۰.وطولُ الأمل يُنسي الآخرةَ» .
۲.محمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيلَ بن جابر ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال :«العلمُ مَقرونٌ إلى العمل ، فمَن عَلِمَ عَمِلَ ، ومن عَمِلَ عَلِمَ ، والعلمُ يَهتِفُ بالعمل ، فإن أجابَه ، وإلاّ ارتحَل عنه» .
وقوله عليه السلام : «وطول الأمل» بدون «أمّا» إن لم يكن من المواضع التي جوّز النحاة تركها واستدلّوا عليه بآيات قرآنيّة ونحوها ، فكلامه عليه السلام حجّة عليهم مع ثبوته .
وكون اتّباع الهوى صادّاً ـ أي مانعا ـ من قبول الحقّ والعمل به ظاهرٌ ، فإنّ النفس أمّارة بالسوء والشيطان مساعدٌ لها ، وكذا طول الأمل ، فإنّه معه يؤخّر الإنسان أعمال الآخرة ويسوّفها أو يذهل عنها ؛ لعدم توجّهه إليها وتذكّره إيّاها ، وذلك باعث على نسيانها ؛ واللّه أعلم .
قوله عليه السلام في حديث إسماعيل بن جابر : (العلمُ مَقرونٌ إلى العمل ، فمن عَلِمَ عَمِلَ ، ومن عَمِلَ عَلِمَ ، والعلمُ يَهتِفُ بالعمل ، فإن أجابَه ، وإلاّ ارتحلَ عنه) .
معناه ـ واللّه أعلم ـ أنّ العلم الذي ينبغي أن يسمّى علماً ما كان منضمّاً إلى العمل ؛ ولهذا عدّي ب «إلى» فلا يسمّى صاحبه عالماً إلاّ إذا عمل . ومثله العمل ، فلا يسمّى العامل عاملاً إلاّ إذا كان عمله عن علم ، وإذا حصل العلم صاحَ بالعمل وناداه وطلبه ليكون معه ، فإن أجابه إلى ذلك فهو المراد ، وبه يستقرّ العلم ويثبت وتحصل ثمرته ، وإن لم يجبه ولم يقبل أن يكون معه ، فارقَه وبقي كلّ واحد وحده ، وبقاء كلّ واحد وحده لا يسمّى من كان محلاًّ له عالماً ولا عاملاً ؛ هذا الذي يقتضيه السياق . ويحتمل بعيداً رجوع ضمير «عنه» إلى «العالم» المفهوم من المقام ، أو إلى «من علم» والمعنى حينئذٍ أنّ علم العالم يطلب العمل ليكون معه ، فإن أجابه إلى ذلك ، وإلاّ فارَقَ ذلك العلم العالم بحيث لا يسمّى عالماً ؛ واللّه أعلم .