165
حكم النّبيّ الأعظم ج7

۱۰۵۹۷.صحيح البخاري عن عقبة بن عامر :صَلّى رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله عَلى قَتلى اُحُدٍ بَعدَ ثَماني سِنينَ كَالمُوَدِّعِ لِلأَحياءِ وَالأَمواتِ ، ثُمَّ طَلَعَ المِنبَرَ فَقالَ : إنّي بَينَ أيديكُم فَرَطٌ ، وأنَا عَلَيكُم شَهيدٌ ، وإنَّ مَوعِدَكُمُ الحَوضُ ، وإنّي لَأَنظُرُ إلَيهِ مِن مَقامي هذا ، وإنّي لَستُ أخشى عَلَيكُم أن تُشرِكوا ، ولكِنّي أخشى عَلَيكُمُ الدُّنيا أن تَنافَسوها .
قالَ : فَكانَت آخِرَ نَظرَةٍ نَظَرتُها إلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله . ۱

1 / 8

مَضارُّ التَّكاثُر

أ ـ نِسيانُ اللّه ِ

الكتاب

« يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَ لُكُمْ وَ لَا أَوْلَـدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَ مَن يَفْعَلْ ذَ لِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَـسِرُونَ » . ۲

الحديث

۱۰۵۹۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِحذَرُوا المالَ! فَإِنَّهُ كانَ في ما مَضى رَجُلٌ قَد جَمَعَ مالاً ووَلَدا وأقبَلَ عَلى نَفسِهِ وعِيالِهِ وجَمَعَ لَهُم فَأَوعى ، فَأَتاهُ مَلَكُ المَوتِ فَقَرَعَ بابَهُ وهُوَ في زِيِّ مِسكينٍ ، فَخَرَجَ إلَيهِ الحُجّابُ ، فَقالَ لَهُم : اُدعوا إلَيَّ سَيِّدَكُم . قالوا : أوَ يَخرُجُ سَيِّدُنا إلى مِثلِكَ ؟! ودَفَعوهُ حَتّى نَحَّوهُ عَنِ البابِ .
ثُمَّ عادَ إلَيهِم في مِثلِ تِلكَ الهَيئَةِ وقالَ : اُدعوا إلَيَّ سَيِّدَكُم وأخبِروهُ أنّي مَلَكُ المَوتِ . فَلَمّا سَمِعَ سَيِّدُهُم هذَا الكَلامَ قَعَدَ خائِفا فَرِقا ، وقالَ لِأَصحابِهِ : لَيِّنوا لَهُ فِي المَقالِ وقولوا لَهُ : لَعَلَّكَ تَطلُبُ غَيرَ سَيِّدِنا بارَكَ اللّه ُ فيكَ ! قالَ لَهُم : لا . ودَخَلَ عَلَيهِ وقالَ لَهُ : قُم فَأَوصِ ما كُنتَ موصِيا ؛ فَإِنّي قابِضٌ روحَكَ قَبلَ أن أخرُجَ . فَصاحَ أهلُهُ وبَكَوا ، فَقالَ : اِفتَحُوا الصَّناديقَ وَاكتُبوا (أكِبّوا) ما فيهِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ .
ثُمَّ أقبَلَ عَلَى المالِ يَسُبُّهُ ويَقولُ لَهُ : لَعَنَكَ اللّه ُ يا مالُ ! أنسَيتَني ذِكرَ رَبّي ، وأغفَلتَني عَن أمرِ آخِرَتي ؛ حَتّى بَغَتَني مِن أمرِ اللّه ِ ما قَد بَغَتَني .
فَأَنطَقَ اللّه ُ تَعالَى المالَ فَقالَ : لِمَ تَسُبُّني وأنتَ ألأَمُ مِنّي ؟! ألَم تَكُن في أعيُنِ النّاسِ حَقيرا فَرَفَعوكَ لَمّا رَأَوا عَلَيكَ مِن أثَري ؟! ألَم تَحضُر أبوابَ المُلوكِ وَالسّادَةِ ويَحضُرُهَا الصّالِحونَ فَتَدخُلَ قَبلَهُم ويُؤَخَّرونَ ؟! ألَم تَخطُب بَناتِ المُلوكِ وَالسّاداتِ ويَخطُبُهُنَّ الصّالِحونَ فَتُنكَحُ ويُرَدّونَ؟ ! فَلَو كُنتَ تُنفِقُني في سَبيلِ الخَيراتِ لَم أمتَنِع عَلَيكَ ، ولَو كُنتَ تُنفِقُني في سَبيلِ اللّه ِ لَم أنقُص عَلَيكَ ، فَلِمَ تَسُبُّني وأنتَ ألأَمُ مِنّي ؟! وإنَّما خُلِقتُ أنَا وأنتَ مِن تُرابٍ ؛ فَأَنطَلِقُ تُرابا بَريئا ومُنطَلِقٌ أنتَ بِإِثمي .
هكَذا يَقولُ المالُ لِصاحِبِهِ ! ۳

1.صحيح البخاري : ج ۴ ص ۱۴۸۶ ح ۳۸۱۶ .

2.المنافقون : ۹ .

3.عدّة الداعي : ص ۹۵ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۳ ص ۲۴ ح ۲۷ .


حكم النّبيّ الأعظم ج7
164

۱۰۵۹۵.صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدريّ :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله جَلَسَ ذاتَ يَومٍ عَلَى المِنبَرِ وجَلَسنا حَولَهُ ، فَقالَ : إنّي مِمّا أخافُ عَلَيكُم مِن بَعدي ما يُفتَحُ عَلَيكُم مِن زَهرَةِ الدُّنيا وزينَتِها . فَقالَ رَجُلٌ : يا رَسولَ اللّه ِ ، أوَ يَأتِي الخَيرُ بِالشَّرِّ ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله . فَقيلَ لَهُ : ما شَأنُكَ تُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله ولا يُكَلِّمُكَ ؟! فَرَأَينا أنَّهُ يُنزَلُ عَلَيهِ ، قالَ : فَمَسَحَ عَنهُ الرُّحَضاءَ ، فَقالَ : أينَ السّائِلُ ؟ ـ وكَأَنَّهُ حَمِدَهُ ـ فَقالَ : إنَّهُ لا يَأتِي الخَيرُ بِالشَّرِّ ، وإنَّ مِمّا يُنبِتُ الرَّبيعُ يَقتُلُ أو يُلِمُّ ، إلّا آكِلَةَ الخَضراءِ أكَلَت حَتّى إذَا امتَدَّت خاصِرَتاهَا استَقبَلَت عَينَ الشَّمسِ ، فَثَلَطَت وبالَت ورَتَعَت وإنَّ هذَا المالَ خَضِرَةٌ حُلوَةٌ ، فَنِعمَ صاحِبُ المُسلِمِ ما أعطى مِنهُ المِسكينَ وَاليَتيمَ وَابنَ السَّبيلِ ـ أو كَما قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ـ وإنَّهُ مَن يَأخُذُهُ بِغَيرِ حَقِّهِ كَالَّذي يَأكُلُ ولا يَشبَعُ ، ويَكونُ شَهيدا عَلَيهِ يَومَ القِيامَةِ . ۱

۱۰۵۹۶.صحيح البخاري عن عمرو بن عوف :إنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله بَعَثَ أبا عُبَيدَةَ بنَ الجَرّاحِ إلَى البَحرَينِ يَأتي بِجِزيَتِها ، وكانَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله هُوَ صالَحَ أهلَ البَحرَينِ وأمَّرَ عَلَيهِمُ العَلاءَ بنَ الحَضرَمِيِّ . فَقَدِمَ أبو عُبَيدَةَ بِمالٍ مِنَ البَحرَينِ ، فَسَمِعَتِ الأَنصارُ بِقُدومِ أبي عُبَيدَةَ ، فَوافَت صَلاةَ الصُّبحِ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَلَمّا صَلّى بِهِمُ الفَجرَ انصَرَفَ ، فَتَعَرَّضوا لَهُ ، فَتَبَسَّمَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله حينَ رَآهُم وقالَ : أظُنُّكُم قَد سَمِعتُم أنَّ أبا عُبَيدَةَ قَد جاءَ بِشَيءٍ ! قالوا : أجَل يا رَسولَ اللّه ِ . قالَ : فَأَبشِروا وأمِّلوا ما يَسُرُّكُم ! فَوَاللّه ِ لَا الفَقرَ أخشى عَلَيكُم ، ولكِن أخشى عَلَيكُم أن تُبسَطَ عَلَيكُمُ الدُّنيا كَما بُسِطَت عَلى مَن كانَ قَبلَكُم ، فَتَنافَسوها كَما تَنافَسوها ، وتُهلِكَكُم كَما أهلَكَتهُم . ۲

1.صحيح البخاري: ج ۲ ص ۵۳۲ ح ۱۳۹۶ .

2.صحيح البخاري : ج ۳ ص ۱۱۵۲ ح ۲۹۸۸ وج ۴ ص ۱۴۷۳ ح ۳۷۹۱ وليس فيه «صلّى بهم الفجر» .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج7
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 390046
الصفحه من 662
طباعه  ارسل الي