281
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

باب بذل العلم

۱.محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن حازم ، عن طلحةَ بن زيد ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال :«قرأتُ في كتاب عليّ عليه السلام : إنَّ اللّه َ لم يَأخُذْ على الجُهّال عهدا بطلب العلم حتّى أخَذَ على العلماء عهدا ببذل العلم للجُهّال ؛ لأنَّ العلمَ كان قبلَ الجهل» .

ويمكن أن يكون التذاكر غير الدراسة ، فأفاد أنّه كالدراسة في الثواب ، وثواب الدراسة ثواب صلاة حسنة بالوصفيّة ، أي تامّة الأفعال والأقوال غير مشوبة بشيء ينافي الوصف بالحسن ؛ واللّه أعلم .

باب بذل العلم

قوله عليه السلام في حديث طلحة بن زيد : (إنّ اللّه لم يَأخُذْ على الجُهّالِ عَهْداً بطلبِ العلمِ حتّى أخَذَ على العلماء عهدا ببذل العلم للجُهّال ؛ لأنّ العلمَ كان قبلَ الجهل) .
يحتمل ـ واللّه أعلم ـ أن يكون المراد من هذا الحديث أنّ اللّه سبحانه أخذ العهد على العلماء في الميثاق أن يبذلوا العلم لمن لا يعلمه أوّلاً ، ثمّ أخذ العهد على الجُهّال بتعلّمه منهم .
ووجه تقديم الأخذ على العلماء أنّ اللّه تعالى خَلَقَ العلم قبل الجهل المقابل للعلم ، كما يدلّ عليه حديث العقل وجنوده والجهل وجنوده من أنّ اللّه تعالى خلق العقل أوّلاً ، ثمّ خلَق الجهلَ ، ثمّ أعطى العقل جنوده ، ثمّ أعطى الجهل جنوده ، ومن جملة جنود العقل العلم ، ومن جملة جنود الجهل المقابل للعقل الجهلُ المقابل للعلم ؛ فحاصله أنّ تقديم أخذ الميثاق على العلماء لتقدّم وجود العلم والعلماء . يحتمل أن يكون المراد بهم الأنبياء والأوصياء ، فيكون وجوب التعلّم على غيرهم من العلماء معلوماً من جهة اُخرى ؛ وأن يكون المراد بهم مطلق العلماء . ولعلّه أظهر .
ويحتمل أن يكون المراد أنّ اللّه تعالى أخذ العهد على العلماء أوّلاً ؛ لأنّ أوّل من علَّم العلم آدم عليه السلام ولم يكن أحد قبل خلقه ولا معه من البشر يتعلّم منه ، بل وجدوا بعد ذلك ؛ فالعلم وجد فيه عليه السلام قبل أن يوجد محلّ للجهل ، فأخذ العهد عليه بالتعليم قبل الأخذ على الجهّال بالتعلّم .
ولا بُعد في أن يكون في أخذِ العهد ۱ على آدم عليه السلام أخذ العهد على غيره من العلماء ولو بواسطة آدم ؛ فلهذا كان أخذ العهد على العلماء مقدّماً . وهو لا ينافي أخذ العهد على جميع العلماء بأيّ معنى اعتبر ؛ واللّه أعلم .
ويحتمل أن يكون المراد بأخذ العهد ۲ التكليف ، بمعنى أنّ اللّه تعالى لم يوجب التعلّم على المكلّف إلاّ بعد إيجاب التعليم على العالم ، ومقتضى الحكمة وجود العلم أو مرتبته قبل وجود الجهل أو مرتبته .
وهو كماترى ؛ واللّه أعلم بمقاصد أوليائه .

1.في «ج ، د» : «العلم» .

2.في «ألف ، ب» : «العلم» .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
280

۹.عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن فَضالةَ بن أيّوبَ ، عن عمر بن أبان ، عن منصور الصيقل ، قال :سمعتُ أبا جعفر عليه السلام يقول : «تَذاكُرُ العلْمِ دراسةٌ ، والدراسةُ صلاةٌ حَسنةٌ» .

قوله عليه السلام في حديث الصيقل : (تذاكُرُ العلمِ دِراسةٌ ، والدراسةُ صلاةٌ حَسنةٌ) .
لمّا كان التذاكر قد يظهر منه كونه أعمّ من الدراسة ، ذَكَرَ عليه السلام هذا ، أي إنّ مطلق التذاكر دراسة ، أي يترتّب عليه من الثواب ما يترتّب على الدراسة الخاصّة ، أو أنّه عليه السلام أفاد أنّ التذاكر جميعه دراسة ، لا بعضه .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    المساعدون :
    الدرایتي محمد حسین
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق/ 1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 88879
الصفحه من 715
طباعه  ارسل الي