۰.على هذا الجاهلِ المتحيّرِ في جهله ، وكلاهما حائرٌ بائرٌ ، لا تَرتابوا فَتَشُكّوا ، ولا تَشُكّوا
وفي قوله عليه السلام : «المتحيّر في جهله» بعد ذكره أوّلاً تنبيهٌ على أنّه أسوأ حالاً من هذا الشخص الموصوف بما ذكر ، وفي ذكره ماليس في تركه ، كما يدركه من له دربة ببلاغة الكلام .
ولمّا ذكر عليه السلام الفرق بينهما وأنّ العالم أسوأُ حالاً ، ربما توهّم أنّ الجاهل المذكور ناجٍ في الجملة ، فنبّه عليه السلام على أنّ كلّ واحد منهما حائرٌ عن قصد سبيل الحقّ والصواب ، بائرٌ ، أي هالك ، وإن تفاوتا في ذلك ؛ واللّه أعلم .
وضمير «بغيره» يرجع إلى العلم المفهوم من العالم ، نحو : «اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ» .۱
قوله عليه السلام في هذا الحديث : (لا تَرتابوا فَتَشُكّوا ، ولا تَشُكّوا فتكفروا ، ولا تُرَخِّصوا لأنفسكم فتُدْهِنوا ، ولا تُدهنوا في الحقّ فتَخْسَروا ، وإنّ من الحقّ أن تَفَقَّهوا ، ومن الفقهِ أن لا تَغتَرَّوا ، وإنّ أنصَحَكُم لنفسه أطوَعُكم لربّه ، وأغَشَّكم لنفسه أعصاكم لربّه) .