إِلَـهَ إِلَا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ» 1 ، و «إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَ حِدٌ» 2 . 3
۳۲۷.سنن الترمذي عن بريدة :سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله رَجُلاً يَدعو وهُوَ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِأَنّي أشهَدُ أنَّكَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذي لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ .
فَقالَ صلى الله عليه و آله : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ لَقَد سَأَلَ اللّهَ بِاسمِهِ الأَعظَمِ الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى . ۴
۳۲۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ لَمّا سُئِلَ عَنِ اسمِ اللّهِ الأَعظَمِ ـ: كُلُّ اسمٍ مِن أَسماءِ اللّهِ، فَفَرِّغ قَلبَكَ عَن كُلِّ ما سِواهُ ، وَادعُهُ بِأَيِّ اسمٍ شِئتَ ، فَلَيسَ فِي الحَقيقَةِ للّهِِ اسمٌ دونَ اسمٍ ، بَل هُوَ الواحِدُ القَهّارُ . ۵
تحقيق في معنى الاسم الأعظم
تكرّر موضوع الاسم الأَعظم للّه عز و جل في الأَحاديث ، وبخاصّة في الأَدعية كثيرا ، وذُكر أَنّ كلّ إِنسان يدعو اللّه به يُستجاب دعاؤه ، وأَنّ أَهل البيت عليهم السلام يعرفون جميع حروفه إِلّا حرفا واحدا منه ، فما ذلك الاسم؟
إِنّ روايات الباب مختلفة ولا يمكن الإجابة عن هذا السؤال بشكلٍ قاطع من وجهة نظر الروايات .
لقد أَدّى فقدان الدليل القاطع على المراد من الاسم الأَعظم إِلى تضارب الآراء فيه ، حتّى نقل السيوطيّ عشرين قولاً .
أفضل تحقيق في تبيان الاسم الأعظم
قال العلّامة الطباطبائي قدس سره ـ في بيان معنى الاسم الأَعظم ـ :
«شاع بين النّاس أَنّه اسم لفظي من أَسماء اللّه سبحانه إِذا دعي به استجيب ، ولا يشذّ من أَثره شيء غير أَنّهم لما لم يجدوا هذه الخاصّة في شيء من الأَسماء الحسنى المعروفة ولا في لفظ الجلالة ، اعتقدوا أَنّه مؤلّف من حروف مجهولة تأليفا مجهولاً لنا لو عثرنا عليه أَخضعنا لإرادتنا كلّ شيء .
ولكن يبدو أنّ الأَسماء الإلهيّة واسمه الأَعظم خاصّة وإِن كانت مؤثرة في الكون ووسائط وأَسبابا لنزول الفيض من الذات المتعالية في هذا العالم المشهود ، لكنها إِنّما تؤثر بحقائقها لا بالأَلفاظ الدالّة في لغة كذا عليها ، ولا بمعانيها المفهومة من أَلفاظها المتصوّرة في الأَذهان ، ومعنى ذلك أَنّ اللّه سبحانه هو الفاعل الموجد لكلّ شيء بما له من الصفة الكريمة المناسبة له التي يحويها الاسم المناسب ، لا تأثير اللفظ أَو صورة مفهومة في الذهن أَو حقيقة أُخرى غير الذات المتعالية ، إِلّا أَنّ اللّه سبحانه وعد إِجابة دعوة ، من دعاه كما في قوله :
«أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ» . ۶
وهذا يتوقّف على دعاء وطلب حقيقي ، وأَن يكون الدعاء والطلب منه تعالى لا من غيره ـ كما تقدم في تفسير الآية ـ فمن انقطع عن كلّ سبب واتصل بربِّه لحاجة من حوائجه فقد اتصل بحقيقة