4 . الاهتمام بتشخيص الداء
وهو من النقاط التي أكّدتها الأحاديث المأثورة في الآداب الطبّية ، فقد جاء في وصيّة النبيّ صلى الله عليه و آله لأحد معاصريه من الأطبّاء قوله :
لا تُداوِ أحَدا حَتّى تَعرِفَ داءَهُ .۱
فطالما يُسمَع أنّ داءً قد استفحل ، ومريضا قد مات بسبب تشخيص خاطِئ ودواء غير مناسب ، لذا تتطلّب رعاية هذا الأدب ألّا يدّخر الطبيب وسعا في تشخيص الداء ، وألّا يصف دواءً قبل التشخيص ، وإذا ما ضاق وقته عن التشخيص أو كان تعبا ، أو كان غير مستعدّ الاستعداد اللازم لإبداء رأيه لأيّ سبب كان ؛ فإنّه يمتنع عن الفحص ووصف الدواء بكلّ جدٍّ .
5 . السعي لمعرفة العقاقير الطبيعيّة
تؤكّد أحاديث الباب الثالث من الفصل الأوّل أنّ لجميع الأدواء في نظام الخليقة دواءً ، وأنّها قابلة للعلاج إلّا الموت ، ونصّ بعضها على أنّ اللّه سبحانه خلق لكلّ داءٍ دواءً ، وقد جاء في بعضها : أنّ اللّه تعالى أنزل لكلّ داءٍ دواءً .
إنّ ظاهر التعبيرين يدلّ على أنّ أدوية الأدواء كلّها موجودة في الطبيعة ، ولا شكّ في أنّ الأدوية الطبيعيّة أقلّ ضررا وأكثر نفعا في العلاج من غيرها .
ولهذا السبب قد شاع طبّ الأعشاب في البلدان المتقدّمة تدريجا ، ومن هنا نجد أنّ إحدى المسؤوليّات المهمّة للمراكز الطبّية العلميّة هي اكتشاف العقاقير الطبيعية وتعريف الأطبّاء بها .