497
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7

۶۷۱۴.الغارات عن ذهل بن الحارث :دَعاني مَصقَلَةُ إلى رَحلِهِ ، فَقَدَّمَ عَشاءً فَطَعِمنا مِنهُ ، ثُمَّ قالَ : وَاللّهِ إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ يَسأَلُني هذَا المالَ ، ووَاللّهِ لا أقدِرُ عَلَيهِ ، فَقُلتُ لَهُ : لَو شِئتَ لا يَمِضي عَلَيك جُمعَةٌ حَتّى تَجمَعَ هذَا المالَ ، فَقالَ : وَاللّهِ ما كُنتُ لِاُحَمِّلَها قَومي ، ولا أطلُبَ فيها إلى أحَدٍ .
ثُمَّ قالَ : أمَا وَاللّهِ لَو أنَّ ابنَ هِندٍ يُطالِبُني بِها ، أوِ ابنَ عَفّانَ لَتَرَكَها لي ، أ لَم تَرَ إلَى ابنِ عفّانَ حَيثُ أطعَمَ الأَشعَثَ بنَ قَيسٍ مِئَةَ ألفِ دِرهَمٍ مِن خَراجِ أذَربَيجانَ في كُلِّ سَنَةٍ ، فَقُلتُ : إنَّ هذا لا يَرى ذلِكَ الرَّأيَ وما هُوَ بِتارِكٍ لَكَ شَيئا ، فَسَكَتَ ساعَةً وسَكَتُّ عَنهُ ، فَما مَكَثَ لَيلَةً واحِدَةً بَعدَ هذَا الكَلامِ حَتّى لَحِقَ بِمُعاوِيَةَ ، فَبَلَغَ ذلِكَ عَلِيّا عليه السلام فَقالَ :
ما لَهُ ؟ ! تَرَّحَهُ ۱ اللّهُ ! فَعَلَ فِعلَ السَّيِّدِ ، وفَرَّ فِرارَ العَبدِ ، وخانَ خِيانَةَ الفاجِرِ ، أما إنَّهُ لَو أقامَ فَعَجِزَ ما زِدنا عَلى حَبسِهِ ؛ فَإِن وَجَدنا لَهُ شَيئا أخَذناهُ ، وإن لَم نَقدِر لَهُ عَلى مالٍ تَرَكناهُ ، ثُمَّ سارَ إلى دارِهِ فَهَدَمها ۲ .

91

مَعقِلُ بنُ قَيسٍ الرِّياحِيُّ

معقل بن قيس الرياحي ، شجاع من مقاتلي الكوفة ، وخطيب بليغ من خطبائها . وكان من اُمراء الجيش في زمن الإمام أمير المؤمنين والإمام الحسن المجتبى عليهماالسلام .

1.التَّرَح : ضدّ الفرح ؛ وهو الهلاك والانقطاع أيضاً (النهاية : ج۱ ص۱۸۶) .

2.الغارات : ج۱ ص۳۶۵ ؛ تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳۰ ، تاريخ دمشق : ج۵۸ ص۲۷۲ ح۷۴۵۰ كلاهما عن عبد اللّه بن فقيم نحوه وراجع أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۸۱ و ۱۸۲ والكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۲۱ والفتوح : ج۴ ص۲۴۴ والبداية والنهاية : ج۷ ص۳۱۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
496

۶۷۱۲.تاريخ اليعقوبي :كَتَبَ [عَلِيٌّ عليه السلام ] إلى مَصقَلَةَ بنِ هُبَيرَةَ ؛ وبَلَغَهُ أنَّهُ يُفَرِّقُ ويَهَبُ أموالَ أردَشيرخُرَّةَ، وكانَ عَلَيها :
أمّا بَعُد ؛ فَقَد بَلَغَني عَنكَ أمرٌ أكبَرتُ أن اُصَدِّقَهُ : أنَّكَ تَقسِمُ فَيءَ المُسلِمينَ في قَومِكَ ، ومَنِ اعتَراكَ مِنَ السَّأَلَةِ وَالأَحزابِ ، وأهلِ الكَذِبِ مِنَ الشُّعَراءِ ، كما تَقسِمُ الجَوزَ !
فَوَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرأَ النَّسَمَةَ ، لَاُفَتِّشُ عَن ذلِكَ تَفتيشا شافِيا ؛ فَإِن وَجَدتُهُ حَقّا لَتَجِدَنَّ بِنَفسِكَ عَلَيَّ هَوانا ، فَلا تَكونَنّ مِنَ الخاسِرينَ أعمالاً ، «الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا»۱ . ۲

۶۷۱۳.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابِهِ إلى مَصقَلَةَ بنِ هُبَيرَةَ الشَّيبانِيِّ ، وهُوَ عامِلُهُ عَلى أردَشير خُرَّةَ ـ: بَلَغَني عَنكَ أمرٌ إن كُنتَ فَعَلتَهُ فَقَد أسخَطتَ إلهَكَ ، وعَصَيتَ إمامَكَ : أنَّكَ تَقسِمُ فَيءَ المُسلِمينَ الَّذي حازَتهُ رِماحُهُم وخُيولُهُم ، واُريقَت عَلَيهِ دِماؤُهُم ، فيمَنِ اعتامَكَ مِن أعرابِ قَومِكَ !
فَوَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ، وبَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَئِن كانَ ذلِكَ حَقّا لَتَجِدَنَّ لَكَ عَلَيَّ هَوانا ، ولَتَخِفَّنَّ عِندي ميزانا ، فَلا تَستَهِن بِحَقِّ رَبِّكَ ، ولا تُصلِح دُنياكَ بِمَحقِ دينِكَ ، فَتَكونَ مِنَ الأَخسَرينَ أعمالاً .
ألا وإنَّ حَقَّ مَن قِبَلَكَ وقِبَلَنا مِنَ المُسلِمينَ في قِسمَةِ هذَا الفَيءِ سَواءٌ ؛ يَرِدونَ عِندي عَلَيهِ ، ويَصدُرونَ عَنهُ ۳ .

1.الكهف : ۱۰۴ .

2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۰۱ .

3.نهج البلاغة : الكتاب ۴۳ ؛ أنساب الأشراف : ج۲ ص۳۸۹ نحوه إلى «أعمالاً» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 212438
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي