في حديث [ابن] أبي يعفور ۱
قوله عليه السلام : (فليس۲شيءٌ إلاّ يبيدُ۳أو يتغيّر ...) .
أي كلّ شيء لابدّ أن يطرأ عليه شيء من هذه الأشياء ، وهي الزوال ، أو تغيّر جوهره ، أو الزوال والتغيّر معا ، أو تغيّر عوارضه كاللون والهيئة التركيبيّة والصفات ، أو تغيّر كمّيّته كالزيادة والنقصان ، إلاّ ربّ العالمين ، فإنّه بحالة واحدة ، (هو الأوَّلُ قبلَ كلِّ شيءٍ ، وهو الآخِرُ على ما لم يَزَلْ) ، أي على الحال الذي لم يطرأ عليه الزوال ، وهو الحال الذي كان عليه أوّلاً ، ولا تختلف عليه الصفات بتغيّر عوارضه ، ولا الأسماء بتغيّر جوهره كما تختلف على غيره من المخلوقات حتّى يكون أوّله غير آخِره
كالإنسان ، فإنّه كان في الأوّل ترابا ثمّ صار لحما ودما ، والأوّل الذي هوالتراب غير الآخِر الذي هو اللحم والدم ، ثمّ يصير رفاتا ورميما ، والأوّل الذي هو اللحم والدم غير الرفات والرميم ، وكذا غيره ، فإنّ البَلَحُ ۴ غير البسر ، والبسرَ غير الرطب ، والرطبَ غير التمر ، فالأسماء لمّا كانت تتبدّل بتبدّل الصفات على ما عدى اللّه ُ ، كان أوّله غير آخِره ، واللّه تعالى منزّه عن ذلك ، فأوّله عين آخره بخلاف غيره ، وآخره عين أوّله كذلك .
1.الكافي ، ج۱ ، ص۱۱۵ ، ح۵ .
2.في الكافي المطبوع : «إنّه ليس» .
3.كذا في الكافي المطبوع ، وفي بعض نسخ الكافي : «إلاّ أن يبيدَ» .
4.البَلَحُ قبل البُسر ؛ لأنّ أوّل التمر طَلْعٌ ، ثمّ خَلالٌ ، ثمّ بَلَحٌ ، ثمّ بُسرٌ ، ثمّ رُطَبٌ ، ثمّ تَمْرٌ . الصحاح ، ج۱ ، ص ۳۵۶ (بلح) .