255
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7

كِتابَهُ عليه السلام عَلَيهِم ـ: فَقامَ الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ فَقالَ : نَعَم ، وَاللّهِ لَنُجيبَنَّكَ ، ولَنَخرُجَنَّ مَعَكَ عَلَى العُسرِ وَاليُسرِ ، وَالرِّضا وَالكُرهِ ، نَحتَسِبُ في ذلِكَ الخَيرَ ، وَنأمُلُ مِنَ اللّهِ العَظيمَ مِنَ الأَجرِ 1 .

۶۴۱۷.تاريخ دمشق :إنَّ الأَحنَفَ بنَ قَيسٍ دَخَلَ عَلى مُعاوِيَةَ ، فَقالَ : أنتَ الشّاهِرُ عَلَينا سَيفَكَ يومَ صِفّينَ ، وَالمُخَذِّلُ عَن أمِّ المُؤمِنينَ ؟ ! فَقالَ : يا مُعاوِيَةُ ! لا تَرُدَّ الاُمورَ عَلى أدبارِها ؛ فَإِنَّ السُّيوفَ الَّتي قاتَلناكَ بِها عَلى عَواتِقِنا ، وَالقُلوبَ الَّتي أبغَضناكَ بِها بَينَ جَوانِحِنا ، وِاللّهِ لا تَمُدُّ إلَينا شِبرا مِن غَدرٍ إلّا مَدَدنا إلَيكَ ذِراعا مِن خَترٍ ۲ ، وإن شِئتَ لَتَستَصفِينَّ كَدَرَ قُلوبِنا بِصَفوٍ مِن عَفوِكَ . قالَ : فَإِنّي أفعَلُ ۳ .

۶۴۱۸.العقد الفريد عن أبي الحباب الكندي عن أبيه :إنَّ مُعاوِيَةَ بنَ أبي سُفيانَ بَيَنَما هُوَ جالِسٌ وعِندَهُ وُجوهُ النّاسِ ، إذ دَخَلَ رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ ، فَقامَ خَطيبا ، فَكانَ آخِرُ كَلامِهِ أن لَعَنَ عَلِيّا ، فَأَطرَقَ النّاسُ ، وتَكَلَّمُ الأَحنَفُ ، فَقالَ :
يا أميرَ المُؤمِنينَ ! إنّ هذَا القائِلَ ما قالَ آنِفا ، لَو يُعلَمُ أنَّ رِضاكَ في لَعنِ المُرسَلينَ لَلَعَنَهُم ! فَاتَّقِ اللّهَ ودَع عَنكَ عَلِيّا ؛ فَقَد لَقِيَ رَبَّهُ ، واُفرِدَ في قَبرِهِ ، وخَلا بِعَمَلِهِ ، وكانَ وَاللّهِ ـ ما عَلِمنا ـ المُبرِّزَ بِسَبقِهِ ، الطّاهِرَ خُلُقَهُ ، المَيمونَ نَقيبَتَهُ ۴ ، العَظيمَ مُصيبَتَهُ .

1.وقعة صفّين : ص۱۱۶ .

2.الخَتْر : أسوأُ الغدر وأقبحه (لسان العرب : ج۴ ص۲۲۹) .

3.تاريخ دمشق : ج۲۴ ص۳۲۶ ، عيون الأخبار لابن قتيبة : ج۲ ص۲۳۰ ، العقد الفريد : ج۳ ص۸۶ وفيهما من «لا تردّ الاُمور . . .» ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۵ ص۳۵۱ وفيه إلى «جوانحنا» ، وفيات الأعيان : ج۲ ص۵۰۰ كلّها نحوه .

4.النّقيبة : النّفس . وقيل : الطبيعة والخليقة. وميمون النّقيبة: أي مُنَجّح الفِعال ، مظفَّر المطالب (النهاية : ج۵ ص۱۰۲) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
254

فَكَفّوا وتَرَكُوا القِتالَ ۱ .

۶۴۱۴.الجمل :لَمّا جاءَ رَسولُ الأَحنَفِ وقَد قَدِم عَلى عَلِيٍّ عليه السلام بِما بَذَلَ لَهُ مِن كَفِّ قَومِهِ عَنهُ ، قالَ رَجُلٌ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، مَن هذا ؟ قالَ : هذا أدهَى العَرَبِ وخَيرُهُم لِقَومِهِ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : كَذلِكَ هُوَ ، وإنّي لَأَمثَلُ بَينَهُ وبَينَ المُغيرَةِ بنِ شُعبَةَ ؛ لَزِمَ الطّائِفَ ، فَأَقامَ بِها يَنتَظِرُ عَلى مَن تَستَقيمُ الاُمَّةُ ! فَقالَ الرَّجُلُ : إنّي لَأَحسَبُ أنَّ الأَحنَفَ لَأَسرَعُ إلى ما تُحِبُّ مِنَ المُغيرَةِ ۲ .

۶۴۱۵.وقعه صفّينـ في ذِكرِ قَضِيَّةِ إرسالِ الحَكَمَينِ في آخِرِ حَربِ صِفّينَ ـ: قامَ الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ إلى عَلِيٍّ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي خَيَّرتُكَ يَومَ الجَمَلِ أن آتيكَ فيمَن أطاعَني وأكُفَّ عَنكَ بَني سَعدٍ ، فَقُلتَ : كُفَّ قَومَكَ فَكَفى بِكَفِّكَ نَصيرا ، فَأَقَمتُ بِأَمرِكَ . وإنَّ عَبدَ اللّهِ بنَ قَيسٍ رَجُلٌ قَد حَلَبتُ أشطُرَهُ فَوَجَدتهُ قَريبَ القَعرِ كَليلَ المُديَةِ ، وهُوَ رَجُلٌ يَمانٍ ، وقَومُهُ مَعَ مُعاوِيَةَ . وقَد رُمِيتَ بِحَجَرِ الأَرضِ وبِمنَ حارَبَ اللّهَ ورَسولَهُ ، وإنَّ صاحِبَ القَومِ مَن يَنأى حَتّى يَكونَ مَعَ النَّجمِ ، ويَدنو حَتّى يَكونَ في أكُفِّهِم . فَابعَثني ووَاللّهِ لا يَحِلُّ عُقدَةً إلّا عَقَدتُ لَكَ أشَدَّ مِنها . فَإِن قُلتَ : إنّي لَستُ مِن أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؛ فَابعَث رَجُلاً مِن أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، غَيرَ عَبدِ اللّه بنِ قَيسٍ ، وَابعَثني مَعَهُ . فَقالَ عَلِيٌّ : إنَّ القَومَ أتَوني بِعَبدِ اللّهِ بنِ قَيسٍ مُبَرنَسا ، فَقالُوا : اِبعَث هذا ؛ فَقَد رَضينا بِهِ . وَاللّهُ بالِغُ أمرِهِ ۳ .

6416.وقعة صفّينـ بَعدَ ذِكرِ دَعوَةِ الإِمامِ عليه السلام أهلَ البَصرَةِ لِقِتالِ مُعاوِيَةَ ، وقِراءَةِ ابنِ عَبّاسٍ

1.الجمل : ص۲۹۵ .

2.الجمل : ص۲۹۶ .

3.وقعة صفّين : ص۵۰۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 215431
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي