349
منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله

الأذان يشير إلى حدوث اختلاف في المجتمع الإسلاميّ إبّان حكومة معاوية في كيفيّة تشريع الأذان ومصدر ذلك التشريع ، وذلك في مقابل أئمّة أهل البيت عليهم السلام الذين أجمعوا على أنّ مصدر تشريع الأذان هو الوحي الإلهيّ ، وأنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله قد تلقّى كلّ فصول الأذان عن جبرئيل عليه السلام ، وتلقّاها جبرئيل من عند اللّه سبحانه .
من هنا يمكن القول: إنّ بعض المسلمين يعتقد ـ بالاعتماد على بعض الروايات ـ أنّ الأذان لا يمتّ بصلة إلى الوحي الإلهيّ ، وأنّ مصدره مجرّد رؤيا أو اقتراح من بعض الصحابة .

أوّلاً : الروايات التي لا تعتبر الوحي مصدرا للأذان

وردت بهذا المعنى روايات في أشهر كتب أهل السنة منها ما أخرجه ابو داوود في سننه :
اِهتَمَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله لِلصَّلاةِ كَيفَ يَجمَعُ النّاسَ لَها ، فَقيلَ لَهُ: انصِب رايَةً عِندَ حُضورِ الصَّلاةِ ، فَإِذا رَأَوها آذَنَ بَعضُهُم بَعضا ، فَلَم يُعجِبهُ ذلِكَ . قالَ : فَذُكِرَ لَهُ القُنعُ ـ يَعنِي الشَّبُّور ، وقال زياد: شَبُّورُ اليَهودِ ـ فَلَم يُعجِبهُ ذلِكَ ، وقالَ: هُوَ مِن أمرِ اليَهودِ . قالَ: فَذُكِرَ لَهُ النّاقوسُ ، فَقالَ: هُوَ مِن أمرِ النَّصارى . فَانصَرَفَ عَبدُ اللّهِ بنُ زَيدِ بنِ عَبدِ رَبِّهِ وهُوَ مُهتَمٌّ لِهَمِّ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَاُرِيَ الأَذانَ في مَنامِهِ ، قالَ : فَغَدا عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَأخبَرَهُ ، فَقالَ لَهُ: يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي لَبَينِ نائِمٍ و يَقظانَ إذ أتاني آتٍ فَأَرانِي الأَذانَ . قالَ : وكانَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ قَد رَآهُ قَبلَ ذلِكَ فَكَتَمَهُ عِشرينَ يَوما ، قالَ: ثُمَّ أخبَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَقالَ لَهُ : ما مَنَعَكَ أن تُخبِرَني؟ فَقالَ : سَبَقَني عَبدُ اللّهِ بنُ زَيدٍ فَاستَحيَيتُ . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا بِلالُ ، قُم فَانظُر ما يَأمُرُكَ بِهِ عَبدُ اللّهِ بنُ زَيدٍ فَافعَلهُ ، قالَ: فَأَذَّنَ بِلالٌ . قالَ أبو بِشرٍ: فَأخبَرَني أبو عُمَيرٍ أنَّ الأَنصارَ تَزعُمُ أنَّ عَبدَ اللّهِ بنَ زَيدٍ لَولا أنَّهُ كانَ يَومَئِذٍ مَريضا لَجَعَلَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مُؤَذِّنا.۱

ثانيا : نقد الرّوايات وتحليلها

إنّ مناقشة أسانيد الروايات المرتبطة والتأمّل في نصّها ودلالتها وعرضها على روايات أهل البيت عليهم السلام ، لم يَدَع أدنى مجالٍ للشكّ والتردّد عند الباحث في وضعها . والّذي يدلّ على عدم صحّة هذه الروايات ما يلي :

1 . المنافاة مع مقام النّبوّة

إنّ الاعتقاد بكون مصدر تشريع الأذان هو رؤيا عبد اللّه بن زيد أو غيره ، يعني أنّ خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله الّذي يتلقّى الأوامر من عند اللّه تعالى عن طريق الوحي حتّى في أصغر المسائل المتعلّقة بالسلوك الفرديّ للمجتمع الإسلاميّ ، كيف لا يتلقّى مثل هذه الأوامر في واحدة من كبرى العبادات السياسيّة والاجتماعيّة في ديننا؟ حتّى أنّه يبقى متحيّرا لا

1.سنن أبي داوود : ج ۱ ص ۱۳۴ ح ۴۹۸ ، وراجع : السنن الكبرى : ج ۱ ص ۵۷۴ ح ۱۸۳۴ .


منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله
348

الباب الثّاني : الصّلاة ومقدّماتها

الفصل الأوّل : الوضوء

1 / 1 . فَضلُ الوُضوءِ

۲۱۸۳.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :الوُضوءُ نِصفُ الإيمانِ . ۱

۲۱۸۴.عنه صلى الله عليه و آله :إذا تَوَضّأَ العَبدُ تَحاطُّ عَنهُ ذُنوبُهُ كما تَحاطُّ وَرَقُ هذهِ الشَّجَرَةِ . ۲

1 / 2 . فَضلُ كَثرَةِ الوُضوءِ وَدَوام الطَّهارَةِ

۲۱۸۵.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أكثِرْ مِن الطَّهورِ يَزِدِ اللّهُ في عُمرِكَ، وإنِ استَطَعتَ أن تَكونَ باللَّيلِ والنَّهارِ على طَهارَةٍ فافعَلْ؛ فإنَّكَ تَكونُ إذا مُتَّ علَى الطَّهارَةِ شَهيدا . ۳

1 / 3 . آثارُ الوُضوءِ في القيامَةِ

۲۱۸۶.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَحشُرُ اللّهُ عز و جل اُمَّتي يَومَ القِيامَةِ بَينَ الاُمَمِ غُرّا مُحَجَّلِينَ مِن آثارِ الوُضوءِ . ۴

۲۱۸۷.عنه صلى الله عليه و آله :تَرِدُونَ علَيَّ غُرّا مُحَجَّلِينَ مِن آثارِ الوُضوءِ ، لَيسَت لأحَدٍ غَيرِكُم . ۵

الفصل الثّاني : الأذان

2 / 1 . بَدءُ تَشريعِ الأَذانِ

۲۱۸۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أوَّلُ مَن أذَّنَ فِي السَّماءِ جِبريلُ عليه السلام . ۶

۲۱۸۹.الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله عُلِّمَ الأَذانَ لَيلَةَ اُسرِيَ بِهِ ، وفُرِضَت عَلَيهِ الصَّلاةُ . ۷

۲۱۹۰.تهذيب الأحكام عن زرارة عن الإمام الباقر عليه السلام :لَمّا اُسرِيَ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَبَلَغَ البَيتَ المَعمورَ ، حَضَرَتِ الصَّلاةُ ، فَأَذَّنَ جَبرَئيلُ عليه السلام وأقامَ ، فَتَقَدَّمَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وصَفَّ المَلائِكَةُ وَالنَّبِيّونَ خَلفَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
قالَ : فَقُلنا لَهُ : كَيفَ أذَّنَ؟
فَقالَ : اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ ، حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ ، حَيَّ عَلَى الفَلاحِ حَيَّ عَلَى الفَلاحِ ، حَيَّ عَلى خَيرِ العَمَلِ حَيَّ عَلى خَيرِ العَمَلِ ، اللّهُ أكبرُ اللّهُ أكبَرُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ لا إلهَ إلَا اللّهُ .
وَالإِقامَةُ مِثلُها ، إلّا أنَّ فيها «قَد قامَتِ الصَّلاةُ قَد قامَتِ الصَّلاةُ» بَينَ «حَيَّ عَلى خَيرِ العَمَلِ حَيَّ عَلى خَيرِ العَمَلِ» وبَينَ «اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ» .
فَأَمَرَ بِها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِلالاً ، فَلَم يَزَل يُؤَذِّنُ بِها حَتّى قَبَضَ اللّهُ رَسولَهُ صلى الله عليه و آله . ۸

بحث حول تشريع الأذان

إنّ التأمّل في الأحاديث الواردة حول بدء تشريع

1.النوادر للراوندي : ص ۱۹۲.

2.كنز العمّال : ج ۹ ص ۲۸۴ ح ۲۶۰۳۰.

3.الأمالي للمفيد : ص ۶۰ ح ۵.

4.دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۱۰۰.

5.صحيح مسلم : ج ۱ ص ۲۱۸ ح ۳۸.

6.المطالب العالية : ج ۱ ص ۶۳ ح ۲۲۴.

7.كنز العمّال : ج ۱۲ ص ۳۵۰ ح ۳۵۳۵۴.

8.تهذيب الأحكام : ج ۲ ص ۶۰ ح ۲۱۰ .

  • نام منبع :
    منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله
    المساعدون :
    خوش نصیب، مرتضی؛ لجنة من المحققين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    مشعر
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 255439
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي