119
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7

فاجِرٍ آثَرَ عِندَهُ ممّا عِندَكَ ، اللّهُمَّ فَلا تُمِتهُ حَتّى تَسلُبَهُ عَقلَهُ . فَما لَبِثَ بَعدَ وَفاةِ عَلِيٍّ عليه السلام إلّا يَسيرا حَتّى وَسوَسَ ، وذَهَبَ عَقلُهُ ۱ .

۶۲۳۸.الكامل في التاريخ :لَمّا سَمِعَ أميرُ المُؤمِنينَ بِقَتلِهِما [ابنَي عُبَيدِ اللّهِ بنِ عبّاسٍ ]جَزِعَ جَزَعا شَديدا ، ودَعا عَلى بُسرٍ ، فَقالَ : اللّهُمَّ اسلُبهُ دينَهُ وعَقلَهُ . فَأَصابَهُ ذلِكَ ، وفَقَدَ عَقلَهُ ، فَكانَ يَهذي بِالسَّيفِ ، ويَطلُبُهُ فَيُؤتى بِسَيفٍ مِن خَشَبٍ ، ويُجعَلُ بَينَ يَدَيهِ زِقٌّ ۲ مَنفوخٌ ، فَلا يَزالُ يَضرِبُهُ . ولَم يَزَل كَذلِكَ حَتّى ماتَ ۳ .

۶۲۳۹.تاريخ دمشق عن أبي سعيد بن يونسـ في بُسرِ بنِ أرطاةَ ـ: كانَ مِن شيعَةِ مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ ، وشَهِدَ مَعَ مُعاوِيَةَ صِفّينَ ، وكانَ مُعاوِيَةُ وجَّهُهُ إلَى اليَمَنِ وَالحِجازِ في أوَّلِ سَنَةِ أربَعينَ ، وأمَرَهُ أن يَتَقَرّى ۴ مَن كانَ في طاعَةِ عَلِيٍّ فَيوقِعَ بِهِم . فَفَعَلَ بِمَكَّةَ وَالمَدينَةِ وَاليَمَنِ أفعالاً قَبيحَةً .
وقَد وَلِيَ البُحرَ ۵ لِمُعاوِيَةَ ، وكانَ قَد وَسوَسَ في آخِرِ أيّامِهِ ، فَكانَ إذا لَقِيَ إنسانا قالَ : أينَ شَيخي ؟ أينَ عُثمانُ ؟ ويُسِلُّ سَيفَهُ . فَلَمّا رَأَوا ذلِكَ جَعَلوا لَهُ في جَفِنةِ ۶ سَيفا مِن خَشَبٍ ، قالَ : فَكانَ إذا ضَرَبَ لَم يَضُرَّ ۷ .

راجع : ج3 ص464 (قتال الإمام بنفسه)
وج4 ص171 (غارة بُسر بن أرطاة) .

1.الغارات : ج۲ ص۶۴۰ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۱۸ وراجع الإرشاد : ج۱ ص۳۲۱ والخرائج والجرائح : ج۱ ص۲۰۱ ح۴۲ .

2.الزِّق : السِّقاء ينقل فيه الماء، أو جلد يُجَزّ شَعره ولا ينتف نتف الأديم (تاج العروس : ج۱۳ ص۱۹۶) .

3.الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۳۲ وراجع أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۱۶ والمناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۲۸۰ .

4.قرا الأرضَ واقتراها وتقرّاها واستقراها : تتبّعها أرضاً أرضاً (لسان العرب : ج۱۵ ص۱۷۵) .

5.بُحْر ـ أو بُحُر ـ : بلد باليمن (معجم البلدان : ج۱ ص۳۴۱) .

6.الجَفْن : غِمْد السيف (لسان العرب : ج۱۳ ص۸۹) .

7.تاريخ دمشق : ج۱۰ ص۱۴۵ ح۸۷۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
118

تَقتُلُني ؟ ! فَقالَ لَهُ بُسرٌ : بِقُعودِكَ عَن بَيعَةِ مُعاوِيَةَ وتَفضيلِكَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ .
فَقالَ ابنُ ثَوابَةَ : فَذَرني حَتّى اُصَلّيَ رَكعَتَينِ أختِمُ بِهِما عَمَلي . فَقالَ بُسرٌ : صَلِّ ما بَدا لَكَ ، فَإِنّي قاتِلُكَ .
قالَ : فَصَلّى عَبدُ اللّهِ بنُ ثَوابَةَ رَكعَتَينِ فَعَجَّلَ عَن إتمامِهِما ، وقُطِّعَ بِالسَّيفِ إربا إربا ۱ .

۶۲۳۵.اُسد الغابةـ في بُسرِ بنِ أرطاةَ ـ: دَخَلَ المَدينَةَ ، فَهَرَبَ مِنهُ كَثيرٌ مِن أهلِها ، مِنهُم : جابِرُ بنُ عبدِ اللّهِ ، وأبو أيّوبَ الأَنصارِيُّ ، وغَيرُهُما ، وقَتَلَ فيها كَثيرا .
وأغارَ عَلى هَمدانَ بِاليَمَنِ ، وسَبى نِساءَهُم ، فَكُنَّ أوَّلَ مُسلِماتٍ سُبينَ فِي الإِسلامِ ، وهَدَمَ بِالمَدينَةِ دورا ۲ .

۶۲۳۶.اُسد الغابة عن أبي عمرـ في بسر بن أرطاة ـ: كانَ يَحيَى بنُ مُعينٍ يَقولُ : لا تَصُحُّ لَهُ صُحبَةٌ . وكانَ يَقولُ : هُوَ رَجُلُ سَوءٍ ؛ وذلِكَ لِما رَكِبَهُ فِي الإِسلامِ مِنَ الاُمورِ العِظامِ ، مِنها ما نَقَلَهُ أهلُ الأَخبارِ وأهلُ الحَديثِ أيضا مِن ذَبحِهِ عَبدَ الرَّحمنِ وقُثَمَ ـ ابنَي عبُيدِ اللّهِ بنِ العبّاس بنِ عَبدِ المُطَّلبِ ـ وهُما صَغيرانِ بَينَ يَدَي اُمِّهِما . وكانَ مُعاوِيَةُ سَيَّرَهُ إلَى الحِجازِ وَاليَمَنِ لِيَقتُلَ شِيعَةَ عَلِيٍّ ، ويَأخُذَ البَيعَةَ لَهُ ، فَسارَ إلَى المَدينَةِ فَفَعَلَ بِها أفعالاً شَنيعَةً ۳ .

۶۲۳۷.الغارات :قَد كانَ عَلِيٌّ عليه السلام دَعا قَبلَ مَوتِهِ عَلى بُسرِ بنِ أبي أرطاةَ ـ لَعَنَهُ اللّهُ ـ فيما بَلَغَنا ، فَقالَ : اللّهُمَّ إنَّ بُسرا باعَ دينَهُ بِدُنياهُ ، وَانتَهَكَ مَحارِمَكَ ، وكانَت طاعَةُ مَخلوقٍ

1.الفتوح : ج۴ ص۲۳۳ ـ ۲۳۶ .

2.اُسد الغابة : ج۱ ص۳۷۵ الرقم ۴۰۶ ، الاستيعاب : ج۱ ص۲۴۳ الرقم ۱۷۵ نحوه .

3.اُسد الغابة : ج۱ ص۳۷۴ الرقم ۴۰۶ ، الاستيعاب : ج۱ ص۲۴۲ الرقم ۱۷۵ نحوه وراجع التاريخ لابن معين : ج۲ ص۵۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 215406
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي