وأصابوا مِنَ الغَنائِمِ ما لَم يُصيبوا مِثلَهُ ، وأخَذَ عَلِيٌّ جارِيَةَ مِنَ الخُمسِ ، فَدَعا خالِدُ بنُ الوَليدِ بُرَيدَةَ ، فَقالَ : اِغتَنِمها ، فَأخبِرِ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله بِما صَنَعَ .
فَقَدِمتُ المَدينَةَ ، ودَخَلتُ المَسجِدَ ، ورَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في مَنزِلِهِ ، وناسٌ مِن أصحابِهِ عَلى بابِهِ ، فَقالوا : مَا الخَبَرَ يا بُرَيدَةُ ؟ فَقُلتُ : خَيرٌ ؛ فَتَحَ اللّهُ عَلَى المُسلِمينَ ، فَقالوا : ما أقدَمَكَ ؟ قالَ : جارِيَةٌ أخَذَها عَلِيٌّ مِنَ الخُمسِ ، فَجِئتُ لِاُخبِرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله . قالوا: فَأَخبِرهُ ، فَإِنَّهُ يُسقِطُهُ مِن عَينِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ورَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَسمَعُ الكَلامَ ، فَخَرَجَ مُغضَبا وقالَ : ما بالُ أقوامٍ يَنتَقِصونَ عَلِيّا ؟ ! مَن يَنتَقِصُ عَلِيّا فَقَدِ انتَقَصَني ، ومَن فارَقَ عَلِيّا فَقَد فارَقَني ، إنَّ عَلِيّا مِنّي وأنَا مِنهُ ؛ خُلِقَ مِن طينَتي ، وخُلقِتُ مِن طينَةِ إبراهيمَ ، وأنَا أفضَلُ مِن إبراهيمَ «ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ »۱ .
وقالَ : يا بُرَيدَةُ ، أما عَلِمتَ أنَّ لِعَلِيٍّ أكثَرَ مِنَ الجارِيَةِ الَّتي أخَذَ ، وأنَّهُ وَلِيُّكُم مِن بَعدي ؟ !
فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ! بِالصُّحبَةِ إلّا بَسَطتَ يَدَكَ حَتّى اُبايِعَكَ عَلَى الإِسلامِ جَديدا . قالَ : فَما فارَقتُهُ حَتّى بايَعتُهُ عَلَى الإِسلامِ ۲ .
۶۱۳۸.مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن بريدة :حَدَّثَني أبي بُرَيدَةُ قالَ : أبغَضتُ عَلِيّا بُغضا لَم يَبغِضهُ أحَدٌ قَطُّ ، قالَ : وأحبَبتُ رَجُلاً مِن قُرَيشٍ لَم أحِبَّهُ إلّا عَلى بُغضِهِ عَلِيّا ، قالَ : فَبُعِثَ ذلِكَ الرَّجُلُ عَلى خَيلٍ فَصَحِبتُهُ ، ما أصحَبُهُ إلّا عَلى بُغضِهِ عَلِيّا ، قالَ : فَأَصَبنا سَبيا، قالَ : فَكَتَبَ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اِبعَث إلَينا مَن يُخَمِّسُهُ ، قالَ : فَبَعَثَ إلَينا عَلِيّا ، وفِي السَّبيِ وَصيفَةٌ هِيَ أفضَلُ مِنَ السَّبيِ ، فَخَمَّسَ وقَسَّمَ ، فَخَرَجَ [ و ] ۳ رَأسُهُ مُغَطّى ،