511
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7

ميثَما ، فَلَمّا قَدِمَ ميثَمٌ أخَذَ بِيَدِهِ فَأَتى بِهِ عُبَيدَ اللّهِ بنَ زِيادٍ ، فَلَمّا أدخَلَهُ عَلَيهِ ، قالَ لَهُ : ميثَمٌ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : اِبرَأ مِن أبي تُرابٍ . قالَ : لا أعرِفُ أبا تُرابٍ . قالَ : اِبرَأ مِن عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ . قالَ : فَإِن لَم أفعَل ؟ قالَ : إذا وَاللّهِ أقتُلكَ . قالَ : أما إنَّهُ قَد كانَ يُقالُ لي إنَّكَ سَتَقتُلُني ، وتَصلُبُني عَلى بابِ عَمرِو بنِ حُرَيثٍ ، فَإِذا كانَ اليَومُ الثّالِثُ ابتَدَرَ مِن مَنخِري دَمٌ عَبيطٌ . قالَ : فَأَمَرَ بِصَلبِهِ عَلى بابِ عَمرِو بنِ حُرَيثٍ . فَقالَ لِلنّاسِ : سَلوني ، سَلوني ـ وهُوَ مَصلوبٌ ـ قَبلَ أن أموتَ ، فَوَاللّهِ لَاُحَدِّثَنَّكُم بِبَعضِ ما يَكونُ مِنَ الفِتَنِ ، فَلَمّا سَأَلَهُ النّاسُ وحَدَّثَهُم ، أتاهُ رَسولٌ مِنِ ابنِ زِيادٍ ـ لَعَنَهُ اللّهُ ـ فَأَلجَمَهُ بِلِجامٍ مِن شَريطٍ ، فَهُوَ أوَّلُ مَن اُلجِمَ بِلِجامٍ وهُوَ مَصلوبٌ ، ثُمَّ أنفَذَ إلَيهِ مَن وَجَأَ جَوفَهُ حَتّى ماتَ ، فَكانَت هذِهِ مِن دَلائِلِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ۱ .

۶۷۲۷.رجال الكشّي عن سدير عن أبيه أبي حكيم :اِجتَمَعنا سَبعَةٌ مِنَ التَّمّارينَ فَاتّعَدنا لِحَملِهِ فَجِئنا إلَيهِ لَيلاً وَالحُرّاسُ يَحرُسونَهُ ، وقَد أوقَدُوا النّار فَحالَت بَينَنا وبَينَهُم ، فَاحتَمَلناهُ بِخَشَبَتِهِ حَتَّى انتَهَينا بِهِ إلى فَيضٍ مِن ماءٍ في مُرادٍ فَدَفَنّاهُ فيهِ ، ورَمَينا بِخَشَبَتِهِ في مُرادٍ فِي الخَرابِ ، وأصبَحَ فَبَعَثَ الخَيلَ فَلَم يَجِد شَيئا ۲ .

95

النُّعمانُ بنُ العَجلانِ

۶۷۲۸.الإصابة عن المبرّد :أنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ استَعمَلَ النُّعمانَ هذا عَلَى البَحرَينِ ، فَجَعَلَ يُعطي كُلَّ مَن جاءَهُ مِن بَني زُرَيقٍ ، فَقالَ فيهِ الشّاعِرُ :

أرى فِتنَةً قَد ألهَتِ النّاسَ عَنكُمُ
فَنَدلاً زُرَيقُ المال نَدلَ الثَّعالِبِ

فَإِنَّ ابنَ عَجلانَ الَّذي قَد عَلِمتُمُ
يُبَدِّدُ مالَ اللّهِ فِعلَ المَناهِبِ۳

1.خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص۵۴ ، رجال الكشّي : ج۱ ص۲۹۵ الرقم۱۳۹ نحوه وفي صدره «يوسف بن عمران الميثمي قال : سمعت ميثم النّهرواني يقول : دعاني أمير المؤمنين عليه السلام وقال : كيف أنت يا ميثم إذا . . .» .

2.رجال الكشّي : ج۱ ص۲۹۵ الرقم۱۳۸ ، بحار الأنوار : ج۴۲ ص۱۲۹ ح۱۲ .

3.الإصابة : ج۶ ص۳۵۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
510

فَقَدِمَ أبي عَلَينا فَما لَبِثَ يَومَينِ حَتّى أرسَلَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ ، فَصَلَبَهُ تاسِعَ تِسعَةٍ؛ أقصَرَهُم خَشَبَةً وأقرَبَهُم إلَى المِطهَرَةِ ، فَرَأَيتُ الرَّجُلَ الَّذي جاءَ إلَيهِ لِيَقتُلَهُ وقَد أشارَ إلَيهِ بِالحَربَةِ ، وهُوَ يَقولُ : أمَا وَاللّهِ لَقَد كُنتَ ما عَلِمتُكَ إلّا قَوّاما ، ثُمَّ طَعَنَهُ في خاصِرَتِهِ فَأَجافَهُ، ۱
فَاحتَقَنَ الدَّمُ، فَمَكَثَ يَومَينِ ، ثُمَّ إنَّهُ فِي اليَومِ الثّالِثِ بَعدَ العَصرِ قَبلَ المَغرِبِ انبَعَثَ مِنخَراهُ دَما ، فَخُضِبَت لِحيَتُهُ بِالدِّماءِ ۲ .

۶۷۲۶.خصائص الأئمّة عليهم السلام عن ابن ميثم التمّار :سَمِعتُ أبي يَقولُ : دَعاني أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام يَوما فَقالَ لي : يا ميثَمُ، كَيفَ أنتَ إذا دَعاكَ دَعِيُّ بَني اُمَيَّةَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ إلَى البَراءَةِ مِنّي ؟ قَلتُ : إذا وَاللّهِ أصبِرُ ، وذاكَ فِي اللّهِ قَليلٌ .
قالَ : يا ميثَمُ ، إذا تَكون مَعي في دَرَجَتي .
وكانَ ميثَمٌ يَمُرُّ بِعَريفِ ۳ قَومِهِ فَيَقولُ : يا فُلانُ ، كَأَنّي بِكَ قَد دَعاكَ دَعِيُّ بَني اُمَيَّةَ وَابنُ دَعِيِّها فَيَطلُبُني مِنكَ ، فَتَقولُ: هُوَ بِمَكَّةَ ، فَيَقولُ : لا أدري ما تَقولُ ، ولا بُدَّ لَكَ أن تَأتِيَ بِهِ ، فَتَخرُجُ إلَى القادِسِيَّةِ فَتَقيمُ بِها أيّاما ، فَإِذا قَدِمتُ عَلَيكَ ذَهَبتَ بي إلَيهِ حَتّى يَقتُلَني عَلى بابِ دارِ عَمرِو بنِ حُرَيثٍ ، فَإِذا كانَ اليَومُ الثّالِثُ ابتَدَرَ مِن مَنخِري دَمٌ عَبيطٌ . قالَ : وكانَ ميثَمٌ يَمُرُّ فِي السَّبخَةِ بِنَخلَةٍ فَيَضرِبُ بِيَدِهِ عَلَيها ، ويَقولُ : يا نَخلَةُ ما غُذّيتِ إلّا لي ، وكانَ يَقولُ لِعَمرِو بنِ حُرَيثٍ : إذا جاوَرتُكَ فَأَحسِن جِواري ، فَكانَ عَمرٌو يَرى أنَّهُ يَشتَري عِندَهُ دارا أو ضَيعَةً لَهُ بِجَنبِ ضَيعَتِهِ ، فَكانَ عَمرٌو يَقولُ : سَأَفعَلُ .
فَأَرسَلَ الطّاغِيَةُ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ إلى عَريفِ ميثَمٍ يَطلُبُهُ مِنهُ ، فَأَخبَرَهُ أنَّهُ بِمَكَّةَ ، فَقالَ لَهُ : إن لَم تَأتِني بِهِ لَأَقتُلَنَّكَ فَأَجَّلَهُ أجَلاً ، وخَرَجَ العَريفُ إلَى القادِسِيَّةِ يِنتَظِرُ

1.قيل للجراحةِ: جائِفة؛ إذا وصلتَ إلى الجوفَ. [يقال:] طَعَنَهُ فأجافَه (المصباح المنير: ص۱۱۵).

2.رجال الكشّي : ج۱ ص۲۹۴ الرقم۱۳۶ ، بحار الأنوار : ج۴۲ ص۱۲۸ ح۱۱ .

3.العريف : وهو القَيِّم باُمور القبيلة أو الجماعة من الناس (النهاية : ج۳ ص۲۱۸) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 212447
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي