9
علوم الحديث 17

2 ـ ليجمعوهم لقمةً سائغةً لليهود والنصارى، في العراق، ليفتكوا بهم مرّة واحدةً ، كما فعلوا بهم في أفغانستان .
3 ـ والأخطر من ذلك أن يمرّروا على أيدي هؤلاء قتلَ العلماء والذوات الطيّبة من أصحاب الخبرات ، الذين هم معدودون في كلّ بلد .
4 ـ ومن ثمّ تشويه سمعة الإسلام والمسلمين واتّهامهم بالإرهاب والوحشيّة .
ولذلك نقول لهؤلاء :
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الاَْمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) سورة الحديد (57 / الآية 4) .
وأمّا الذين كانوا ضحايا الحكم الظالم البائد ، وأصبحوا اليوم كذلك ضحايا الغثاء والهمج ، وقاسَوا الأمَرَّيْنِ في الفترتينِ ، وقاوموا دُعاة التفرقة والشقاق بين المسلمين ، فنقول لهم :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)سورة آل عمران (3 / الآية 200).
التحرير


علوم الحديث 17
8

من كلّ هذه المآسي ، والخروج من كلّ هذه المآزق هو : اللجوء إلى العلم والمعرفة .
لا العلم الذي جاء به الغرب وملأ به عقول أولاد المسلمين في الجامعات والمعاهد السائرة على منهاج الغربيين ومعارفهم .
ولا العلم كما افتعله الحشويّة السلفيّة ممّا يربّي الحقد ويؤكّد الكراهية ، ويكنزها في نفوس الطلاّب والمتعلّمين .
بل العلم الذي جاء به القرآن الكريم ، والسنّة النبويّة السليمة المدعومة بالحجج المعقولة ، والسيرة الإنسانيّة الفاضلة ، والتي عليها إجماع الأُمّة الإسلاميّة بكلّ طوائفها وفرقها ، ومذاهبها ، اليوم .
إنّ الاتّحاد بين المسلمين المتمثّل في « الشهادتين » : « أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ » و « أنّ محمّداً رسولُ الله » اللتين بهما حُقنت الدماءُ والأعراضُ والأموالُ ، هو المنطلقُ والأصلُ الجامع للكلمة على التقوى.
وكذلك الضرورات المجمع عليها بين المسلمين ـ بكلّ فرقهم وطوائفهم ومذاهبهم وشعوبهم ـ وهي : « الصلاة والصوم والزكاة والحجّ » هي الكاشفةُ عن الالتزام الدينيّ ، وواحدةٌ منها تكفي ; فضلا عنها كلّها .
ولو علم المسلمون هذه الحقيقة واستيقنتها أنفسُهم :
لقطعوا الألسنَ التي تلوكُ بالفرقة وتبثُّ الشقاق .
ولقطعوا الأصابع التي تكتبُ الزيف، والأيدي التي تنشر الباطل ضدّ المسلمين ممّن ليس على هواها .
إنّ كلمتنا الأخيرة :
للمسلمين الذين فتحتْ حكوماتُهم أبواب بلادهم للخروج إلى العراق ، أن لا يغترّوا بعناوين الجهاد وما شابه من الأسماء المقدّسة ، لأنّ الحكّام يهدفون إلى :
1 ـ التخلّص من هذه العناصر المتحمّسة للدين، ليبعدوا خطرهم عن أنفسهم في أوطانهم .

  • نام منبع :
    علوم الحديث 17
عدد المشاهدين : 16128
الصفحه من 320
طباعه  ارسل الي