59
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7

4 / 4

أحَبُّ أهلِ بَيتِ النَّبيِّ إلَيهِ

۶۰۷۷.المستدرك على الصحيحين عن أسماء بنت عميس :كُنتُ في زَفافِ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَلَمّا أصبَحنا جاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إلَى البابِ ، فَقالَ : يا اُمَّ أيمَنَ ادعي لي أخي . فَقالَت : هُوَ أخوكَ وتُنكِحُهُ ؟ ! قالَ : نَعَم يا اُمَّ أيمَنَ . فَجاءَ عَلِيٌّ ، فَنَضَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله عَلَيهِ مِنَ الماءِ ، ودَعا لَهُ ، ثُمَّ قالَ : ادعي لي فاطِمَةَ . قالَت : فَجاءَت تَعَثَّرُ مِنَ الحَياءِ ، فَقالَ لَها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اسكُني ؛ فَقَد أنكَحتُكِ أحَبَّ أهلِ بَيتي إلَيَّ . قالَت : ونَضَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله عَلَيها مِنَ الماءِ .
ثُمَّ رَجَعَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَرَأى سَوادا بَينَ يَدَيهِ ، فَقالَ : مَن هذَا ؟ فَقُلتُ : أنَا أسماءُ . [قالَ :] ۱ بِنتُ عُمَيسٍ ؟قُلتُ : نَعَم . قالَ : جِئتِ في زَفافِ ابنَةِ رَسولِ اللّهِ ؟ قُلتُ : نَعَم . فَدَعا لي ۲ . ۳

1.أثبتنا ما بين المعقوفين من المصادر الاُخرى .

2.من البعيد حضور أسماء بنت عميس زفاف سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهاالسلام ؛ لأنّها كانت زوجة جعفر بن أبي طالب ذلِكَ الحين ، وقد هاجرت معه إلى الحبشة . واحتمل البعض أنّ أسماء المذكورة في هذه الروايات هي أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصاري ، وقد وقع التصحيف لشهرة أسماء بنت عميس . وهو احتمال ضعيف ؛ لتصريح الرواية باسم أبيها من جانب ، ومن جانب آخر صرّحت بعض الروايات بحضور أسماء وفاةَ خديجة ، والحال أنّ أسماء بنت يزيد كانت في المدينة وخديجة توفّيت في مكّة . والاحتمال الآخر هو أنّ الَّتي حضرت زفاف فاطمة عليهاالسلام هي سلمى بنت عميس ـ اُخت أسماء ـ زوجة حمزة والَّتي كان لها قرابة مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وكانت في مكّة حين توفّيت خديجة عليهاالسلام ، وهي ابنة عميس أيضا ، ويحتمل قويّا تصحيف «سلمى» بـ «أسماء» .

3.المستدرك على الصحيحين: ج۳ ص۱۷۳ ح۴۷۵۲ ، المعجم الكبير : ج۲۴ ص۱۳۶ ح۳۶۴ و ص۱۳۷ ح۳۶۵ ، ذخائر العقبى : ص۶۸ ؛ كشف الغمّة : ج۱ ص۳۶۵ كلّها نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
58

۶۰۷۶.علل الشرائع عن المفضّل بن عمر :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ جَعفرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ عليهماالسلام : لِمَ صارَ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بن أبي طالِبٍ قَسيمَ الجَنَّةِ وَالنارِ ؟ قالَ : لِأَنَّ حُبَّهُ إيمانٌ ، وبُغضَهُ كُفرٌ ، وإنَّما خُلِقَتِ الجَنَّةُ لِأَهلِ الإيمانِ ، وخُلِقَتِ النّارُ لِأَهلِ الكُفرِ ، فَهُوَ عليه السلام قَسيمُ الجَنَّةِ وَالنّارِ لِهذِهِ العِلَّةِ ؛ فَالجَنَّةُ لا يَدخُلُها إلّا أهلُ مَحَبَّتِهِ ، وَالنّارُ لا يَدخُلُها إلّا أهلُ بُغضِهِ .
قالَ المُفَضَّلُ : فَقُلتُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، فَالأَنبِياءُ وَالأَوصِياءُ عليهم السلام كانوا يُحِبّونَهُ ، وأعداؤُهُم كانوا يُبغِضونَهُ ؟ قالَ : نَعَم . قُلتُ : فَكَيفَ ذلِكَ ؟ قالَ : أما عَلِمتَ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله قالَ يَومَ خَيبَرَ : «لَاُعطِيَنَّ الرّايَةَ غَدا رَجُلاً يُحِبُّ اللّهَ ورَسولَهُ ، ويُحِبُّهُ اللّهُ ورَسولُهُ ، ما يَرجِعُ حَتّى يَفتَحَ اللّهُ عَلَى يَدَيهِ» ، فَدَفَعَ الرّايَةَ إلى عَلِيٍّ عليه السلام ، فَفَتَحَ اللّهُ تَعالى عَلى يَدَيهِ ؟ قُلتُ : بَلى .
قال : أما عَلِمتَ أنّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَمّا اُتِيَ بِالطّائِرِ المَشوِيِّ قالَ صلى الله عليه و آله : « اللّهُمَّ ائتِني بِأَحَبِّ خَلقِكَ إلَيكَ وإلَيَّ ؛ يَأكُلُ مَعي مِن هذَا الطّائِرِ » وعَنى بِهِ عَلِيّا عليه السلام ؟ قُلتُ : بَلى .
قالَ : فَهَل يَجوزُ ألّا يُحِبَّ أنبياءُ اللّهِ ورُسُلُهُ وأوصِياؤُهُم عليهم السلام رجُلاً يُحِبُّهُ اللّهُ ورَسولُهُ ، ويُحِبُّ اللّهَ ورَسولَهُ ؟ !فَقُلتُ لَهُ : لا . قالَ : فَهَل يَجوزُ أن يَكونَ المُؤمِنونَ مِن اُمَمِهِم لا يُحِبّونَ حَبيبَ اللّهِ وحَبيبَ رَسولِهِ وأنبِيائِهِ عليهم السلام ؟ قُلتُ : لا .
قالَ : فَقَد ثَبَتَ أنَّ جَميعَ أنبياءِ اللّهِ ورُسُلِهِ وجَميعَ المُؤمِنينَ كانوا لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ مُحِبّينَ ، وثَبَتَ أنَّ أعداءَهُم وَالمُخالِفينَ لَهُم كانوا لَهُم ولِجَميعِ أهلِ مَحَبَّتِهِم مُبغِضينَ . قُلتُ : نَعَم . قالَ : فَلا يَدخُلُ الجَنَّةَ إلّا مَن أحَبَّهُ مِنَ الأَوَّلين وَالآخِرينَ ، ولا يَدخُلُ النّارَ إلّا مَن أبغَضَهُ مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، فَهُوَ إذَن قَسيمُ الجَنَّةِ وَالنّارِ ۱ .

راجع : تاريخ دمشق : ج 42 ص244 ـ 260 ، وعبقات الأنوار ، المجلّد الرابع .

1.علل الشرائع : ص۱۶۲ ح۱ ، مختصر بصائر الدرجات : ص۲۱۶ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج۲ ص۷۹۰ ح۱۰ ، بحار الأنوار : ج۳۹ ص۱۹۴ ح۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 215369
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي