85
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7

وأصابوا مِنَ الغَنائِمِ ما لَم يُصيبوا مِثلَهُ ، وأخَذَ عَلِيٌّ جارِيَةَ مِنَ الخُمسِ ، فَدَعا خالِدُ بنُ الوَليدِ بُرَيدَةَ ، فَقالَ : اِغتَنِمها ، فَأخبِرِ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله بِما صَنَعَ .
فَقَدِمتُ المَدينَةَ ، ودَخَلتُ المَسجِدَ ، ورَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في مَنزِلِهِ ، وناسٌ مِن أصحابِهِ عَلى بابِهِ ، فَقالوا : مَا الخَبَرَ يا بُرَيدَةُ ؟ فَقُلتُ : خَيرٌ ؛ فَتَحَ اللّهُ عَلَى المُسلِمينَ ، فَقالوا : ما أقدَمَكَ ؟ قالَ : جارِيَةٌ أخَذَها عَلِيٌّ مِنَ الخُمسِ ، فَجِئتُ لِاُخبِرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله . قالوا: فَأَخبِرهُ ، فَإِنَّهُ يُسقِطُهُ مِن عَينِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ورَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَسمَعُ الكَلامَ ، فَخَرَجَ مُغضَبا وقالَ : ما بالُ أقوامٍ يَنتَقِصونَ عَلِيّا ؟ ! مَن يَنتَقِصُ عَلِيّا فَقَدِ انتَقَصَني ، ومَن فارَقَ عَلِيّا فَقَد فارَقَني ، إنَّ عَلِيّا مِنّي وأنَا مِنهُ ؛ خُلِقَ مِن طينَتي ، وخُلقِتُ مِن طينَةِ إبراهيمَ ، وأنَا أفضَلُ مِن إبراهيمَ «ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ »۱ .
وقالَ : يا بُرَيدَةُ ، أما عَلِمتَ أنَّ لِعَلِيٍّ أكثَرَ مِنَ الجارِيَةِ الَّتي أخَذَ ، وأنَّهُ وَلِيُّكُم مِن بَعدي ؟ !
فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ! بِالصُّحبَةِ إلّا بَسَطتَ يَدَكَ حَتّى اُبايِعَكَ عَلَى الإِسلامِ جَديدا . قالَ : فَما فارَقتُهُ حَتّى بايَعتُهُ عَلَى الإِسلامِ ۲ .

۶۱۳۸.مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن بريدة :حَدَّثَني أبي بُرَيدَةُ قالَ : أبغَضتُ عَلِيّا بُغضا لَم يَبغِضهُ أحَدٌ قَطُّ ، قالَ : وأحبَبتُ رَجُلاً مِن قُرَيشٍ لَم أحِبَّهُ إلّا عَلى بُغضِهِ عَلِيّا ، قالَ : فَبُعِثَ ذلِكَ الرَّجُلُ عَلى خَيلٍ فَصَحِبتُهُ ، ما أصحَبُهُ إلّا عَلى بُغضِهِ عَلِيّا ، قالَ : فَأَصَبنا سَبيا، قالَ : فَكَتَبَ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اِبعَث إلَينا مَن يُخَمِّسُهُ ، قالَ : فَبَعَثَ إلَينا عَلِيّا ، وفِي السَّبيِ وَصيفَةٌ هِيَ أفضَلُ مِنَ السَّبيِ ، فَخَمَّسَ وقَسَّمَ ، فَخَرَجَ [ و ] ۳ رَأسُهُ مُغَطّى ،

1.آل عمران : ۳۴ .

2.المعجم الأوسط : ج۶ ص۱۶۲ ح۶۰۸۵ وراجع كشف المحجّة : ص۲۴۴ .

3.ما بين المعقوفين إضافة يقتضيها السياق .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
84

أبي طالِبٍ وخالِدَ بنَ الوَليدِ ، كُلَّ واحِدٍ مِنهُما وَحدَهُ ، وجَمَعَهُما فَقالَ : إذَا اجتَمَعتُما فَعَلَيكُم عَلِيٌّ . قالَ : فَأَخَذنا يَمينا أو يَسارا ، قالَ : فَأَخَذَ عَلِيٌّ فَأَبعَدَ ، فَأَصابَ سَبيا ، فَأَخَذَ جارِيَةً مِنَ الخُمسِ .
قالَ بُرَيدَةُ : وكُنتُ مِن أشَدِّ النّاسِ بُغضا لِعَلِيٍّ ! وقَد عَلِمَ ذلِكَ خالِدُ بنُ الوَليدِ ، فَأَتى رَجُلٌ خالِدا فَأَخبَرَهُ أنَّهُ أخَذَ جارِيَةً مِنَ الخُمسِ ، فَقالَ : ما هذَا ؟ ثُمَّ جاءَ آخَرُ ، ثُمَّ أتى آخَرُ ، ثُمَّ تَتابَعَتِ الأَخبارُ عَلى ذلِكَ ، فَدَعاني خالِدٌ فَقالَ : يا بُرَيدَةُ ، قَد عَرَفتَ الَّذي صَنَعَ ، فَانطَلِق بِكِتابي هذَا إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَأَخبِرهُ . وكَتَبَ إلَيهِ .
فَانطَلَقتُ بِكتابِهِ حَتّى دَخَلتُ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَأَخَذَ الكِتابَ فَأَمسَكَهُ بِشِمالِهِ وكانَ كَما قالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ لا يَكتُبُ ولا يَقرَأُ ، وكُنتُ رَجُلاً إذا تَكَلَّمتُ طَأطَأتُ رَأسي حَتّى أفرُغَ مِن حاجَتي ، فَطَأطَأتُ رَأسي أو ۱ تَكَلَّمتُ فَوَقَعتُ في عَلِيٍّ حَتّى فَرَغتُ ، ثُمَّ رَفَعتُ رَأسي ، فَرَأَيتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَد غَضِبَ غَضَبا لَم أرَهُ غَضِبَ مِثلَهُ قَطُّ إلّا يَومَ قُرَيظَةَ وَالنَّضيرِ ، فَنَظَرَ إلَيَّ فَقالَ : يا بُرَيدَةُ ! إنَّ عَلِيّا وَلِيُّكُم بَعدي ، فَأَحِبَّ عَلِيّا ؛ فَإِنَّهُ يَفعَلُ ما يُؤمَرُ .
قالَ : فَقُمتُ وما أحَدٌ مِنَ النّاسِ أحَبُّ إلَيَّ مِنهُ .
وقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَطاءٍ : حَدَّثتُ بِذلِكَ أبا حَربِ بنَ سُوَيدِ بنِ غَفلَةَ فَقالَ : كَتَمَكَ عَبدُ اللّهِ بنُ بُرَيدَةَ بَعضَ الحَديثِ ! إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لَهُ : أ نافَقتَ بَعدي يا بُرَيدَةُ ؟ ! ۲

۶۱۳۷.المعجم الأوسط عن ابن بريدة عن أبيه :بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلِيّا أميرا عَلَى اليَمَنِ ، وبَعَثَ خالِدَ بنَ الوَليدِ عَلَى الجَبَلِ ، فَقالَ : «إنِ اجتَمَعتُما فَعَلِيٌّ عَلَى النّاسِ» فَالتَقَوا ،

1.قد تكون « أو » هنا بمعنى الواو ، أو مصحّفةً عنها .

2.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۱۹۱ ح۸۶۴۶ و ۸۶۴۷ ؛ الأمالي للطوسي : ص۲۴۹ ح۴۴۳ ، بشارة المصطفى : ص۱۲۱ ، المناقب للكوفي : ج ۱ ص۴۲۴ ح۳۳۱ نحوه وليس فيه «وقال عبد اللّه بن عطاء : حدّثتُ . . .» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 212469
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي