181
حكم النّبيّ الأعظم ج7

حكم النّبيّ الأعظم ج7
180

۱۰۶۲۸.عنه صلى الله عليه و آله :سَيَأتي بَعدَكُم قَومٌ يَأكُلونَ أطائِبَ الدُّنيا وألوانَها ، ويَنكِحونَ أجمَلَ النِّساءِ وألوانَها ، ويَلبَسونَ أليَنَ الثِّيابِ وألوانَها ، ويَركَبونَ فُرهَ الخَيلِ وألوانَها ، لَهُم بُطونٌ مِنَ القَليلِ لا تَشبَعُ ، وأنفُسٌ بِالكَثيرِ لا تَقنَعُ ، عاكِفينَ عَلَى الدُّنيا يَغدونَ ويَروحونَ إلَيها ، اِتَّخَذوها آلِهَةً مِن دونِ إلهِهِم ، ورَبّا دونَ رَبِّهِم ، إلى أمرِهِم يَنتَهونَ ، وهَواهُم يَتَّبِعونَ . فَعَزيمَةٌ مِن مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّه ِ لازِمَةٌ لِمَن أدرَكَهُ ذلِكَ الزَّمانُ مِن عَقِبِ عَقِبِكُم وخَلَفِ خَلَفِكُم ، أن لا يُسَلِّمَ عَلَيهِم ، ولا يَعودَ مَرضاهُم ، ولا يَتَّبِعَ جَنائِزَهُم ، ولا يُوَقِّرَ كَبيرَهُم ؛ فَمَن يَفعَل ذلِكَ فَقَد أعانَ عَلى هَدمِ الإِسلامِ . ۱

۱۰۶۲۹.عنه صلى الله عليه و آله :مَن قَضى نَهمَتَهُ فِي الدُّنيا حيلَ بَينَهُ وبَينَ شَهوَتِهِ فِي الآخِرَةِ ، ومَن مَدَّ عَينَهُ إلى زينَةِ المُترَفينَ كانَ مَهيناً في مَلَكوتِ السَّماءِ . ۲

۱۰۶۳۰.عنه صلى الله عليه و آلهـ لِعبداللّه بن مسعود ـ: يَابنَ مَسعودٍ ، سَيَأتي مِن بَعدي أقوامٌ يَأكُلونَ طَيِّباتِ الطَّعامِ وألوانَها ، ويَركَبونَ الدَّوابَّ ، ويَتَزَيَّنونَ بِزينَةِ المَرأَةِ لِزَوجِها ، ويَتَبَرَّجونَ تَبَرُّجَ النِّساءِ ، وزِيُّهُم مِثلُ زِيِّ المُلوكِ الجَبابِرَةِ ، هُم مُنافِقو هذِهِ الاُمَّةِ في آخِرِ الزَّمانِ ، شارِبُو القَهَواتِ ، لاعِبونَ بِالكِعابِ ، راكِبُو الشَّهَواتِ ، تارِكُو الجَماعاتِ ، راقِدونَ عَنِ العَتَماتِ ، مُفَرِّطونَ فِي الغَدَواتِ ؛ يَقولُ اللّه ُ تَعالى : «فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصَّلَوةَ وَ اتَّبَعُواْ الشَّهَوَ تِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا» . ۳
يَابنَ مَسعودٍ ، مَثَلُهُم مَثَلُ الدِّفلى ؛ زَهرَتُها حَسَنَةٌ وطَعمُها مُرٌّ ، كَلامُهُمُ الحِكمَةُ ، وأعمالُهُم داءٌ لا تَقبَلُ الدَّواءَ ؛ «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ» . ۴
يَابنَ مَسعودٍ ، ما يَنفَعُ مَن يَتَنَعَّمُ فِي الدُّنيا إذا اُخلِدَ فِي النّارِ ؟! «يَعْلَمُونَ ظَـهِرًا مِّنَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ عَنِ الْأَخِرَةِ هُمْ غَـفِلُونَ» . ۵ يَبنونَ الدُّورَ ، ويُشَيِّدونَ القُصورَ ، ويُزَخرِفونَ المَساجِدَ ، لَيسَت هِمَّتُهُم إلَا الدُّنيا ، عاكِفونَ عَلَيها ، مُعتَمِدونَ فيها ، آلِهَتُهُم بُطونُهُم ؛ قالَ اللّه ُ تَعالى : «وَ تَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَ إِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَ أَطِيعُونِ»۶ ، وقالَ اللّه ُ تَعالى : «أَفَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـهَهُ هَوَاهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ ـ إلى قَولِهِ ـ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ» . ۷ وما هُوَ إلّا مُنافِقٌ جَعَلَ دينَهُ هَواهُ ، وإلهَهُ بَطنَهُ ، كُلُّ مَا اشتَهى مِنَ الحَلالِ وَالحَرامِ لَم يَمتَنِع مِنهُ ؛ قالَ اللّه ُ تَعالى : «وَ فَرِحُواْ بِالْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ مَا الْحَيَوةُ الدُّنْيَا فِى الْأَخِرَةِ إِلَا مَتَـعٌ» . ۸
يَابنَ مَسعودٍ ، مَحاريبُهُم نِساؤُهُم ، وشَرَفُهُمُ الدَّراهِمُ وَالدَّنانيرُ ، وهِمَّتُهُم بُطونُهُم ، اُولئِكَ هُم شَرُّ الأَشرارِ ، الفِتنَةُ مِنهُم وإلَيهِم تَعودُ .
يَابنَ مَسعودٍ ، قَولُ اللّه ِ تَعالى : «أَفَرَءَيْتَ إِن مَّتَّعْنَـهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ * مَآ أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ» . ۹
يَابنَ مَسعودٍ ، أجسادُهُم لا تَشبَعُ ، وقُلوبُهُم لا تَخشَعُ .
يَابنَ مَسعودٍ ، الإِسلامُ بَدَأَ غَريبا وسَيَعودُ غَريبا كَما بَدَأَ ، فَطوبى لِلغُرَباءِ ! فَمَن أدرَكَ ذلِكَ الزَّمانَ مِن أعقابِكُم فَلا تُسَلِّموا عَلَيهِم في ناديهِم ، ولا تُشَيِّعوا جَنائِزَهُم ، ولا تَعودوا مَرضاهُم ؛ فَإِنَّهُم يَستَنّونَ بِسُنَّتِكُم ، ويَظهَرونَ بِدَعواكُم ، ويُخالِفونَ أفعالَكُم ؛ فَيَموتونَ عَلى غَيرِ مِلَّتِكُم ، اُولئِكَ لَيسوا مِنّي ولا أنَا مِنهُم .
يَابنَ مَسعودٍ ، دَع نَعيمَ الدُّنيا وأكلَها وحَلاوَتَها ، وحارَّها وبارِدَها ، ولَيِّنَها وطَيِّبَها ، وألزِم نَفسَكَ الصَّبرَ عَنها ؛ فَإِنَّكَ مَسؤولٌ عَن هذا كُلِّهِ ؛ قالَ اللّه ُ تَعالى : «ثُمَّ لَتُسْألُنَّ يَوْمَـئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ»۱۰ . ۱۱

1.تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۱۵۵ ؛ إحياء علوم الدين : ج ۳ ص ۳۴۳ نحوه .

2.المعجم الصغير : ج ۲ ص ۱۰۸ عن البرّاء بن عازب .

3.مريم : ۵۹ .

4.محمّد : ۲۴ .

5.الروم : ۷ .

6.الشعراء : ۱۲۹ ـ ۱۳۱ .

7.الجاثية : ۲۳ .

8.الرعد : ۲۶ .

9.الشعراء : ۲۰۵ ـ ۲۰۷ .

10.التكاثر : ۸ .

11.مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۳۵۲ ح ۲۶۶۰ عن عبد اللّه بن مسعود ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۱۰۳ ح ۱ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج7
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 335644
الصفحه من 662
طباعه  ارسل الي