۱۰۵۹۷.صحيح البخاري عن عقبة بن عامر :صَلّى رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله عَلى قَتلى اُحُدٍ بَعدَ ثَماني سِنينَ كَالمُوَدِّعِ لِلأَحياءِ وَالأَمواتِ ، ثُمَّ طَلَعَ المِنبَرَ فَقالَ : إنّي بَينَ أيديكُم فَرَطٌ ، وأنَا عَلَيكُم شَهيدٌ ، وإنَّ مَوعِدَكُمُ الحَوضُ ، وإنّي لَأَنظُرُ إلَيهِ مِن مَقامي هذا ، وإنّي لَستُ أخشى عَلَيكُم أن تُشرِكوا ، ولكِنّي أخشى عَلَيكُمُ الدُّنيا أن تَنافَسوها .
قالَ : فَكانَت آخِرَ نَظرَةٍ نَظَرتُها إلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله . ۱
1 / 8
مَضارُّ التَّكاثُر
أ ـ نِسيانُ اللّه ِ
الكتاب
« يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَ لُكُمْ وَ لَا أَوْلَـدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَ مَن يَفْعَلْ ذَ لِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَـسِرُونَ » . ۲
الحديث
۱۰۵۹۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِحذَرُوا المالَ! فَإِنَّهُ كانَ في ما مَضى رَجُلٌ قَد جَمَعَ مالاً ووَلَدا وأقبَلَ عَلى نَفسِهِ وعِيالِهِ وجَمَعَ لَهُم فَأَوعى ، فَأَتاهُ مَلَكُ المَوتِ فَقَرَعَ بابَهُ وهُوَ في زِيِّ مِسكينٍ ، فَخَرَجَ إلَيهِ الحُجّابُ ، فَقالَ لَهُم : اُدعوا إلَيَّ سَيِّدَكُم . قالوا : أوَ يَخرُجُ سَيِّدُنا إلى مِثلِكَ ؟! ودَفَعوهُ حَتّى نَحَّوهُ عَنِ البابِ .
ثُمَّ عادَ إلَيهِم في مِثلِ تِلكَ الهَيئَةِ وقالَ : اُدعوا إلَيَّ سَيِّدَكُم وأخبِروهُ أنّي مَلَكُ المَوتِ . فَلَمّا سَمِعَ سَيِّدُهُم هذَا الكَلامَ قَعَدَ خائِفا فَرِقا ، وقالَ لِأَصحابِهِ : لَيِّنوا لَهُ فِي المَقالِ وقولوا لَهُ : لَعَلَّكَ تَطلُبُ غَيرَ سَيِّدِنا بارَكَ اللّه ُ فيكَ ! قالَ لَهُم : لا . ودَخَلَ عَلَيهِ وقالَ لَهُ : قُم فَأَوصِ ما كُنتَ موصِيا ؛ فَإِنّي قابِضٌ روحَكَ قَبلَ أن أخرُجَ . فَصاحَ أهلُهُ وبَكَوا ، فَقالَ : اِفتَحُوا الصَّناديقَ وَاكتُبوا (أكِبّوا) ما فيهِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ .
ثُمَّ أقبَلَ عَلَى المالِ يَسُبُّهُ ويَقولُ لَهُ : لَعَنَكَ اللّه ُ يا مالُ ! أنسَيتَني ذِكرَ رَبّي ، وأغفَلتَني عَن أمرِ آخِرَتي ؛ حَتّى بَغَتَني مِن أمرِ اللّه ِ ما قَد بَغَتَني .
فَأَنطَقَ اللّه ُ تَعالَى المالَ فَقالَ : لِمَ تَسُبُّني وأنتَ ألأَمُ مِنّي ؟! ألَم تَكُن في أعيُنِ النّاسِ حَقيرا فَرَفَعوكَ لَمّا رَأَوا عَلَيكَ مِن أثَري ؟! ألَم تَحضُر أبوابَ المُلوكِ وَالسّادَةِ ويَحضُرُهَا الصّالِحونَ فَتَدخُلَ قَبلَهُم ويُؤَخَّرونَ ؟! ألَم تَخطُب بَناتِ المُلوكِ وَالسّاداتِ ويَخطُبُهُنَّ الصّالِحونَ فَتُنكَحُ ويُرَدّونَ؟ ! فَلَو كُنتَ تُنفِقُني في سَبيلِ الخَيراتِ لَم أمتَنِع عَلَيكَ ، ولَو كُنتَ تُنفِقُني في سَبيلِ اللّه ِ لَم أنقُص عَلَيكَ ، فَلِمَ تَسُبُّني وأنتَ ألأَمُ مِنّي ؟! وإنَّما خُلِقتُ أنَا وأنتَ مِن تُرابٍ ؛ فَأَنطَلِقُ تُرابا بَريئا ومُنطَلِقٌ أنتَ بِإِثمي .
هكَذا يَقولُ المالُ لِصاحِبِهِ ! ۳