أمير المؤمنين عليه السلام على جنازة السيّدة المطهّرة فاطمة الزهراء عليهاالسلام ^۱ ، وظلّ ملازما للإمام صلوات اللّه عليه .
ولي الكوفة مدّةً في عهد عمر ^۲ . وكان قائدا للجيوش في فتح بعض الأقاليم ^۳ . ولمّا حكم عثمان كان من المعارضين له بجدٍّ ^۴ . وانتقد سيرته مرارا ، حتى همّ بنفيه إلى الربذة لولا تدخّل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، إذ حال دون تحقيق هدفه ^۵ .
ضُرب بأمر عثمان لصراحته ، وفعل به ذلك أيضا عثمان نفسه ، وظلّ يعاني من آثار ذلك الضرب إلى آخر عمره ^۶ .
وكان لاشتراكه الفعّال في حرب الجمل ، وتصدّيه لقيادة الخيّالة في جيش الإمام عليه السلام مظهر عظيم ^۷ . كما تولّى في صفّين قيادة رجّالة الكوفة والقرّاء ^۸ . تحدّث مع عمرو بن العاص وأمثاله من مناوئي الإمام عليه السلام في غير موطن ، وكشف الحقّ بمنطقه البليغ واستدلالاته الرصينة ^۹ .

71

عَلِيُّ بنُ أبي رافِعٍ

عليّ بن أبي رافع . ولد في عهد النّبيّ وسمّاه عليّا ^۱ ، تابعيّ ، من خيار الشيعة ، كانت له صحبة مع أمير المؤمنين ، وكان كاتبا له ، وحفظ كثيرا ، وجمع كتابا في فنون من الفقه : الوضوء ، والصلاة ، وسائر الأبواب ^۲ ، وكان على بيت مال عليّ عليه السلام ^۳ ، وكان كاتبه ^۴ .

72

عَمّارُ بنُ ياسرٍ

عمّار بن ياسر بن عامر المَذْحِجيُّ ، أبو اليقظان ، واُمّه سميّة ، وهي أوّل من استشهد في سبيل اللّه . من السابقين إلى الإيمان والهجرة ، ومن الثابتين الراسخين في العقيدة ؛ فقد تحمّل تعذيب المشركين مع أبوَيه منذ الأيّام الاُولى لبزوغ شمس الإسلام ، ولم يداخله ريب في طريق الحقّ لحظة واحدة ^۵ .
شهد له رسول اللّه صلى الله عليه و آله بأنّه يزول مع الحقّ ، وأنّه الطيّب المطيَّب وأنّه مُلئ إيمانا . وأكّد أنّ النّار لا تمسّه أبدا . وهو ممّن حرس ـ بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ـ «خلافة الحقّ» و«حقّ الخلافة» ، ولم يَنكُب عن الصراط المستقيم قطّ ^۶ ، وصلّى مع