كلمة العدد
«بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء»
التحرير
بسم الله الرّحمن الرّحيم
قد لانجد عهداً بلغ فيه الإسلامُ إلى هذا الحدّ من الغربة ، بعد بدايته في مكّة; ليس بين غير أهله ، بل بين أهله ومن يدّعيه! .
واليأس والقنوط المحيطان بالمسلمين اليومَ : لعلّه أكثر وأوسع من أيّ عهد مضى! .
وشراسة الأعداء وتكشيرهم : لاريبَ أنّه أوضح وأشدّ من أيّ وقت آخر! .
وليس ذلك من قلّة في المسلمين; فإنّ تعدادهم اليومَ يبلغ أكثر من مليار نفس ، وهو ما يعادل سدس سكّان الكرة الأرضيّة ، ممّن ينتمون إلى الإسلام بالاسم والتبعيّة ، وهم يقبعون على مساحة لعلّها تبلغ ربع الكرة تلك .
ولا من قلّة في المال والثراء; فهم ينامون على آبار من الذهب الأسود ، ويملكون أراضي زراعيّةً شاسعةً على ضفاف أنهار فيّاضة كالنيل والفرات ودجلة والليطاني والعاصي ، وغيرها .