369
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7

فَقالَ صَعصَعَةُ : إنّي وَاللّهِ لَتُرابِيٌّ ، مِنهُ خُلِقتُ وإلَيهِ أعودُ ، ومِنهُ اُبعَثُ ، وإنَّكَ لَمارِجٌ ۱ مِن مارِجٍ مِن نارٍ ۲ .

۶۵۶۳.تاريخ الطبري عن مرّة بن منقذ بن النّعمانـ في ذِكرِ خُروجِ الخَوارِجِ في زَمَنِ مُعاوِيَةَ وسَعي المُغيرَةِ لِتَعيينِ قائِدِ الجُندِ ـ: لَقَد كانَ صَعصَعَةُ بنُ صوحانَ قامَ بَعدَ مَعقِلِ بنِ قَيسٍ وقالَ : اِبعثَني إلَيهِم أيُّهَا الأَميرُ ، فَأَنَا وَاللّهِ لِدِمائِهِم مُستَحِلٌّ ، وبِحَملِها مُستَقِلٌّ .
فَقالَ : اِجلِس ، فَإِنَّما أنتَ خَطيبٌ . فَكانَ أحفَظَهُ ذلِكَ ، وإنَّما قالَ ذلِكَ لأَ نَّهُ بَلَغَهُ أ نَّهُ يَعيبُ عُثمانَ بنَ عَفّانَ ، ويُكثرُ ذِكرَ عَلِيٍّ ويُفَضِّلُهُ ، وقَد كانَ دَعاهُ ، فَقالَ :
إيّاكَ أن يَبلُغَني عَنكَ أ نَّكَ تَعيبُ عُثمانَ عِندَ أحَدٍ مِنَ النّاسِ ، وإيّاكَ أن يَبلُغَني عَنكَ أ نَّكَ تُظهِرُ شَيئا مِن فَضلِ عَلِيٍّ عَلانِيَةً ، فَإنَّكَ لَستَ بِذاكِرٍ مِن فَضلِ عَلِيٍّ شَيئا أجهَلُهُ ، بَل أنَا أعلَمُ بِذلِكَ ، ولكِنَّ هذَا السُّلطانَ قَد ظَهَرَ ، وقَد اُخِذنا بِإِظهارِ عَيبِهِ لِلنّاسِ ، فَنَحنُ نَدَعُ كَثيرا مِمّا اُمِرنا بِهِ ، وَنذكُرُ الشَّيءَ الَّذي لا نَجِدُ مِنهُ بُدّا ، نَدفَعُ بِهِ هؤُلاءِ القَومَ عَن أنفُسِنا تَقِيَّةً ، فَإِن كُنتَ ذاكِرا فَضلَهُ فَاذكُرهُ بَينَكَ وبَينَ أصحابِكَ وفي مَنازِلِكُم سِرّا ، وأمّا علانِيَةً فِي المَسجِدِ فَإِنَّ هذا لا يَحتَمِلُهُ الخَليفَةُ لَنا ، ولا يَعذِرُنا بِهِ .
فَكانَ يَقولُ لَهُ : نَعَم أفعَلُ ، ثُمَّ يبَلُغُهُ أ نَّهُ قَد عادَ إلى ما نَهاهُ عَنهُ . فَلَمّا قامَ إلَيهِ وقالَ لَهُ : اِبعَثني إلَيهِم ، وجَدَ المُغيرَةَ قَد حَقَدَ عَلَيهِ خِلافَهُ إيّاهُ ، فَقال : اِجلِس ، فَإِنَّما أنتَ خَطيبٌ ، فَأَحفَظَهُ .
فَقالَ لَهُ : أ وَما أنَا إلّا خَطيبٌ فَقَط ؟ ! أجَل وَاللّهِ ، إنّي لَلخَطيبُ الصَّليبُ الرَّئيسُ ، أمَا وَاللّهِ لَو شَهِدتَني تَحتَ رايَةِ عَبدِ القَيسِ يَومَ الجَمَلِ حَيثُ اختَلَفَتِ القَنا ؛

1.المارج : اللهب المختلط بسواد النار (لسان العرب : ج۲ ص ۳۶۵) .

2.العقد الفريد : ج۳ ص۳۵۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
368

۶۵۶۱.رجال الكشّي عن عاصم بن أبي النّجود عمّن شهد ذلك :إنَّ مُعاوِيَةَ حينَ قَدِم الكوفَةَ دَخَلَ عَلَيهِ رِجالٌ مِن أصحابِ عَلِيٍّ عليه السلام ، وكانَ الحَسَنُ عليه السلام قَد أخَذَ الأَمانَ لِرِجالٍ مِنهُم مُسَمِّينَ بِأَسمائِهِم وأسماءِ آبائِهِم ، وكانَ فيهِم صَعصَعَةُ .
فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ صَعصَعَةُ ، قالَ معُاوِيَةُ لِصَعصَعَةَ : أمَا وَاللّهِ ، إنّي كُنتُ لَاُبغِضُ أن تَدخُلَ في أماني .
قالَ : وأنَا وَاللّهِ ، اُبغِضُ أن اُسَمِّيكَ بِهذَا الاِسمِ . ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيهِ بِالخِلافَةِ .
قالَ : فَقالَ مُعاوِيَةُ : إن كُنتَ صادِقا فَاصعَدِ المِنبَرَ فَالعَن عَلِيّا !
فَصَعِدَ المِنبَرَ وحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ، أتَيتُكُم مِن عِندِ رَجُلٍ قَدَّمَ شَرَّهُ وأخَّرَ خَيرَهُ ، وإنَّهُ أمَرَني أن ألعَنَ عَلِيّا ، فَالعَنوهُ لَعَنَهُ اللّهُ ، فَضَجَّ أهلُ المَسجِدِ بِآمينَ .
فَلَمّا رَجَعَ إلَيهِ فَأَخبَرَهُ بِما قالَ ، ثُمَّ قالَ : لا وَاللّهِ ما عَنَيتَ غَيري ، اِرجِع حَتّى تُسَمِّيهُ بِاسمِهِ .
فَرَجَعَ وصَعِدَ المِنبَرَ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ أمَرَني أن ألعَنَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ فَالعَنوا مَن لَعَنَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ ، فَضَجّوا بِآمينَ .
فَلَمّا خُبِّرَ مُعاوِيَةُ قالَ : لا وَاللّهِ ما عَنى غَيري ، أخرِجوهُ لا يُساكِنني في بَلَدٍ ، فَأَخرَجوهُ ۱ .

۶۵۶۲.العقد الفريد :دَخَلَ صَعصَعَةُ بنُ صوحانَ عَلى مُعاوِيَةَ ومَعَهُ عَمرُو بنُ العاصِ جالِسٌ عَلى سَريرِهِ ، فَقالَ : وَسِّع لَهُ عَلى تُرابِيَّةٍ فيهِ .

1.رجال الكشّي : ج۱ ص۲۸۵ الرقم ۱۲۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 242398
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي