۰.وقد يسّر اللّه ـ وله الحمد ـ تأليفَ ما سألتَ ، وأرجو أن يكونَ بحيث تَوَخّيتَ ، فمهما كان فيه من تقصير فلم تُقَصِّرْ نيّتنا في إهداء النصيحة ؛ إذ كانت واجبةً لإخواننا وأهلِ ملّتنا ، مع ما رجونا أن نكونَ مشاركين لكلّ من اقتبس منه ، وعَمِلَ بما فيه في دهرنا هذا ، وفي غابره إلى انقضاء الدنيا ؛ إذ الربّ ـ جلّ وعزّ ـ واحدٌ ، والرسولُ محمّد خاتم النبيّين ـ صلوات اللّه وسلامه عليه وآله ـ واحدٌ ، والشريعةُ واحدةٌ ، وحلالُ محمّدٍ حلالٌ وحرامُه حرامٌ إلى يوم القيامة ، ووَسَّعْنا قليلاً كتاب الحجّة وإن لم نكمِّلْه على استحقاقه ؛
قوله : (إذ الربُّ ـ جَلَّ وعَزَّ ـ واحِدٌ ، والرسولُ محمّدٌ صلى الله عليه و آله۱واحِدٌ ...) . هذا تعليل للعمل بما فيه في الدهر وفي غابره إلى انقضاء الدنيا ، فإنّ مجرّد تطاول الزمان لا يقتضي تغيّر الشريعة الواحدة ؛ لأنّ نبيّنا صلى الله عليه و آله خاتم الأنبياء ، وشريعته خاتمة الشرائع ، فأحكامه ۲ وحلاله وحرامه باقية إلى انقضاء الدنيا ، وما في هذا الكتاب من جملة ذلك .