۰.وقال عليه السلام : «من أخذ دينَه من كتاب اللّه وسنّة نبيّه صلوات اللّه عليه وآله، زالت الجبالُ قبلَ أن يزولَ ، ومن أخذ دينَه من أفواه الرجالِ ، رَدَّتْه الرجالُ» .
قوله عليه السلام : (مَن أخَذَ دينَه مِن كتابِ اللّه ِ وسُنّةِ نبيِّه صلوات اللّه عليه وآله ، زالَتِ الجِبالُ قبلَ أن يَزولَ ، ومَن أخَذَ دينَه مِن أفواه الرجال ، رَدَّتْهُ الرجالُ) . ۱
قوله عليه السلام : «زالت الجبال قبل أن يزول» نظير قوله تعالى : « لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِى سَمِّ الْخِيَاطِ »۲ فهذا ونحوه ممّا قصد فيه إثبات شيء أو نفيه بتعليقه على المحال مبالغةً في ثبوته أو نفيه وعدم تبدّله أصلاً ، فإنّ زوال الجبال لمّا كان محالاً عادة مادامت الدنيا باقية ، كان زوالها على تقديره متقدّماً على زوال هذا الدين ، فهو أثبت منها وأمكن .
ومن أخذه من أفواه الرجال بحيث كان مصدره ومأخذه أفواه الرجال فقط ، من غير أن يكون له مصدر ومأخذ غيرها من كتاب أو سنّة ، فهذا يردّه ۳ الرجال ، إمّا هؤلاء أو غيرهم ، فإنّه صادر عن مجرّد الرأي والاستحسان ونحوهما ۴ ، وهذا يتغيّر ويتبدّل ، فما أخذه عن هذا ، يزيله عنه غير هذا أو هو في وقت آخر ، بل في وقت واحد ، فلا يكون دينه ثابتاً .
والظاهر إرادة اُصول الإيمان والعقائد من الحديثين ، وإذا أُخذت الاُصول من أهلها ـ الذين هم أدلّتها ـ تبعها غيرها .
ويحتمل أن يكون المراد أنّه يكون مرتدّاً عن دينه من الرجال الذين أخذ من أفواههم دينه ولو بكونه مولوداً على الفطرة .
ويحتمل أن يكون من التردّي ، وهو الهلاك الذي أصله الوقوع من جبل أو في بئر . ولعلّ هذا أنسب .