بعدت عنهم ـ فإنّ شظاياها سوف تصيبهم ، وأنّ دخانها سوف يدخل في أعينهم ، ونحن نجد ـ اليومَ ـ ما يعانون مع الشعب العراقيّ كلّه ، جرّاء تلك التهاونات والاستهانات بالدماء التي أريقتْ ظلماً ، والأعراض التي انتُهكتْ عدواناً ، والأموال التي بُذّرتْ وأُتلفتْ سفهاً .
وهم ـ اليوم ـ يستقبلون الغُزاة بالسلم والسلام ، فلم يجد الإمريكان والإنگليز أدنى مقاومة في مناطقهم ، فدخلوا بغداد بكلّ أمان ، بينما المقاومة ركّزتْ في الجنوب ، من أدناه إلى أقصاه .
والهدف أوّلاً: تحطيم مقوّمات الحياة ، وإبادة الشعب ، بقصف الغزاة هناك ، وبقاء المدن والبلدان الشماليّة والغربيّة سالمةً من دمار الحرب .
وثانياً: تقديم الوِلاء للغزاة ، وتعريف الجنوب بالعداء والمقاومة لهم ، معيدين بذلك تاريخهم الأسود ، الذي سجّل لهم يومَ دخول الإنگليز إلى العراق ، في ثورة العشرين قبل قرن 1920م ، حيث لم يقف في صدورهم غير الشيعة بعلمائهم وعشائرهم ، رجالاً ونساءً ، حتى إذا وصلوا بغداد فتح القوم لهم أبوابها مشرعةً ، واستقبلوهم برحابة صدر ، وكان جزاؤهم أن سلّموهم حكم العراق طوال قرن كامل ، فأرادوا أن يُعيدوا الكرّة ، ويمثّلوا نفس الدور مرّةً أخرى ، لكنّ اليوم ليس هو الأمس ، إنّ الغزاة «اعتبروا» من «العِبَر» التي حصلتْ طوال القرن الماضي ، وفي هذا القرن الحاضر ، ابتداءاً بثورة الإمام الخمينيّ ، ومروراً بما جرى في أفغانستان والعراق ، وما يجري على البقعة الإسلاميّة اليوم .
فبالرغم من الدعايات الكاذبة والمضلّلة ضدّ الشيعة والتشيّع ، والأكاذيب المكدّسة والاتّهام بالإرهاب ; فلقد اتّضح للعالم ـ اليومَ ـ براءء الشيعة من كلّ ذلك الزور ، فالإرهابيّون هم أعداء الشيعة والتشيّع ، الذين طغوا في البلاد ، وأكثروا فيها الفساد ، فصبّ عليهم ربّهم سوط عذاب الأسياد . وإنّ في ذلك لعِبْرةً ، فهلْ من مُعْتَبِر؟!