بالعلم إلاّ من خلال عموميّات من قبيل التاريخ والفقه والحديث، وإلاّ بالزيّ والبزّة واللحية، وليسوا بمستوى البحث العلميّ والنقاش في المسائل التخصّصيّة .
فكيف يحضر على الشاشة العالميّة ليمثّل المذهب !؟ أويتصدّر باسم أهله من لم يأخذ من علمه بنصيب ؟ .
إنّ قيام هؤلاء بمثل هذا العمل ـ الذي لا ينتفع منه مشاهدوه ـ إنّما هو لأغراض مبيّتة من قبل :
منها : الإعلان عن وجود الشقاق والفُرقة بين المسلمين، لأنّ تلك الحوارات تجرّ ـ كما حصل في كثير منها ـ إلى الكشف عن مساوئ الأطراف، فمثلا يُعلن فيها عن مساوئ الخلفاء الذين يقدّسهم السلفيّ من العامّة، وكذلك يؤدّي الجدال إلى التعدّي على كرامة الأئمّة المعصومين من آل محمّد (عليهم السلام) الذين يوالونهم الشيعة، وبالتالي يتبرّأ المتحاورون بعضهم عن بعض .
وبما أنّ هذا يحصل على الساحة العالميّة وشاشة القناة الفضائيّة المفتوحة على العالم، فإنّ ذلك يؤدّي إلى إشاعة التنافر بين أتباع المذهبين، وإشاعة العداوة والبغضاء والتنازع بين الأُمّة، فتذهب ريحُها وقوّتهُا وشوكتُها وهيبتُها، أمام أعدائهم من اليهود والنصارى والملحدين والعلمانيين، الذين يترصّدون لأُمّة الإسلام، ويكشّرون الأنياب للقضاء على دينهم ودُنياهم .
وهذا هو الذي حصل ـ فعلا ـ نتيجة لتلك المناقشات على قناة «المستقلّة» وعلى ساحات النقاش الانترنيتية منذ سنوات عجاف، حيث مهّدت للأمريكان وحلفائهم أن تغزو أفغانستان الإسلاميّة، ويهتكوا أعراض المسلمين، ويهلكوا الحرث والنسل .
ويقف المسلمون متفرّجين !
وأن تهاجم الحركات الإسلاميّة والمنظّمات والمؤسّسات التابعة للمسلمين في كلّ أنحاء أوروبا وأمريكا، وتصادر أموالهم باسم «الإرهاب» .