7
علوم الحديث 17

ـ كَفَرةٌ ومشركون ، ولأنّ ما عند غيرهم بدعةٌ وكفرٌ وشركٌ وضلالٌ!
أهكذا علّمهم القرآن ؟
وأهكذا هدتهم السنّة ؟
وأهكذا شرّع لهم سلفهم ؟
أن يقتلوا علماء الأُمّة ؟ ويأخذوا بالظنّة والتهمة ؟
هذا هو الذي يجري في العراق ؟
والذين يُراهنون على هؤلاء ، ويعتبرون أعمالهم مقاومةً وجهاداً ، وهم آمنون وراءَ الحدود ، ويتربّعُون على آرائك المُلك ، والإمارة ، والرئاسة ! ! !
إنّهم في غفلة عن أنّ الغربَ الذي خطّط لحكّام العراق السابقين ودعاهم إلى قتل الملايين من الشيعة ، وبكلّ صمت وهدوء بالأمس!
أُولئك هم وراء كلّ هذه الأعمال ، وهم المستفيدون من هذه الأيدي العابثة ، اليوم .
وأنّ ما جرى أمس ، وما يجري اليوم : وجهان لعملة واحدة ، مصرفُها العراقُ اليوم أوّلا ، والبلدان العربيّة والإسلامية غداً ثانياً .
فلا يتصوّر أُولئك أنّهم سينامون على رَغَد ، ويأمنون شرّ ما يبثّونه من الحقد والحَسَد، فإنّه سيردّ عليهم غداً أو بعد غَد.
فليست الشعوبُ ـ كما يحلُو للحكّام أن يكونوا ـ على غباء وعمىً وجهل بما يجري حولها من مخطّطات ومؤامرات تحاكُ بأيدي الحكّام الذين لا هَمَّ لهم سوى الحفاظ على الكراسي المهزوزة، ولو لفترة مهما كانت وجيزة.
وبأيدي أُولئك الغثاء الهمج أتباع كلّ ناعق .
ولا تجهل الشعوب ما يهدفه الغرب الصليبيّ والشرق اليهوديّ بهم وبأوطانهم بل وبدينهم من أخطار وأضرار .
إنّ الأحاديث الشريفة ـ وهي يفسّر بعضُها بعضاً ـ تؤكّدُ على أنّ طريق النجاة


علوم الحديث 17
6

وقد فسّر أهل البيت (عليهم السلام) كلمة « الغُثاء » بالذين لم يعلموا ، ولم يطلبوا العلم فليسوا من أهله .
قال الإمام الصادق (عليه السلام) : « هذه الناسُ على ثلاثة صُنُوف: عالمٌ، ومتعلّمٌ، وغثاءٌ...» الحديث ۱ .
وهم الذين سمّاهم أميرُ المؤمنين (عليه السلام) بـ« الهَمَج » فقال :
« الناسُ ثلاثةٌ : عالمٌ ربّانيٌّ ، ومتعلّمٌ على سبيل نجاة ، وهَمَجٌ رعاعٌ: أتباعُ كلّ ناعق; يميلون مع كلّ ريح ، لم يستضيئوا بِنُورِ العلمِ ، ولم يلجأوا إلى رُكْن وثيق...» الحديث ۲ .
هذه الحقيقةُ النبويّةُ الصادقةُ ، نجدُها ماثلةً أمامَنا ـ اليومَ ـ في ما يجري في العراق، الذي أصبحَ ميداناً يتجوّلُ فيه « بنو قنطوراء » ۳ يسرحُونَ ويمرحُونَ، ويستنزفُون خيراتِ البِلاد ، وفلذاتِ أكبادِ العبادِ ، بلا رادع من قانون أو دين أو إنسانيّة ، ولا مانع من خوف أو اعتراض !
وأمّا أُولئك الغُثاء الهَمَجُ الرعاعُ : فهُم منهمكُون في اغتيال العُلماء والأشراف ، وتفجير المساجد والمعابد والحسينيّات ۴ .
لكن لماذا ؟
لأنّهم تملاّوا حقداً على ما لم يعرفُوه ولم يعلمُوه ، بل لم يحبّوه ـ والإنسانُ عدوُّ ما جهل ـ فهُم قد تربَّوا على كراهية غيرهم، وغير ما عندهم ، لأنّ الآخرين ـ عندهم

1.رواه العلاّمة المجلسي (ت۱۱۱۰هـ) في بحار الأنوار (۱ / ۱۸۷) رقم (۴) باب (۲) أصناف الناس في العلم ... ، من كتاب العلم ، من طبعة إيران (۱۱۰) جزءاً.

2.رواه المجلسي، المصدر السابق الحديث (۴) عن نهج البلاغة في كلام له مع كميل النخعيّ .

3.هم الغربيّون من النصارى واليهود.

4.الأماكن المعدّة لإحياء ذكرى الإمام االحسين الشهيد ، سبط رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهي منتشرة في محلاّت الشيعة ومراكز تجمّعهم .

  • نام منبع :
    علوم الحديث 17
عدد المشاهدين : 16130
الصفحه من 320
طباعه  ارسل الي