51
منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله

الحديث

۲۴۲.كنز العمّال عن عبد اللّه بن جراد :قالَ أبُو الدَّرداءِ : يا رَسولَ اللّهِ هَل يَسرِقُ المُؤمِنُ ؟
قالَ : قَد يَكونُ ذلِكَ ، قالَ : فَهَل يَزنِي المُؤمِنُ ؟
قالَ : بَلى وإن كَرِهَ أبُو الدَّرداءِ . قالَ : هَل يَكذِبُ المُؤمِنُ ؟
قالَ : إنَّما يَفتَرِي الكَذِبَ مَن لا يُؤمِنُ ، إنَّ العَبدَ يَزِلُّ الزَّلَّةَ ثُمَّ يَرجِعُ إلى رَبِّهِ فَيَتوبُ فَيَتوبُ اللّهُ عَلَيهِ . ۱

4 / 5 . إيذاءُ المُؤمِنِ

۲۴۳.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ألا وإنَّ أذَى المُؤمِنِ مِن أعظَمِ سَبَبِ سَلبِ الإِيمانِ . ۲

كلامٌ حول إمكان زوال الإيمان ، أو عدم إمكانه

تفيد الآيات و الأحاديث التي جاءت في هذا الفصل أنّ الإيمان على نوعين : ثابت ، وغير ثابت .
فالثابت هو الإيمان الذي يلازم المؤمن حتّى الموت . وغير الثابت ملازمته للإنسان مؤقّتة ويزول بعد مدّة ، والعمل بمقتضى الإيمان يؤدّي إلى ثباته ، وترك العمل يتسبّب في عدم ثباته .
هنا يمكن طرح السؤال التالي : هل الإيمان غير الثابت إيمان حقّا ؟ وهل الإيمان الحقيقي قابل للزوال ، أو لا؟
هناك في هذا المجال عدد من الآراء ، منها أن درجات الإيمان العُليا غير قابلة للزوال و يبدو أنّ الرأي الصحيح في القضيّة موضوع البحث ، هو هذا الرأي والذي يمكن استنباطه بوضوح من روايات أهل البيت عليهم السلام ، فقد روي بسند معتبر عن الإمام الباقر ، أو الإمام الصادق عليهماالسلام قوله :
إنَّ اللّهَ عز و جل خَلَقَ خَلقا لِلإِيمانِ لا زَوالَ لَهُ ، وخَلَقَ خَلقا لِلكُفرِ لا زَوالَ لَهُ ، وخَلَقَ خَلقا بَينَ ذلِكَ ، وَاستَودَعَ بَعضَهُمُ الإِيمانَ ، فَإِن يَشَأ أن يُتِمَّهُ لَهُم أتمّهُ ، وإن يَشَأ أن يَسلُبَهُم إيّاهُ سَلَبَهُم .۳
وتدلّ هذه الرواية وبعض نظائرها بوضوح على أنّ الإنسان قد يصل أحيانا خلال مسيرته التكاملية إلى مرتبة عالية من الإيمان على إثر الرياضة والمجاهدة ، حيث تكون هذه المرتبة غير قابلة للزوال ، بمعنى أنّ اللّه ـ تعالى ـ يضمن حفظه من الانزلاق . وفي مثل هذه المرتبة يصبح الإيمان جزءا لا يتجزّأ من طبيعة الإنسان ، وبذلك فإنّ خَلقه يكون باتّجاه إيمان ثابت مستقرّ .
وعلى العكس من ذلك ، فقد يصل الإنسان أحيانا على إثر الأعمال السيّئة إلى مرتبة من الكفر بحيث تصبح هذه الصفة جزءا من ذاته ، يكون خلقه باتّجاه كفر ثابت مستقرّ، بحيث لا يرى السعادة أبدا . واستنادا إلى هذا الرأي ، فإن الإيمان الحقيقي يكون قابلاً للزوال ما لم يبلغ درجة من الكمال بحيث يصبح جزءا من طبيعة الإنسان ، وعندما يصل إلى الدرجة

1.كنز العمّال : ج ۳ ص ۸۷۴ ح ۸۹۹۴ .

2.كنز الفوائد : ج ۱ ص ۳۵۲ .

3.الكافي : ج ۲ ص ۴۱۷ ح ۱ ، تفسير العياشي : ج ۱ ص ۳۷۳ ح ۷۶ ، بحارالأنوار : ج ۶۹ ص ۲۲۴ ح ۱۵ .


منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله
50

الفصل الرّابع : آفات الإيمان

4 / 1 . الظُّلمُ

الكتاب

«قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِى يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـكِنَّ الظَّــلِمِينَ بِـئايَـتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ» . ۱

الحديث

۲۳۹.الإمام عليّ عليه السلام :قالَ أبو جَهلٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : إنّا لا نُكَذِّبُكَ ولكِن نُكَذِّبُ بِما جِئتَ بِهِ ، فَأَنزَلَ اللّهُ : «فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـكِنَّ الظَّــلِمِينَ بِـئايَـتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ» . ۲

4 / 2 . الشِّركُ

۲۴۰.صحيح البخاري عن عبد اللّه :لَمّا نَزَلَت « الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَـنَهُم بِظُـلْمٍ » شَقَّ ذلِكَ عَلَى المُسلِمينَ فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، أيُّنا لا يَظلِمُ نَفسَهُ؟ قالَ صلى الله عليه و آله : لَيسَ ذلِكَ ، إنَّما هُوَ الشِّركُ ، ألَم تَسمَعوا ما قالَ لُقمانُ لِابنِهِ وهُوَ يَعِظُهُ : «يَـبُنَىَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُـلْمٌ عَظِيمٌ» . ۳

4 / 3 . الغُلُوُّ

۲۴۱.عيون أخبار الرضا عليه السلام عن إبراهيم بن أبي محمود :قُلتُ لِلرِّضا عليه السلام : يَابنَ رَسولِ اللّهِ إنَّ عِندَنا أخباراً في فَضائِلِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وفَضلِكُم أهلَ البَيتِ وهِيَ مِن رِوايَةِ مُخالِفيكُم ولا نَعرِفُ مِثلَها عَنكُم أفَنَدينُ بِها؟ فَقالَ : يَابنَ أبي مَحمودٍ لَقَد أخبَرَني أبي عَن أبيهِ عن جَدِّهِ عليهم السلام أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : مَن أصغى إلى ناطِقٍ فَقَد عَبَدَهُ فَإِن كانَ النّاطِقُ عَنِ اللّهِ عز و جل فَقَد عَبَدَ اللّهَ وإن كانَ النّاطِقُ عَن إبليسَ فَقَد عَبَدَ إبليسَ .
ثُمَّ قالَ الرِّضا عليه السلام : يَابنَ أبي مَحمودٍ إنّ مُخالِفينا وَضَعوا أخباراً في فَضائِلِنا وجَعَلوها عَلى أقسامٍ ثَلاثَةٍ أحَدُهَا الغُلُوُّ وثانيهَا التَّقصيرُ في أمرِنا وثالِثُهَا التَّصريحُ بِمَثالِبِ أعدائِنا فَإِذا سَمِعَ النّاسُ الغُلُوَّ فينا كَفَّروا شيعَتَنا ونَسَبوهُم إلَى القَولِ بِرُبوبِيَّتِنا وإذا سَمِعُوا التَّقصيرَ اعتَقَدوهُ فينا وإذا سَمِعوا مَثالِبَ أعدائِنا بِأَسمائِهِم ثَلَبونا بِأَسمائِنا وقَد قالَ اللّهُ عز و جل : «وَلَا تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوَا بِغَيْرِ عِلْمٍ» . ۴
يَابنَ أبي مَحمودٍ إذا أخَذَ النّاسُ يَميناً وشِمالاً فَالزَم طريقَتَنا فَإِنَّهُ مَن لَزِمَنا لَزِمناهُ ومَن فارَقَنا فارَقناه إنَّ أدنى ما يُخرِجُ الرَّجُلَ مِنَ الإِيمانِ أن يَقولَ لِلحَصاةِ : هذِهِ نَواةٌ ثُمَّ يَدينَ بِذلِكَ ويَبرَأَ مِمَّن خالَفَهُ .
يَابنَ أبي مَحمودٍ احفَظ ما حَدَّثتُكَ بِهِ فَقَد جَمَعتُ لَكَ فيهِ خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . ۵

4 / 4 . الكَذِبُ

الكتاب

«إِنَّمَا يَفْتَرِى الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِـئايَـتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَـذِبُونَ» . ۶

1.الأنعام : ۳۳ .

2.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۲۶۱ ح ۳۰۶۴ .

3.صحيح البخاري : ج ۳ ص ۱۲۶۲ ح ۳۲۴۶ .

4.الأنعام : ۱۰۸ .

5.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۳۰۴ ح ۶۳ .

6.النحل : ۱۰۵ .

  • نام منبع :
    منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله
    المساعدون :
    خوش نصیب، مرتضی؛ لجنة من المحققين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    مشعر
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 305608
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي