۳.عليٌّ ، عن محمّد ، عن يونسَ ، عن أبان ، عن سليمان بن هارون ، قال :سمعت أباعبداللّه عليه السلام يقول: «ما خلَق اللّه ُ حلالاً ولاحراما إلاّ وله حَدٌّ كحدّ الدار،فما كانَ من الطريق
قوله عليه السلام في حديث سليمان بن هارون : (ما خَلَقَ اللّه ُ حَلالاً ولا حَراما إلاّ وله حَدٌّ كحدّ الدارِ ، فما كانَ مِن الطريقِ فهو من الطريق ، وما كانَ من الدارِ فهو من الدار حتّى أرشِ الخَدْشِ فما سواه ، والجَلْدَة ونصفِ الجَلْدَةِ) .
كلامهم عليه السلام لكلّ أحد بما يصل إليه فهمه وعقله ، فالتشبيه بحدّ الدار كأنّه لمقتضى حال السامع وفهمه للمشبّه به ، على أنّ حدّ الدار وحدّ الطريق ممّا فهمه ممّن يكون عارفاً بنحوه من المسائل الفقهيّة ؛ فهو مفيد للعالم وغيره ، أمّا العالم فإنّه يعلم الحدّ المقرّر شرعا ، وأمّا غير العالم فإنّه يعلم إجمالاً أنّ الدار لها حدّ والطريق له حدّ ، فالتشبيه به يفيد كلّ من سمعه منهما .
وقوله عليه السلام : «فما كان من الطريق فهو من الطريق ، وما كان من الدار فهو من الدار» إشارة في الجملة إلى مضمون ما تقدّم من أنّ حلاله صلى الله عليه و آله حلالٌ إلى يوم القيامة ، وحرامه حرام إلى يوم القيامة ؛ فالمعنى هنا أنّ الحلال لا يصير حراماً وعكسه ، كما أنّ ما كان من حدّ الطريق لا يدخل في حدّ الدار وعكسه ، فالحلال والحرام لكلّ منهما حدود يتميّز بها .
ولا ينافيه قوله عليه السلام : «حلال بيّن وحرام بيّن وشبهات بين ذلك» ۱ فإنّ المشتبه ليس ممّا عرف حدّه ، فلو عرف وظهر حدّه كان إمّا حلالاً بيّناً أو حراماً بيّناً ، ولكن قد يشتبه على غيرهم عليهم السلام . فهذا الكلام باعتبار ما يظهر لغيرهم .