ولادته :
في عام ثلاث عشرة أو أربع عشرة وألف ، وفي «جبع» إحدى قرى جبل عامل ۱ ، أشرق ذلك الكوكب المضيء ، وأطلّ على الدنيا بوجه باسم ، ملأ قلب أبويه محبّة وأملاً ، فمنحاه اسم «عليّ» ، ولم يطل الوقت كثيرا حتّى برزت فيه ملامح النبوغ والذكاء.
قرية جُبَع :
«جبع» اسم عبراني معناه التلّ ، وتسمّى أحيانا «جباع» بالمدّ ، وتعرف ب «جبع الحلاوة» تمييزا لها عن «جبع الشوق» في جبل لبنان ، و«جبع بنيامين» في فلسطين. ۲
وهي تقع في أقصى شمال لبنان ، وتعتبر من أنزه البلاد وأطيبها هواءً ، وأعذبها ماءً ، وأكثرها وألذّها ثمارا ، فكانت هي و«جزّين» و«مشغرى» مجمع علماء جبل عامل وطلاّبها .
ولا ريب في أنّ للبيئة الجغرافية المناسبة ، والهواء المعتدل الذي كانت تتّصف به تلك المنطقة ، وجمال الطبيعة ، وكثرة الينابيع ، وانتشار الزهور والخضرة ، ووفرة الثمار اللذيذة ، الأثر الكبير في بروز علماء كبار أمثال الحرّ العاملي والشيخ البهائي
والشهيد الثاني ، وأولاده الذين تألّقوا في سماء العلم والأدب ، كالمترجم الذي نشأ وتربّى في تلك البلاد الطيّبة ، ولكن للأسف لم يكتب له البقاء طويلاً في ذلك الموطن الذي احتضنه ، وفتح عينيه فيه ، بل جرت ظروف قاسية أدّت به إلى الانتقال إلى أصفهان ، كما سيأتيك إن شاء اللّه تعالى.