ مِن شيعَةِ عَلِيٍّ رضى الله عنه ، فَقَتَلَهُم عَن آخِرِهِم .
ثُمَّ سارَ يُريدُ صَنعاءَ ۲ وبِها يَومَئذٍ عُبَيدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ مِن قِبَلِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ رضى الله عنه ، فَلَمّا بَلَغَهُ خَبَرُ بُسرٍ دَعا بِرَجُلٍ يُقالَ لَهُ عَمرُو بنُ أراكَةَ ، فَاستَخلَفَهُ عَلى صَنعاءَ وخَرَجَ عَنها هارِبا . وأقبَلَ عَدُوُّ اللّهِ حَتّى دَخَلَ صَنعاءَ ، فَأَخَذَ عَمرَو بنَ أراكَةَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ صَبرا ، وجَعَلَ يَتَلَقَّطُ مَن كانَ بِصَنعاءَ مِن شيعَةِ عَلِيٍّ فَيَقتُلُهُم حَتّى لَم يَبقَ مِنهُم أحَدٌ .
وخَرَجَ مِن صَنعاءُ يُريدُ حَضرَمَوتَ ۳ ، فَلَمّا دَخَلَها جَعَلَ يَسأَلُ عَن كُلِّ مَن يَعرِفُ أحَدا مِن مُوالاةِ عَلِيٍّ فَيَقتُلُهُ ، حَتّى قَتَلَ خَلقا كَثيرا .
قالَ : ثُمَّ أقبَلَ إلى رَجُلٍ مِن مُلوكِهِم يُقالُ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ ثَوابَةَ ، وهُوَ في حِصنٍ لَهُ ، فَلَم يَزَل يَختَدِعُهُ ويَحلِفُ لَهُ حَتّى استَنزَلَهُ مِن حِصنِهِ ، ثُمَّ أمَرَ بِقَتلِهِ .
فَقالَ لَهُ ابنُ ثَوابَةَ : أيُّهَا الرَّجُلُ ! إنّي لا أعلَمُ ذَنبا لِنَفسي يوجِبُ القَتلَ ، فَعَلامَ

1.جَيْشان : مخلاف باليمن ، كان ينزلها جيشان بن غيدان ، فسُمّيت به (معجم البلدان : ج۲ ص۲۰۰) .

2.عاصمة اليمن، وتقع جنوب الحجاز، وشمال مدينة عدن . وكانت من أهمّ مدن اليمن والحجاز آنذاك .

3.حَضْرَمَوت : ناحية واسعة في شرقي عدن بقرب البحر ، يتلوها أرض رمليّة تعرف بالأحقاف ، فيها قبر هود عليه السلام ، وبئر برهوت بالقرب منها . وهي من مخاليف اليمن الشرقيّة ، بل هي أكبرها . واسمها في التوراة «حاضرميت» (معجم البلدان : ج۲ ص۲۷۰) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
116

لِعَلِيٍّ رضى الله عنه مَعَ عَمرِو بنِ العاصِ ۱ .

۶۲۳۳.تاريخ دمشق عن عطاء بن أبي مروان :بَعَثُ مُعاوِيَةُ بُسرَ بنَ أرطاةَ إلَى المَدينَةِ ومَكَّةَ وَاليَمَنِ يَستَعرِضُ النّاسَ ؛ فَيَقتُلُ مَن كانَ في طاعَةِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، فَأَقامَ بِالمَدينَةِ شَهرا ، فَما قيلَ لَهُ في أحَدٍ : إنَّ هذَا مِمَّن أعانَ عَلى عُثمانَ إلّا قَتَلَهُ . وقَتَلَ قَوما مِن بَني كَعبٍ عَلى مالِهِم فيما بَينَ مَكَّةَ وَالمَدينَةَ ، وأَلقاهُم فِي البِئرِ .
ومَضى إلَى اليَمَنِ وكانَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ والِيا عَلَيها لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، فَقَتَلَ بُسرٌ ابنَيهِ : عَبدَ الرَّحمنِ وقُثَما ابنَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ ، وقَتَل عَمرَو بنَ اُمِّ أراكَةَ الثَّقَفِيَّ ، وقَتَلَ مِن هَمدانَ بِالجَوفِ ۲ مِمَّن كانَ مَعَ عَلِيٍّ بِصِفّينَ ؛ قَتَلَ أكثَرَ مِن مِئَتَينِ ، وقَتَلَ مِنَ الأَبناءِ كَثيرا ۳ .

۶۲۳۴.الفتوحـ في غارَةِ بُسرِ بنِ أرطاةَ ـ: سارَ حَتّى جازَ بِئرَ مَيمونٍ ۴ ، جَعَلَ النّاسُ يَهرُبونَ بَينَ يَدَيهِ خَوفا مِنهُم عَلى أنفُسِهِم . قالَ : ونَظَرَ بُسرٌ إلى غُلامَينِ مِن أحسَنِ الغِلمانِ هَيئَةً وجَمالاً وهُما هارِبانِ ، فَقالَ : عَلَيَّ بِهما !فَاُتِيَ بِهِما حَتّى وَقَفا بَينَ يَدَيهِ ، فَقالَ لَهُما : مَن أنتُما ؟ فَقالَ أحَدُهما : أنَا قُثَمُ وهذَا أخي ، ابنا عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ .
فَقالَ بُسرٌ : اللّهُ أكبَرُ ! أنتُما مِمَّن أتَقَرَّبُ بِكُما وبِسَفكِ دِمائِكُما إلَى اللّهِ تَعالى . قالَ : ثُمَّ أمَرَ بِهِما فَذُبِحا ذَبحا . . . .
ثُمَّ سارَ بُسرٌ إلى نَجرانَ ۵ وبِها يَومَئِذٍ رَجُلٌ مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله يُقالَ لَهُ

1.الاستيعاب : ج۱ ص۲۴۵ الرقم ۱۷۵ .

2.الجَوْف لغةً : الأرض المطمئنّة ، وجوف المحوّرة : ببلاد همدان (معجم البلدان : ج۲ ص۱۸۸) .

3.تاريخ دمشق : ج۱۰ ص۱۵۲ ح۸۷۲ وراجع أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۱۱ .

4.بِئْر ميْمون : بئر بمكّة منسوبة إلى ميمون بن خالد بن عامر الحضرمي (معجم البلدان : ج۱ ص۳۰۲) .

5.نَجْران : ثالث المدن الكبرى بعد صنعاء وعدن ، بها نخيل وتشتمل على أحياء من اليمن ، وهي عن صنعاء عشر مراحل ، أقرّ أهلها الإسلام وطلبوا المباهلة ، لكن امتنعوا عنها بعد حين ، ودفعوا الجزية (راجع تقويم البلدان : ص۹۲) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 215423
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي