317
منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله

يَطوفُ بِالبَيتِ ، إذِ انقَطَعَ شِسعُهُ ۱ ، فَحَلَّ رَجُلٌ شِسعا مِن نَعلِهِ ثُمَّ ناوَلَهُ إيّاهُ ، فَأَبى أن يَأخُذَهُ ، وقالَ : هذِهِ أَثَرَةٌ ولا أقبَلُ أثَرَةً . ۲

4 / 2 . التَّنبّؤ بظهور الاستئثار بين المسلمين

۱۹۲۹.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّكُم سَتَلقَونَ بَعدي أثَرَةً . ۳

۱۹۳۰.عنه صلى الله عليه و آله :كَأَنَّكُم بِراكِبٍ قَد أتاكُم فَنَزَلَ بِكُم ، فَيَقولُ : الأَرضُ أرضُنا وَالمِصرُمِصرُنا ، وإنَّما أنتُم عَبيدُنا واُجَراؤُنا ، فَحالَ بَينَ الأَرامِلِ وَاليَتامى وما أفاءَ اللّهُ عَلى آبائِهِم . ۴

۱۹۳۱.عنه صلى الله عليه و آله :إذا بَلَغَ بَنو أبِي العاصِ ثَلاثينَ رَجُلاً اتَّخَذوا دينَ اللّهِ دَغَلاً ۵ ، وعِبادَ اللّهِ خَوَلاً ۶ ، ومالَ اللّهِ دُوَلاً ۷ . ۸

كلام حول الاستئثار

الاستئثار مصدر من الجذر «أثَرَ» في مقابل الإيثار، وهو: بمعنى تقديم الإنسان نفسه أو ذويه وقرابته وأتباعه وأنصاره على الآخرين، في تأمين الاحتياجات والمتطلّبات.

خطر الاستئثار

يعدّ الاستئثار من أخطر الخصال التي تفتك بالقيم وتدمّرها، فتبعاته المخرّبة لا تقتصر على انحطاط الأخلاق فحسب، بل تجرّ إلى الفساد الاجتماعي والسياسي ، وبالتالي سقوط الدول وانهيار الحكومات. نقرأ في الحِكَم المنسوبة للإمام عليّ عليه السلام :
الاِستِئثارُ يوجِبُ الحَسَدَ ، وَالحَسَدُ يوجِبُ البِغضَةَ ، والبِغضَةُ توجِبُ الاِختِلافَ ، وَالاِختِلافُ يوجِبُ الفُرقَةَ، وَالفُرقَةُ توجِبُ الضَّعفَ، وَالضَّعفُ يوجِبُ الذُّلَّ ، وَالذُّلُّ يوجِبُ زَوالَ الدَّولَةِ وذَهابَ النِّعمَةِ۹.
تنتهي عملية دراسة تاريخ الإسلام وتحليله على نحو دقيق، وكذلك تقصّي علل انحطاط الاُمّة الإسلامية وعوامل اُفول نجمها إلى أنّ استئثار عدد من الحكّام وأثَرتهم وفرديتهم، أدّى إلى إلحاق أضرار ماحقة بحركة هذا الدين وقلّصت من نفوذه وامتداده.

مواجهة الاستئثار

لقد بذل رسول اللّه صلى الله عليه و آله في عهد نبوّته والإمام عليّ عليه السلام إبّان حُكمه، قصارى جهودهما للحؤول دون بروز الاستئثار والفردية والاستبداد بين قادة النظام الإسلامي الجديد، وبذلا ما بوسعهما لوأد هذه الخصلة الخطيرة المدمّرة، حتى بلغ من حرص نبيّ اللّه صلى الله عليه و آله على محاصرة هذه الآفة الخطيرة، أنّه كان يتحرّز من كلّ ما يمتّ إليها

1.شِسْع النَّعل: قِبالُها الذي يُشدّ إلى زِمامِها . والزمام : السَّير الذي يُعقَد فيه الشسع (لسان العرب : ج ۸ ص ۱۸۰ «شسع»).

2.المعجم الأوسط : ج ۳ ص ۱۷۴ ح ۲۸۴۰ .

3.صحيح البخاري : ج ۳ ص ۱۳۸۱ ح ۳۵۸۲.

4.المعجم الأوسط : ج ۴ ص ۱۳۴ ح ۳۷۹۸.

5.اتَّخَذوا دين اللّه دَغَلاً : أي يخدعون به الناسَ . وأصلُ الدَّغَل : الشَّجَر المُلتَفّ الذي يَكمُن أهل الفساد فيه (النهاية : ج ۲ ص ۱۲۳ «دغل») .

6.خَوَلاً : أي خَدَما وعبيدا . يعني أنّهم يستخدمونهم ويستعبدونهم (النهاية : ج ۲ ص ۸۸ «خول») .

7.دُوَلاً : جمع دُولة ـ بالضمّ ـ وهو ما يُتداوَل من المال ، فيكون لقَومٍ دون قوم (النهاية : ج ۲ ص ۱۴۰ «دول») .

8.المستدرك على الصحيحين : ج ۴ ص ۵۲۷ ح ۸۴۷۹.

9.شرح نهج البلاغة : ج ۲۰ ص ۳۴۵ ح ۹۶۱ .


منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله
316

3 / 9 . الذُّنوبُ التي تُعَجَّلُ عُقوبَتُها

۱۹۱۹.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ثلاثةٌ مِنَ الذُّنوبِ تُعَجَّلُ عُقوبَتُها ولا تُؤَخَّرُ إلى الآخِرَةِ : عُقوقُ الوالِدَينِ ، والبَغيُ على الناسِ ، وكُفرُ الإحسانِ . ۱

3 / 10 . مُكفِّراتُ الذُّنوبِ

أ ـ العُقوبةُ في الدنيا

۱۹۲۰.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنّ المؤمنَ إذا قارَفَ الذُّنوبَ ابتُلِيَ بها بالفَقرِ ، فإن كانَ في ذلكَ كفّارةٌ لِذُنوبِهِ وإلّا ابتُلِيَ بالمَرضِ ، فإن كانَ ذلكَ كفّارةً لِذُنوبِهِ وإلّا ابتُلِيَ بالخَوفِ مِن السُّلطانِ يَطلُبُهُ ، فإن كانَ ذلكَ كفّارةً لِذُنوبِهِ وإلّا ضُيِّقَ علَيهِ عِندَ خُروجِ نفسِهِ ، حتّى يَلقَى اللّهَ حِينَ يَلقاهُ وما لَهُ مِن ذنبٍ يَدَّعِيهِ علَيهِ فَيَأمُرُ بهِ إلى الجَنَّةِ . ۲

ب ـ الأمراضُ

۱۹۲۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :السُّقمُ يَمحُو الذُّنوبَ . ۳

۱۹۲۲.عنه صلى الله عليه و آله :ساعاتُ الوَجَعِ يُذهِبْنَ ساعاتِ الخَطايا. ۴

ج ـ الأحزانُ

۱۹۲۳.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا كَثُرَت ذُنوبُ المؤمِنِ ولم يَكن لَهُ مِن العَمَلِ مايُكَفِّرُها ابتَلاهُ اللّهُ بالحُزنِ لِيُكَفِّرَها بهِ عَنهُ . ۵

۱۹۲۴.عنه صلى الله عليه و آله :ما أصابَ المؤمنَ مِن نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا حَزَنٍ حتّى الهَمُّ يُهِمُّهُ إلّا كَفَّرَ اللّهُ بهِ عَنهُ مِن سيّئاتِهِ . ۶

د ـ الحَسناتُ

الكتاب

« وَ أَقِمِ الصَّلَوةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَ زُلَفًا مِّنَ الَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَـتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّـئاتِ ذَ لِكَ ذِكْرَى لِلذَّ كِرِينَ » . ۷

الحديث

۱۹۲۵.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا عَمِلتَ سيّئةً فَاعمَلْ حَسَنةً تَمْحوها . ۸

ه ـ الحجُّ والعُمرةُ

۱۹۲۶.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :العُمرَةُ إلى العُمرَةِ كَفّارَةُ ما بَينَهُما ، والحجّةُ المُتَقَبَّلَةُ ثوابُها الجَنَّةُ ، ومِنَ الذُّنوبِ ذنوبٌ لا تُغفَرُ إلّا بعَرَفاتَ . ۹

و ـ خِدمَةُ العِيالِ

۱۹۲۷.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :خِدمَةُ العِيالِ كَفّارَةٌ لِلكَبائرِ ، وتُطفئُ غَضَبَ الرَّبِّ . ۱۰

الفصل الرّابع : الاستئثار

4 / 1 . اِجتِنابُ النَّبيِّ صلى الله عليه و آله عَنِ الاستِئثارِ

۱۹۲۸.المعجم الأوسط عن عامر بن ربيعة :بَينا رَسولُ اللّه صلى الله عليه و آله

1.الأمالي للمفيد : ص ۲۳۷ ح ۱.

2.بحار الأنوار : ج ۸۱ ص ۱۹۹ ح ۵۶.

3.جامع الأحاديث للقمّي : ص ۸۵ .

4.الجعفريّات : ص ۲۴۵.

5.الدعوات : ص ۱۲۰ ح ۲۸۸ .

6.تحف العقول : ص ۳۸ .

7.هود : ۱۱۴ .

8.الأمالي للطوسي : ص ۱۸۶ ح ۳۱۲.

9.دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۲۹۴.

10.جامع الأخبار : ص ۲۷۶ ح ۷۵۱ .

  • نام منبع :
    منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله
    المساعدون :
    خوش نصیب، مرتضی؛ لجنة من المحققين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    مشعر
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 306092
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي