67
منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله

ب ـ اجتِنابُ المَحارِمِ

۳۰۹.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن عَرَفَ اللّهَ وعَظَّمَهُ مَنَعَ فاهُ مِنَ الكَلامِ ، وبَطنَهُ مِنَ الطَّعامِ ، وعَفا ۱ نَفسَهُ بِالصِّيامِ وَالقِيامِ . ۲

ج ـ الرِّضا بِقَضاءِ اللّهِ عز و جل

۳۱۰.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ عز و جل : عَلامَةُ مَعرِفَتي في قُلوبِ عِبادي حُسنُ مَوقِعِ قَدري ألّا أُشتَكى ولا أُستَبطى ولا أُستَخفى . ۳

د ـ استِجابَةُ الدُّعاءِ

۳۱۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ عز و جل : مَن أَهانَ لي وَلِيّا فَقَد أَرصَدَ لِمُحارَبَتي . وما تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدٌ بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افتَرَضتُ عَلَيهِ ، وإِنَّهُ لَيَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنّافِلَةِ حَتّى أُحِبَّهُ، فَإِذا أَحبَبتُهُ كُنتُ سَمعَهُ الَّذي يَسمَعُ بِهِ، وبَصَرَهُ الَّذي يُبصِرُ بِهِ، ولِسانَهُ الَّذي يَنطِقُ بِهِ، ويَدَهُ الَّتي يَبطِشُ بِها، إِن دَعانيأَجَبتُهُ، وإِن سَأَلَني أَعطَيتُهُ . ۴

۳۱۲.عنه صلى الله عليه و آله :لَو عَرَفتُمُ اللّهَ تَعالى حَقَّ مَعرِفَتِهِ لَزالَت بِدُعائِكُمُ الجِبالُ! ۵

تلخيص ما مرّ من دور معرفة اللّه عز و جل

يمكن أَن نلخّص ما مرّ من معطيات معرفة اللّه وبركاتها ودورها في حياة الإنسان في قسمين:

1 . دور معرفة اللّه عز و جل في الحياة الفرديّة

إنّ أَهمّ بركات معرفة اللّه في الحياة الفرديّة ، حبّ اللّه تعالى والأُنس به ، إذ إنّ الإنسان يعشق الجمال فطريّا ، ولمّا كان اللّه سبحانه جامعا لكلّ ضروب الجمال ، وكان جمال أُولي الجمال مستمدّا منه ، فإنّ المرء لا يمكن أَن يعرف اللّه ولا يحبّه! فقد قال الإمام الحسن المجتبى عليه السلام :
مَن عَرَفَ اللّهَ أَحَبَّهُ.۶

2 . دور معرفة اللّه عز و جل في الحياة الاجتماعيّة

لمّا كانت معرفة اللّه هي الأَساس للقيم العقيديّة والأَخلاقيّة والعمليّة فهي أَعرف قواعد المجتمع الإنسانيّ المثاليّ أَصالةً أَيضا ، من هنا لا يمكن أَن نتوقّع من مجتمع لا يعتقد باللّه مراعاة القيم الإنسانيّة وعلى رأسها العدالة الاجتماعيّة ، لذا قال الإمام الرضا عليه السلام في فلسفة عبادة اللّه :
لِعِلَلٍ كَثيرَةٍ ، مِنها أنَّ مَن لَم يُقِرَّ بِاللّهِ عز و جللَم يَتَجَنَّب مَعاصِيَهُ ، ولَم يَنتَهِ عَنِ ارتِكابِ الكَبائِرِ ولَم يُراقِب أحَدا فيما يَشتَهي ويَستَلِذُّ مِنَ الفَسادِ وَالظُّلمِ.۷

1.قال العلّامة المجلسي قدس سره : «وعفا» كذا ، وفي بعض النسخ «فعفى»؛ أي جعلها صافيةً خالصةً ، أو جعلها مندرسةً ذليلةً خاضعةً ، أو وفّر كمالاتها . قال في النهاية : أصل العفو المحو والطمس ، وعَفَت الريحُ الأثرَ : محَته وطمسته . . . وعفا الشيءُ : كثر وزاد ، يقال : أعفيته وعفّيته ، وعفا الشيءُ : صَفا وخلص ، انتهى . وأقول : الأظهر مافي المجالس وغيره وأكثر نسخ الكتاب : «عنّى» أي أتعب ، والعنا ـ بالفتح والمدّ ـ : التعب (مرآة العقول : ج ۹ ص ۲۵۴) .

2.الكافي : ج ۲ ص ۲۳۷ ح ۲۵ .

3.كنز العمّال : ج ۱ ص ۱۲۹ ح ۶۰۶ .

4.الكافي : ج ۲ ص ۳۵۲ ح ۷ .

5.نوادر الاُصول : ج ۲ ص ۱۳۲ .

6.تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۵۲ .

7.علل الشرائع : ص ۲۵۲ ح ۹ ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۱۰ ح ۲۳ .


منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله
66

رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأَهل بيته عليهم السلام ـ عمل خَطِر مُوبِق ، بل مُحال ، فإنّ أهل البيت هم أَبواب معرفة اللّه وسبل الوصول إِلى رضوانه ، أَي : إِنّهم وحدهم المحيطون بالمعارف الإسلاميّة الأَصيلة ، وهم الذين يستطيعون أن يعرّفوا الناس بخالقهم الحقيقيّ ، ويهدونهم حتّى بلوغ أَسمى مراتب التوحيد على أَساس تعاليم الوحي ، كما نخاطبهم بذلك في الزيارة الجامعة الكبيرة المرويّه عن الإمام الهادي عليه السلام :
بِمُوالاتِكُم عَلَّمَنَا اللّهُ مَعالِمَ دينِنا .۱

4 . الاستعانة باللّه عز و جل

إنّ التعليم الرابع في السلوك إلى اللّه هو التضرّع إلى اللّه ـ جلّ شأنه ـ والاستعانة به ، وللدعاء في إِيصال السالك إلى الهدف طريقيّة وموضوعيّة ، وتعود طريقيّته إلى أنّه مصدر توفيق الإنسان للقيام بسائر برامج السلوك ، أَمّا موضوعيّته فتؤول إلى أنّه لُبُّ العبادة . ۲
بل يمكن أن نقول إِذا تحقّقت شروط الدعاء فإنّه من أَقرب طرق الوصول إلى الهدف ، بل هو نفسه الطريق الأَقرب إلى ذلك ، كما قال تعالى :
«وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» . ۳

5 . إحياء العقل وإماتة النفس

تتنامى القوى العقلانيّة للسالك إلى اللّه تدريجا بتطبيقه التعاليم الأَربعة التي مرّ شرحها ، وتموت فيه الأَهواء البهيميّة إِلى أن يبلغ نقطةً يقول إمام العارفين وأَميرالمؤمنين ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ في وصفه لها :
قَد أَحيا عَقلَهُ ، وأَماتَ نَفسَهُ ، حَتّى دَقَّ جَليلُهُ ، ولَطُفَ غَليظُهُ ، وبَرَقَ لَهُ لامِعٌ كَثيرُ البَرقِ ، فَأَبانَ لَهُ الطَّريقَ وسَلَكَ بِهِ السَّبيلَ ، وتَدافَعَتهُ الأَبوابُ إلى بابِ السَّلامَةِ ، ودارِ الإقامَةِ ، وثَبَتَت رِجلاهُ بِطُمَأنينَةِ بَدَنِهِ في قَرارِ الأَمنِ وَالرّاحَةِ بِما استَعمَلَ قَلبَهُ ، وأَرضى رَبَّهُ .۴

1 / 8 . آثارُ مَعرِفَةِ اللّهِ عز و جل

أ ـ خَشيَةُ اللّهِ عز و جل

الكتاب

«إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَـؤُاْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ» . ۵

الحديث

۳۰۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن كانَ بِاللّهِ أَعرَفَ كانَ مِنَ اللّهِ أَخوَفَ . ۶

1.تهذيب الأحكام : ج ۶ ص ۱۰۰ ح ۱۷۷ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۶۱۶ ح ۳۲۱۳ ، المزار الكبير : ص ۵۳۳ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۲ ص ۱۳۲ ح ۴ .

2.كما روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «الدعاء مخّ العبادة» (سنن الترمذي : ج ۵ ص ۴۵۶ ح ۳۳۷۱ ، كنز العمّال : ج ۲ ص ۶۲ ح ۳۱۱۴ ؛ الدعوات : ص ۱۸ ح ۸ ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۳۰۰) .

3.البقرة : ۱۸۶ .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۲۲۰ ، بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۳۱۶ ح ۳۴ .

5.فاطر : ۲۸.

6.جامع الأخبار : ص ۲۵۸ ح ۶۸۲ .

  • نام منبع :
    منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّى الله عليه و آله
    المساعدون :
    خوش نصیب، مرتضی؛ لجنة من المحققين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    مشعر
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 244820
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي