۶۳۶۴.شرح نهج البلاغة :أمَرَ المُغيرَةُ بنُ شُعبَةَ ـ وهُوَ يَومَئِذٍ أميرُ الكوفَةِ مِن قِبَلِ مُعاوِيَةَ ـ حُجرَ بنَ عَدِيٍّ أن يَقومَ فِي النّاسِ فَليَلعَن عَلِيّا عليه السلام ، فَأَبى ذلِكَ ، فَتَوَعَّدَهُ ، فَقامَ فَقالَ : أيُّها النّاسُ ، إنَّ أميرَكُم أمَرَني أن ألعَنَ عَلِيّا فَالعَنوهُ . فَقالَ أهلُ الكوفَةِ : لَعَنَهُ اللّهُ . وأعادَ الضَّميرَ إلَى المُغيرَةِ بِالنِّيَّةِ وَالقَصدِ ۱ .
۶۳۶۵.العقد الفريد عن أبي الحُباب الكندي عن أبيه :إنّ مُعاوِيَةَ بنَ أبي سُفيانَ بَينَما هُوَ جالِسٌ وعِندَهُ وُجوهُ النّاسِ ، إذ دَخَلَ رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ فَقامَ خَطيبا ، فَكانَ آخِرُ كَلامِهِ أن لَعَنَ عَلِيّا ، فَأَطرَقَ النّاسُ وتَكَلَّمَ الأَحنَفُ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّ هذَا القائِلَ ما قالَ آنِفا ، لَو يَعلَمُ أنَّ رِضاكَ في لَعنِ المُرسَلينَ لَلَعَنَهُم ، فَاتَّقِ اللّهَ ودَع عَنكَ عَلِيّا ، فَقَد لَقِيَ رَبَّهُ ، واُفرِدَ في قَبرِهِ ، وخَلا بِعَمَلِهِ ، وكانَ وَاللّهِ [ ما عَلِمنا ] المُبَرِّزَ ۲ بِسَبقِهِ ، الطّاهِرَ خُلُقُهُ ، المَيمونَ نَقيبَتُهُ ۳ ، العَظيمَ مُصيبَتُهُ .
فَقالَ لَهُ مُعاوِيَةُ : يا أحنَفُ ، لَقَد أغضَيتَ العَينَ عَلَى القَذى ، وقُلتَ بِغَيرِ ما تَرى ، وَايمُ اللّهِ لَتَصعَدَنَّ المِنبَرَ فَلَتَلعَنَّهُ طَوعا أو كَرها .
فَقالَ لَهُ الأَحنَفُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إن تُعفِني فَهُو خَيرٌ لَكَ ، وإن تُجبِرني عَلى ذلِكَ فَوَاللّهِ لا تَجري بِهِ شَفَتايَ أبَدا ، قالَ : قُم فَاصعَدِ المِنبَرَ ، قالَ الأَحنَفُ : أمَا وَاللّهِ مَعَ ذلِكَ لاُنصِفَنَّكَ فِي القَولِ وَالفِعلِ ، قالَ : وما أنتَ قائِلٌ يا أحنَفُ إن أنصَفتَني ؟ قالَ : أصعَدُ المِنبَرَ فَأَحمَدُ اللّهَ بِما هُوَ أهلُهُ ، واُصَلّي عَلى نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ أقولُ : أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ مُعاوِيَةَ أمَرَني أن ألعَنَ عَلِيّا ، وإنَّ عَلِيّا ومُعاوِيَةَ اختَلَفا فَاقتَتَلا ، وادَّعى ۴ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما أنَّهُ بُغِيَ عَلَيهِ وعَلى فِئَتِهِ ، فَإِذا دَعَوتُ فَأَمِّنوا رَحِمَكُمُ اللّهُ .
1.شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۵۸ .
2.بَرَّزَ تبريزا : فاق أصحابَه فضلاً أو شجاعةً ( القاموس المحيط : ج۲ ص۱۶۶ ) .
3.النقيبة: النفس، وقيل: الطبيعة والخليقة. وميمون النقيبة: منجّح الفِعال ، مظفّر المطالب (النهاية: ج۵ ص۱۰۲) .
4.في المصدر : «وأدّى» ، والتصحيح من جواهر المطالب .