59
منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله

2 . معرفة اللّه عن طريق التنزيه والتقديس

تنزيه الخالق سبحانه وتقديسه عن مشابهة المخلوقات هو التفسير الثاني لمعرفة اللّه باللّه .
وقال صدر الدِّين الشيرازيّ قدس سره في هذا المجال :
وهو أن يستدلّ أَوّلاً بوجود الأَشياء على وجود ذاته ، ثمّ يعرف ذاته بنفي المثل والشبه عنه . . . فإذا نفى عنه ما عداه وسلب عنه شبه ما سواه سواء كانت أبدانا أو أرواحا ، فعرف أنّه منزّه عن أن يوصف بشيء غير ذاته . . . فمن عرف اللّه بأنّه لا يشبه شيئا من الأَشياء ولا يشبهه شيء ، فقد عرف اللّه باللّه لا بغيره . ۱
وجاء هذا التفسير أَيضا في عدد من الأَحاديث كقول أَمير المؤمنين عليه السلام في جواب من سأَله: كيف عرّفك نفسه؟
لا يَشبَهُهُ صورَةٌ ، ولا يُحَسُّ بالحَواسِّ ولا يُقاسُ بِالنّاسِ .۲

3 . معرفة اللّه عن طريق الشهود القلبيّ

إِنّ أتمّ تفسير لمعرفة اللّه باللّه هو معرفته بواسطة الشهود القلبيّ إِذ أنّ «استطالة الشيء بنفسه تُغني عن وصفه» ، أو كما جاء في الأدب الفارسيّ ۳ ما تعريبه: «بزوغ الشَّمس دليل على الشَّمس» .
وأشار عدد من الأحاديث إِلى هذا التفسير كالذي ورد في صُحُف إِدريس عليه السلام :
بِالحَقِّ عُرِفَ الحَقُّ ، وبِالنّورِ أُهتُدِيَ إِلَى النّورِ وبِالشَّمسِ أُبصِرَتِ الشَّمسُ .۴

ب ـ الأَنبياء عليهم السلام

« قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِى أَدْعُواْ إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِى وَ سُبْحَـنَ اللَّهِ وَ مَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ » . ۵

ج ـ أهل البيت عليهم السلام

۲۹۶.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أنا وعَلِيٌّ أبَوا هذِهِ الاُمَّةِ ، مَن عَرَفَنا فَقَد عَرَفَ اللّهَ عز و جل ، ومَن أَنكَرَنا فَقَد أنكَرَ اللّهَ عز و جل . ۶

1 / 3 . فِطرَةُ التَّوحيدِ

الكتاب

« فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَ لِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَ لَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ » . ۷

الحديث

۲۹۷.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :كُلُّ مَولودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطرَةِ حَتّى يُعرِبَ ۸ عَنهُ لِسانُهُ ، فإِذا أعرَبَ عَنهُ لِسانُهُ إِمّا شاكِرا وإِمّا كَفورا . ۹

۲۹۸.عنه صلى الله عليه و آله :كُلُّ نَسَمَةٍ تولَدُ عَلَى الفِطرَةِ حَتّى يُعرِبَ عَنها لِسانُها ، فَأَبَواها يُهَوِّدانِها ويُنَصِّرانِها . ۱۰

1.شرح اُصول الكافي : ج ۳ ص ۶۱ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۸۵ ح ۲ .

3.آفتاب آمد دليل آفتاب .

4.بحار الأنوار : ج۹۵ ص۴۶۶ .

5.يوسف : ۱۰۸.

6.كمال الدين : ص ۲۶۱ ح ۷ .

7.الروم : ۳۰.

8.أعْرَبَ الرَّجُلُ عن نَفْسِه ، إذا بَيَّنَ وأوضَحَ (معجم مقاييس اللغة : ج ۴ ص ۲۹۹) . والظّاهِر أنّ الإعراب في هذا المَوضِع كناية عن تمييز الحقّ والباطل .

9.مسند ابن حنبل : ج ۵ ص ۱۲۹ ح ۱۴۸۱۱ .

10.مسند ابن حنبل : ج ۵ ص ۳۰۳ ح ۱۵۵۸۹ .


منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله
58

الباب الثّاني : الإيمان باللّه

الفصل الأوّل : معرفة اللّه عز و جل

1 / 1 . قيمَةُ مَعرِفَةِ اللّهِ عز و جل

أ ـ دعامَةُ الدِّينِ

۲۹۲.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :دِعامَةُ الدِّينِ وأَساسُهُ المَعرِفَةُ بِاللّهِ عز و جل ، وَاليَقينُ ، وَالعَقلُ النَّافِعُ ؛ وهُوَ الكَفُّ عَن مَعاصِي اللّهِ عز و جل . ۱

ب ـ أَفضَلُ الفَرائِضِ

۲۹۳.تنبيه الخواطر :سَأَلَ رَجُلٌ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَن أَفضَلِ الأَعمالِ، فَقالَ : العِلمُ بِاللّهِ وَالفِقهُ في دينِهِ ، وكَرَّرَهُما عَلَيهِ .
فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، أسأَ لُكَ عَنِ العَمَلِ فَتُخبِرُني عَنِ العِلمِ !
فَقالَ صلى الله عليه و آله : إِنَّ العِلمَ يَنفَعُكَ مَعَهُ قَليلُ العَمَلِ ، وإِنَّ الجَهلَ لا يَنفَعُكَ مَعَهُ كَثيرُ العَمَلِ . ۲

1 / 2 . الهُداةُ إلى مَعرِفَةِ اللّهِ عز و جل

أ ـ اللّهُ

الكتاب

« إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى » . ۳

الحديث

۲۹۴.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ـ جَلَّ جَلالُهُ ـقالَ اللّهُ : عِبادي ، كُلُّكُم ضالٌّ إِلّا مَن هَدَيتُهُ ، وكُلُّكُم فَقيرٌ إِلّا مَن أَغنَيتُهُ ، وكُلُّكُم مُذنِبٌ إِلّا مَن عَصَمتُهُ . ۴

۲۹۵.عنه صلى الله عليه و آله :مَن أَصبَحَ ولايَذكُرُ أَربَعَةَ أَشياءَ أَخافُ عَلَيهِ زَوالَ النِّعمَةِ : أَوَّلُها أن يَقولَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي عَرَّفَني نَفسَهُ ولَم يَترُكني عُميانَ القَلبِ . .. . ۵

تحليل لأحاديث معرفة اللّه باللّه عز و جل

ذكرنا في ما مرّ علينا آنفا أنّ اللّه تعالى عرّف نفسه للناس ، وأنّ عليهم أن يعرفوه به ، وبملاحظة هذا الكلام يُثار سؤال وهو: ما المقصود من معرفة اللّه باللّه ؟
وأمّا في الجواب فيمكننا أن نقدّم ثلاثة تفاسير واضحة لمعرفة اللّه باللّه وفقا لمراتب معرفة اللّه :

1 . معرفة اللّه عز و جل عن طريق الآثار

يعرّف اللّه الخالق الحكيم القدير الإنسان بنفسه من خلال إِراءَتِه آثار علمه وقدرته وحكمته في نظام الوجود ، ويشير عدد من الأحاديث إِلى هذا التفسير :
إِنَّما عَرَّفَ اللّهُ ـ جَلَّ و عَزَّ ـ نَفسَهُ إِلى خَلقِهِ بِالكَلامِ وَالدَّلالاتِ عَلَيهِ وَالأَعلامِ .۶

1.الفردوس : ج ۲ ص ۲۲۲ ح ۳۰۷۷ .

2.تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۸۲ .

3.الليل : ۱۲.

4.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۳۹۷ ح ۵۸۴۸ .

5.الدعوات : ص ۸۱ ح ۲۰۴ .

6.الكافي : ج۸ ص۱۴۸ ح۱۲۸ .

  • نام منبع :
    منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله
    المساعدون :
    خوش نصیب، مرتضی؛ لجنة من المحققين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    مشعر
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 305809
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي