587
حكم النّبيّ الأعظم ج7

حكم النّبيّ الأعظم ج7
586

۱۱۹۸۲.تحف العقولـ أيضا ، في وصيَّتِهِ صلى الله عليه و آله لأميرالمؤمنين عليه السلام ـ: يا عَلِيُّ إنَّ مِنَ اليَقينِ ألّا تُرضيَ أحَدا بِسَخَطِ اللّه ِ ، ولا تَحْمَدَ أحَدا بما آتاكَ اللّه ، وَلا تَذُمَّ أحَدا عَلى مالَمْ يُؤْتِكَ اللّه ُ ، فإنَّ الرّزقَ لا يَجُرُّهُ حِرْصُ حَرِيصٍ ولا تَصْرِفُهُ كَراهَةُ كارِهٍ ، إنَّ اللّه َ بِحُكْمِهِ وَفَضْلِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَالفَرَحَ في اليقينِ وَالرِّضا ، وَجَعَلَ الهَمَّ وَالحُزْنَ في الشَّكِّ وَالسُّخْطِ .
يا عليُّ إنّه لا فقرَ أشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ ولا مالَ أعوَدُ مِنَ العَقْلِ ۱ ولا وحدَةَ أوْحَشُ مِنَ العُجبِ ولا مُظاهَرَةَ أحسَنُ مِن المُشاوَرَةِ ۲ وَلا عَقلَ كَالتَّدبيرِ وَلا حَسَبَ كَحُسنِ الخُلقِ ۳ ولا عِبادَةَ كَالتَّفَكُّرِ .
يا عَليُّ آفَةُ الحَدِيثِ الكِذبُ وآفَةُ العِلم النِّسيانُ وَآفَةُ العِبادَةِ الفَترَةُ ۴ . وَآفَةُ السَّماحَةِ المَنُّ ۵ . وآفَةُ الشّجاعَةِ البَغْي وَآفَةُ الجَمالِ الخُيَلاءُ . وآفَةُ الحَسَبِ الفَخرُ ۶ .
يا عليُّ عَلَيكَ بِالصِّدقِ وَلا تَخرُج مِن فيكَ كَذِبةٌ أبَدا وَلا تَجتَرِئَنَّ عَلى خِيانَةٍ أَبَدا ؛ وَالخَوفَ مِنَ اللّه ِ كَأَنَّكَ تَراهُ . وَابذُل مالَكَ وَنَفسَكَ دونَ دِينِكَ وَعَلَيْكَ بِمَحاسِنِ الأخلاقِ فَاركَبها وَعَلَيْكَ بِمَساوِي الأخلاقِ فَاجتَنِبها ... .
يا عليُّ ثَلاثٌ مِن مَكارِمِ الأخلاقِ : تَصِلُ مَن قَطَعَكَ . وَتُعطي مَن حَرَمَكَ وتَعفُو عَمَّن ظَلَمَكَ .
يا عليُّ ثَلاثٌ مُنجِياتٌ : تَكفُّ لِسانَكَ . وَتَبكِي عَلى خَطيئَتِكَ . وَيَسعُكَ بَيْتُكَ ۷ .
يا عليٌّ سَيِّدُ الأعمالِ ثَلاثُ خِصالٍ : إنصافُكَ النّاسَ مِن نَفْسِكَ . ومُساواةُ الأخِ في اللّه ِ . وَذِكْرُ اللّه ِ عَلى كُلِّ حالٍ .
يَا عَليٌّ ثَلاثَةٌ مِن حُلَلِ اللّه ِ ۸ : رَجُلٌ زارَ أخاهُ المُؤمِنَ في اللّه ِ فَهُوَ زَورُ اللّه ِ وَحقٌّ عَلَى اللّه ِ أن يُكرِمَ زَورَهُ ۹ ويعطِيَهُ ما سَأَلَ . وَرَجُلٌ صَلّى ثُمَّ عَقَّبَ إلَى الصَّلاةِ الاُخرى فَهُوَ ضَيف اللّه ِ وحَقٌّ عَلَى اللّه ِ أن يُكرِم ضَيفَهُ . والحاجُّ والمُعتَمِرُ فَهُما وَفدُا اللّه ِ وَحَقُّ عَلَى اللّه ِ أن يُكرِمَ وَفْدَه .
يا عَليُّ ثَلاثٌ ثَوابُهُنَّ في الدُّنيا والآخِرَةِ : الحَجُّ يَنفي الفَقرَ وَالصَّدقَةُ تَدْفَعُ البَلِيَّةَ وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ في العُمرِ .
يا عَليٌّ ثَلاثٌ مَن لَم يَكُنَّ فيهِ لَم يَقُم لَهُ عَمَلٌ : وَرَعٌ يَحجُزُهُ عَن مَعاصِي اللّه ِ عَزَّوَجَلَّ . وَعِلمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ السَّفيهِ . وَعَقلٌ يُداري بِهِ النّاسَ .
يا عَليّ ثَلاثَةٌ تَحتَ ظِلِّ العَرشِ يَومَ القِيامَةِ : رَجُلٌ أحَبَّ لِأَخيهِ ما أحَبَّ لِنَفسِهِ . وَرَجُلٌ بَلَغَهُ أَمرٌ فَلَم يتَقدَّم فيهِ وَلَم يَتَأَخَّر حَتّى يَعلَمَ أنَّ ذلِكَ الأَمرَ للّه ِِ رِضىً أَو سَخَطٌ . ورَجُلٌ لَم يَعِب أخاهُ بِعَيبٍ حَتّى يُصلِحَ ذلِكَ العَيبَ مِن نَفسِهِ ، فَإنَّه كُلَّما أَصلَحَ مِن نَفسِهِ عَيبا بَدالَهُ مِنها آخَرُ ؛ وَكَفى بِالمَرءِ في نَفسِهِ شُغلاً .
يا عليٌّ ثَلاثٌ مِن أبوابِ البِرِّ : سَخاءُ النَّفسِ . وَطِيبُ الكَلامِ . وَالصَّبرُ عَلَى الأَذى .
يا عليُّ في التَّوراةِ أربَعٌ إلى جَنبِهِنَّ أربَعٌ : مَن أصبَحَ عَلَى الدُّنيا حَرِيصا أصبَحَ وَهُوَ عَلَى اللّه ِ ساخِطٌ . وَمَن أصبَحَ يَشكو مُصيبَةً نَزَلَتْ بِهِ فَإنَّما يَشكُو رَبَّهُ . وَمَن أتى غَنِيّا فَتَضَعضَعَ لَهُ ۱۰ ذَهَبَ ثُلثا دِينِه . وَمَن دَخَلَ النّارَ مِن هذِهِ الاُمَّةِ فَهُوَ مِمَّنِ اتَّخَذَ آياتِ اللّه ِ هُزُوا ولعبا .
أَربَعٌ إلى جَنبِهنَّ أربَعٌ : مَن مَلَكَ استَأثَرَ ۱۱ . ومَن لَم يَستَشِر يَندَم . كما تَدِينُ تُدانُ . وَالفَقرُ المَوتُ الأكبَرُ ، فَقيلَ لَهُ : الفَقرُ مِنَ الدِّينارِ وَالدِّرَهَمِ ؟ فَقالَ : الفَقرُ مِنَ الدِّينِ .
يا عليُّ كلُّ عَينٍ باكِيَةٌ يَومَ القِيامَةِ إلّا ثَلاثَ أَعيُنٍ : عَينٌ سَهَرَت في سَبيلِ اللّه ِ ۱۲ . وعَينٌ غُضَّت عَن مَحارِمِ اللّه ِ . وَعَينٌ فاضَت مِن خَشيَةِ اللّه ِ ۱۳ .
يا عليٌّ طُوبى لِصُورَةٍ نَظَرَ اللّه ُ إِلَيها تَبكي عَلى ذنبٍ لَم يَطَلِّع عَلى ذلِكَ الذَّنبِ أحدٌ غيَرُ اللّه ِ .
يا عليٌّ ثلاثٌ موبِقاتٌ وَثَلاثٌ مُنجِياتٌ ، فَأمَّا المُوبِقاتُ : فَهَوىً مُتَّبَعٌ . وَشُحٌّ مطاع . ۱۴ وَإعجابُ المَرء بِنَفسِهِ . وَأمّا المُنجِياتُ فَالعَدلُ في الرِّضا وَالغَضَبِ . وَالقَصدُ في الغِنى وَالفَقرِ ، وَخَوفُ اللّه ِ في السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ كَأَنَّكَ تَراهُ فَإن لَم تَكُن تَراهُ فإنّه يراك .
يا عَليٌّ ثَلاثٌ يَحسُنُ فيهِنَّ الكِذبُ ۱۵ : المَكيدَةُ في الحَربِ ، وَعِدَتُكَ زَوجَتَكَ ، وَالإصلاحُ بَينَ النّاسِ .
يا عَليٌّ ثَلاثٌ يَقبُحُ فيهِنَّ الصِّدقُ : النَّميمَةُ ، وَإِخبارُكَ الرَّجُلَ عَن أهلِهِ بما يَكرَهُ . وتَكذِيبُكَ الرَّجلَ عَنِ الخَيرِ .
يا عليُّ أربَعٌ يَذهَبنَ ضَلالاً ۱۶ : الأكلُ بعدَ الشَّبعِ وَالسِّراجُ في القَمَرِ وَالزَّرعُ في الأرضِ السَّبخَةِ ۱۷ . وَالصَّنيعَةُ ۱۸ عِندَ غَيرِ أهلِها .
يا عَليّ أربَعٌ أسرَعُ شَيءٍ عُقُوبَةً : رَجُلٌ أحسَنتَ إلَيهِ فَكافَأكَ بالإحسانِ إساءَةً . وَرَجُلٌ لاتَبغي عَلَيهِ وَهُوَ يَبغي عَلَيكَ ورَجُلٌ عاقَدتَهُ عَلى أمرٍ فَمِن أمرِكَ الوَفاءُ لَهُ وَمِن أمرِهِ الغَدرُبكَ . ورَجُلٌ تَصِلُهُ رَحِمُهُ ويَقطَعُها .
يا عَليٌّ أربَعٌ مَن يَكُنّ فيهِ كَمُلَ إسلامُهُ : الصِّدقُ . وَالشُّكرُ . وَالحَياءُ وَحُسنُ الخُلقِ .
يا عَليٌّ قِلّةُ طَلَبِ الحَوائِجِ مِنَ النّاسِ هُوَ الغِنَى الحاضِرُ وَكَثرَةُ الحَوائِجِ إلَى النّاسِ مَذَلَّةٌ وَهُوَ الفَقرُ الحاضِرُ .
يا عليٌّ إنَّ لِلمُؤمِنِ ثَلاثَ عَلاماتٍ : الصِّيامُ وَالصّلاةُ . والزَّكاةُ وَإنَّ لِلمُتَكَلِّفِ مِنَ الرِّجالِ ۱۹ ثَلاثَ عَلاماتٍ : يَتَملَّقُ إذا شَهِدَ . وَيَغتابُ إِذا غابَ . ويَشمَتُ بِالمُصيبَة . ولِلظّالِمِ ثَلاثُ عَلاماتٍ : يَقهَرُ مَن دُونَه بِالغَلبَةِ . ومَن فَوقَهُ بِالمَعصِيَةِ . ويُظاهِرُ الظَّلَمَةَ ۲۰ . لِلمُرائي ثَلاثٌ عَلاماتٍ : يَنشَطُ إذا كانَ عِندَ النّاسِ ۲۱ . ويَكسَلُ إذا كانَ وَحدَهُ . وَيُحِبُّ أن يُحمَدَ في جَميعِ الاُمورِ . ولِلمُنافِقِ ثَلاثُ عَلاماتٍ : إن حَدَّثَ كَذَبَ وإنِ ائتُمِنَ خانَ وإن وَعَدَ أخلَفَ . ولِلكَسلانِ ثلاثُ علاماتٍ : يَتَوانى حَتّى يُفرِّطَ . ۲۲ وَيُفَرِّطُ حَتّى يُضيعَ . ويُضيعُ حَتّى يأثَمَ . ولَيسَ يَنبَغي لِلعاقِلِ أن يكونَ شاخِصا إلا في ثَلاثٍ : مَرَمّةٍ لِمَعاشٍ ۲۳ . أو خطوَةٍ لِمعادٍ . أو لذَّةٍ في غيرِ مُحرَّمٍ ... .
يا عَليُّ إذا رَأيتَ الهِلالَ فَكبِّر ثَلاثا وَقُل : الحَمدُ للّه ِِ الَّذِي خَلَقَني وَخلَقَكَ وقَدَّرَكَ مَنازِلَ وَجَعَلَكَ آيَةً لِلعالَمينَ ۲۴ .
يا عَليُّ إِذا نَظَرتَ في مِرآةٍ فَكَبِّر ثَلاثا وَقُل : اللّهمّ كَما حَسَّنتَ خَلقي فَحَسِّن خُلقي .
يا عليُّ إذا هالَكَ أَمرٌ فقل : اللّهمّ بحقّ محمّد وآل محمّد إلّا فرّجت عنّي .
قال عليّ عليه السلام : قُلتُ : يا رَسولَ اللّه ِ «فَتَلَقّى آدم مِن رَبِّه كَلِماتٍ» ما هذِهِ الكَلِماتُ ؟ قالَ : يا عَليُّ إنَّ اللّه َ أَهبَطَ آدَمَ بِالهِندِ وَأهبَطَ حَوَّاءَ بِجُدَّةَ وَالحَيَّةَ بِإصبَهانَ وإبليسَ بِمَيسانَ ۲۵ وَلَم يَكُن في الجَنَّةِ شَيءٌ أَحسَنُ مِنَ الحَيَّةِ وَالطّاوُوسِ وَكانَ لِلحَيَّة قَوائِمُ كَقَوائِمِ البَعيرِ ، فَدَخَلَ إبليسُ جَوفَها فَغَرَّ آدَمَ وخَدَعَهُ فَغَضِبَ اللّه ُ عَلَى الحَيَّةِ وَأَلْقى عَنها قَوائِمَها وقَالَ : جَعَلتُ رِزقَكِ التُّرابَ ، وَجَعَلتُكِ تَمشينَ عَلى بَطنِكِ لا رَحِمَ اللّه ُ مَن رِحَمِكِ ، وَغَضِبَ عَلَى الطّاوُوسِ ، لِأَنَّهُ كانَ دَلَّ إبليسَ عَلَى الشّجَرَةِ ، فَمَسَخَ مِنهُ صَوتَهُ وَرِجلَيهِ ، فَمَكَثَ آدَمُ بِالهِندِ مِائَةَ سَنَةٍ ، لا يَرفَعُ رَأسَهُ إلَى السَّماءِ واضِعا يَدَهُ عَلى رَأسِهِ يَبكي عَلى خَطيئَتِهِ ، فَبَعَثَ اللّه ُ إِلَيهِ جَبرَئِيلَ فَقالَ : يا آدَمُ الرَّبُّ عَزَّوَجَلَّ يُقرِئُكَ السَّلامَ وَيَقُولُ : يا آدَمُ ألَم أَخلُقكَ بِيَدِي ؟ أَلَم أنفُخ فيكَ مِن رُوحي ؟ أَلَم أسجُد لَكَ مَلائِكَتي ؟ ألَم أُزَوِّجْكَ حَوَّاءَ أَمَتي ؟ أَلَم أُسكِنْكَ جَنّتي ؟ فَما هذِهِ البُكاءُ يا آدَمُ ؟ تَتَكَلَّمُ بِهِذِهِ الكَلِماتِ ، فَإنَّ اللّه َ قابِلٌ تَوبَتَكَ قُل : سُبحانَكَ لا إلهَ إلّا أَنْتَ عَمِلْتُ سُوءا وَظَلَمْتُ نَفسي ، فَتُب عَلَىَّ إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ .
يا عليُّ إذا رَأيتَ حَيّةً في رَحلِكَ فَلا تَقتُلها حَتّى تَخرُجَ عَلَيها ثَلاثا ، فَإن رَأيتَهَا الرَّابِعَةَ فَاقتُلها فَإنَّها كافِرَةُ .
يا عليُّ إذا رَأيتَ حَيَّةً في طَرِيقٍ فَاقتُلها ، فَإنِّي قَدِ اشتَرَطتَ عَلَى الجِنِّ لا يَظهَرُوا في صُورَةِ الحَيّاتِ ۲۶ .
يا عليُّ أربَع خِصالٍ مِنَ الشَّقاءِ : جمودُ العَين . وَقَساوَةُ القَلبِ . وَبُعدُ الأمَلِ . وَحُبُّ الدُّنيا مِنَ الشَّقاءِ .
يا عليُّ إذا اُثنِيَ عَلَيكَ في وَجهِكَ فَقُل : اللّهمَّ اجعَلني خَيرا مِمّا يَظُنُّونَ وَاغفِر لِي ما لا يَعلَمونَ وَلا تُؤاخِذني بِما يَقُولُونَ .
يا عليَّ إذا جامَعتَ فَقُل : بِسمِ اللّه اللّهُمَّ جَنِّبنَا الشَّيطانَ وَجَنِّبِ الشَّيطانَ ما رَزَقتني فإن قضي أن يَكونَ بَينَكُما وَلدٌ لَم يَضُرَّهُ الشَّيطانُ أبَدا .
يا عليُّ إبدَأ بِالمِلحِ وَاختِم بِه فَإنَّ المِلحَ شِفاءٌ مِن سَبعينَ داءً ، أَذَلُّهَا الجُنون وَالجُذامُ والبَرَصُ .
يا عَليُّ ادَّهِن بِالزَّيتِ ، فَإنَّ مَن ادَّهَنَ بِالزَّيتِ لَم يَقرُبهُ الشَّيطانُ أربَعينَ لَيلَةً ۲۷ .
يا عَليُّ لا تُجامِع أهلَكَ لَيلَةَ النّصفِ وَلا لَيلَةَ الهِلالِ ، أما رَأيتَ المَجنُونَ يَصرَعُ في لَيلَةِ الهِلالِ وَلَيلَةِ النِّصفِ كَثيرا ۲۸ .
يا عليُّ إذا وُلِدَ لك غلامٌ أو جارية فأذِّن في أذنه اليُمنى وأقم في اليسرى فإنّه لا يَضرُّهُ الشَّيطانُ أبَدا ۲۹ .
يا عليُّ ألا اُنَبِّئُكَ بِشَرِّ النّاسِ؟ قُلت : بَلى يا رَسُولَ اللّه ِ ، قالَ : مَن لا يَغفِر الذَّنبَ وَلا يُقِيلُ العَثرَةَ . ألا اُنَبِّئُكَ بِشرٍّ مِن ذلِكَ ؟ قُلتُ : بَلى يا رَسولَ اللّه ِ ، قالَ : مَن لا يُؤمَنُ شَرُّهُ ، وَلا يُرجى خَيرُهُ .
يا عليُّ إيّاكَ وَدُخُولَ الحَمّامِ بِغَيْرِ مِئْزَرٍ ۳۰ فَإنَّ مَن دَخَلَ الحَمّامَ بِغَيرِ مِئْزَرٍ مَلعُونٌ النّاظِرُ وَالمَنظُورُ إلَيهِ .
يا عَليُّ لا تَتَخَتَّمْ في السَّبّابةِ وَالوُسطى ، فَإنَّهُ كانَ يَتَختَّمُ قَومُ لُوطٍ فيهِما وَلا تُعرِ الخِنصِرَ ۳۱ .
يا عَليُّ إنَّ اللّه َ يَعجَبُ مِن عَبدِه إذا قالَ : رَبِّ اغفِرلي فَإنّه لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ . يَقُولُ : يا مَلائِكَتي عَبدي هذا قَد عَلِمَ أنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ غَيرِي : اشهَدُوا أنّي قَد غَفَرتُ لَهُ .
يا عَليُّ إيّاكَ وَالكذِبَ فَإنَّ الكِذْبَ يُسَوِّدُ الوَجهَ ، ثُمَّ يُكتَبُ عِندَاللّه ِ كَذَّابا وَإنَّ الصِّدقَ يُبَيِّضُ الوَجهَ وَيُكتَبُ عِندَاللّه ِ صادِقا ؛ وَاعلَمْ أَنَّ الصِّدقَ مُبارَكٌ وَالكِذبَ مَشؤُومٌ .
يا عَليُّ احذَرِ الغيبَةَ وَالنَّميمَةَ ، فَإنَّ الغيبَةَ تُفطِرُ وَالنَّميمَةَ تُوجِبُ عَذابَ القَبرِ .
يا عَليُّ لا تَحلِف بِاللّه كاذِبا ولا صادِقا مِن غيرِ ضَروُرَةٍ ولا تَجعَلِ اللّه َ عُرضَةً لِيَمينِكَ ۳۲ ، فَإنَّ اللّه َ لا يَرحمُ ولا يَرعى مَن حَلَفَ بِاسمِه كاذِبا .
يا عليُّ لا تَهتَمَّ لِرِزقِ غَدٍ ، فَإنَّ كُلَّ غدٍ يأتي رِزقُهُ .
يا عليُّ إيّاكَ وَاللَّجاجَةَ ، فإنَّ أوَّلَها جَهلٌ وآخِرَها نَدامَة .
يا عليُّ عَلَيكَ بِالسِّواكِ ، فَإنَّ السِّواكَ مَطهَرةٌ لِلفَمِ وَمَرضاةٌ لِلرَّبِّ ومَجلاةٌ لِلعَين ؛ وَالخِلالُ يُحَبِّبُكَ إلَى الملائِكَة ، فَإنَّ الملائِكَةَ تَتأذّى بِريحِ فَمِ مَن لا يَتَخلَّلُ بَعدَ الطَّعام .
يا عَليُّ لا تَغضَب ، فَإذا غَضِبتَ فاقعُد وَتَفَكَّر في قُدرَةِ الرَّبِّ عَلَى العِبادِ وَحِلمِه عَنهُم ، وَإذا قيلَ لَكَ : اتَّقِ اللّه َ فَانبِذ غَضَبَكَ وَراجِع حِلمَكَ .
يا عَليُّ احتَسِب بِما تُنفِقُ عَلى نَفسِكَ تَجِدهُ عِندَ اللّه ِ مَذخُورا .
يا عَليُّ أحسِن خُلقَكَ مَعَ أهلِكَ وَجِيرانِكَ وَمَن تُعاشِرُ وَتُصاحِبُ مِنَ النّاسِ تُكتَب عِندَ اللّه ِ في الدَّرَجاتِ العُلى .
يا عَليُّ ما كَرِهتَهُ لِنَفسِكَ فَاكرَه لِغَيرِكَ وَما أحبَبتَهُ لِنَفسِكَ فَأَحبِبهُ لِأَخيكَ ، تَكُن عادِلاً في حُكمِكَ ، مُقسِطا في عَدلِكَ ، مُحَبّا ۳۳ في أهلِ السَّماءِ ، مَودُودا ۳۴ في صُدورِ أهلِ الأَرضِ ؛ احفَظ وَصِيَّتي إن شاءَ اللّه ُ تَعالى . ۳۵

1.الأعود : الأنفع .

2.المظاهرة : المعاونة ، وفي المحاسن : ج ۱ ص ۸۱ ح ۴۷ «أوثق من المشاورة» بدل «أحسن من المشاورة» .

3.زاد في المحاسن : ج ۱ ص ۸۱ ح ۴۷ «ولا ورع كالكف» قبل «ولا حسب كحسن الخلق» .

4.الفترة : الانكسار والضعف وأيضا الهدنة .

5.زاد في المحاسن : ج ۱ ص ۸۱ ح ۴۷ «وآفة الظرف الصلف» قبل «وآفة السماحة المنّ» . والسماحة : الجود .

6.زاد في المحاسن : ج ۱ ص ۸۱ ح ۴۷ «يا علي إنك لا تزال بخير ما حفظت وصيتي أنت مع الحق والحق معك» بعد «وآفة الحسب الفخر» .

7.كذا في المصدر .

8.الحلل : جمع الحلة ـ بالضم ، كقلل وقلة - وهي الثوب الساتر لجميع البدن .

9.زوره : اي زائره وقاصده .

10.تضعضع له : أي ذل وخضع له . وإنما ذلك إذا كان خضوعه لغناه .

11.كذا وسقطت لفظة «يا عليّ» من صدر الكلام . والاستيثار : الاستبداد ، يقال استأثر بالشيء : استبد به وخص به نفسه .

12.سهر : كَفرَحَ أي بات ولم ينم ليلاً . أي تركت النوم قدرا معتمدا به زيادة عن العادة في طاعة اللّه كالصلاة وتلاوة القرآن والدعاء ومطالعة العلوم الدينيّة أو في طريق الجهاد والحج والزيارات وكل طاعة للّه سبحانه .

13.المحارم جمع محرم على بناء المصدر الميمي أي ما حرم اللّه النظر إليه . وعين فاضت اي سال دمعها بكثرة .

14.الشّح : البخل والحرص .

15.لا يخفى أن الكذب حرام وارتكابه من المعاصي كسائر المحرمات ولا فرق في ذلك بينه وبين سائر المحرمات ولكن اذا دار الامر بينه وبين الاهمّ فليقدم الاهمّ حينئذ لان العقل مستقل بوجوب ارتكاب أقل القبيحين عند التزاحم كما إذا ال الأمر بانقاذ غريق إلى ارتكاب معصية مثلاً أو تزاحم الأمر بينه وبينه واجب أخر فليقدّم الاهمّ منهما وقد دلّت الادلة الاربعة ـ الكتاب والسنة والاجماع والعقل ـ عليها وهذا الكلام وما بعده من تلك الموارد .

16.في بعض نسخ الحديث (ضياعا) والمراد منهما الاتلاف والاهمال .

17.السبخة : أرض ذات ملح . يعلوها الملوحة ولا يكاد ينبت فيها نبات .

18.الصنيعة : الإحسان .

19.المتكلف : المتصنّع والمتدلّس والذي هولا يتّصف بما يترائى به في نفس الأمر .

20.أي يعاونهم . والظلمة : جمع ظالم .

21.المرائي أصله من الرياء اى المتظاهر بخلاف ما هو عليه . ونشط كسمع نشاطا ـ بالفتح ـ طابت نفسه للعمل وغيره . والكسل ـ محركة ـ التثاقل عن الشيء والفتور . وقد يكون النشاط قبل العمل وباعثا له وتارة يكون بعده وسببا لتطويله وتجويده .

22.التفريط : التقصير والتضييع ؛ كما أن الافراط تجاوز الحد من جانب الزيادة .

23.«شاخصا» أي ذاهبا . والمرمّة مصدر من رم الشي يرمّه اي أصلحه .

24.الهلال : غرّة القمر اولليلتين أو إلى ثلاث او إلى سبع ، قال الشيخ البهائى قدس سره : يمتد وقت قراءة الدعاء بامتداد وقت التسمية هلالا والاولى عدم تأخيره عن الليلة الاولى عملاً بالمتيقن المتفق عليه لغة وعرفا ، فان لم يتيسّر فعن الليلة الثانية لقول اكثر اهل اللغة بالامتداد إليها ، فان فاتك فعن الثالثة لقول كثير منهم بانها آخر لياليه .

25.ميسان : كورة معروفة بين البصرة وواسط والنسبة ميساني ـ كما في القاموس . ولعل ذكر هذه المواضع كناية عن بعد المسافة بينها .

26.كما يمكن حمل هذا الحديث والذي قبله على أنواع الحيّة وأقسامها ، كذلك يمكن حملهما على حالاتها المختلفة ولعل البيان في الحديث إشارة الى أن خبائثها مستندة إلى ذاتها الخبيثة .

27.أما لاجل التنظيف او لخواصه الطبيعية أو لغير ذلك من الامور التى خفيت علينا وعلمها عنداللّه سبحانه .

28.لما كان القمر يؤثر في الكرة الأرضية تأثيرا طبيعيا موجبا لبروز آثار في مواد الأرض فيمكن أن يؤثر في المزاج أيضا على نحو يظهر آثاره في الأولاد والاعقاب .

29.وقد وردت به السنة ويتأكد به كما فعل النبيّ صلى الله عليه و آله للحسنين عليهماالسلام حين ولادتهما .

30.المئزر : إزار يلتحف به ، الجمع مآزر .

31.نهيه صلى الله عليه و آله لأجل التشبّه وهذا العنوان أحد موجبات الحرمة في الإسلام فكل عمل كان مثل ذلك فهو حرام مادام هذا العنوان صادقا عليه وإذا لم يصدق عليه لم يكن من هذه الجهة كما سئل عن عليّ عليه السلام عن قول رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «غيّروا الشيب ولا تشبّهوا باليهود» فقال عليه السلام : «إنّما قال صلى الله عليه و آله ذلك والدين قلّ ؛ فالآن قد اتّسع نطاقه وضرب بجرانه فامرؤ وما اختار» (نهج البلاغة : الحكمة ۷۱) . والخنصر : الإصبع الصغرى .

32.العرضة : فعلة بمعنى المفعول كالقبضة يطلق لما يعرض دون الشيء .

33.في بعض النسخ : («محبّبا») .

34.مودودا أي محبوبا .

35.تحف العقول : ص ۶ ـ ۱۴ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج7
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 403574
الصفحه من 662
طباعه  ارسل الي