635
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

في حديث سَلام النحّاس ۱

قوله عليه السلام : (ونحن وَجْهُ اللّه ِ الذي يَتَقَلَّبُ۲في الأرضِ بين أظْهُرِكُمْ) .
أخبر عليه السلام أنّهم وجه اللّه الذي يؤتى منه ويطاع به ، ويبقى أجره وثوابه عند فناء جميع الأشياء .
ثمّ نبّه بقوله : «يتقلّب في الأرض ...» على سهولة الوصول إليه والفوز به وعدم تعسّره ، وإنّما قال : «بين أظهركم» ، ولم يقل : «بين أيديكم» ونحوه ، للدلالة على أنّ أكثر الناس غير متوجّهين إليهم ، فهم غير متوجّهين إلى طاعة اللّه .
قوله عليه السلام : (ونَحْنُ عينُ اللّه ِ في خَلْقه) .
المعنى ـ واللّه أعلم ـ : نحن عين خلق اللّه ، أي أشرفهم في خلقه .
وقوله عليه السلام : (ويَدُهُ المبسوطَةُ ...) .
أي سببها ؛ لأنّ الرحمة لا تستحقّ إلاّ بطاعته ، وهي لاتتمّ إلاّ بطاعتهم ، فهم سبب للرحمة .
وقوله عليه السلام : (عَرَفنا مَنْ عَرَفنا ...) .
المعنى ـ واللّه أعلم ـ : عرف وجه اللّه من عرفنا ، فمن طلبه بعد معرفتنا فهو طالب للمعلوم ، فلا ريب في تحصيله إيّاه ، وجهل وجه اللّه من جهلنا ، فطالبه يكون طالبا للمجهول ، فلا يهتدي إليه أبدا .
قوله عليه السلام : (وإمامةَ المتّقين) .
أي ونحن قصد المتّقين ، أي مقصودهم ، فالمصدر هنا بمعنى المفعول .

1.كذا في بعض نسخ الكافي ، وفي المطبوع وبعض نسخ أُخرى للكافي : «النخّاس» . والرجل مجهول لم نعرفه . وهذا الحديث في الكافي ، ج۱ ، ص۱۴۳ ، ح۳ .

2.في الكافي المطبوع : «وجه اللّه نتقلّب» .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
634

باب النوادر

في حديث الحارث بن المغيرة ۱

قوله عليه السلام : (إنّما عَنى بذلك وجهه۲
الذي يُؤْتى منه)
.
أي الوجه الذي يتقرّب إليه به ، فالمعنى ـ واللّه أعلم ـ أنّ جميع الأشياء تهلك وتفنى ، إلاّ طاعة اللّه وعبادته وامتثال أوامره ونواهيه ؛ لأنّ التقرّب لا يحصل إلاّ بها ، فهي وجهه الذي يؤتى منه ، ولا ينافيه قولهم عليهم السلام الدالُّ على أنّهم وجه اللّه ؛ لأنّ المراد أنّ طاعتهم عليهم السلام وجه اللّه ؛ لأنّه لاشكّ في فنائهم الدالِّ عليه صريح القرآن وكلامهم عليهم السلام ؛ وذلك لأنّ الطاعة والعبادة وامتثال الأوامر والنواهي لا تتمّ إلاّ بطاعتهم ، فلا شكّ في أنّه لا يمكن التقرّب إلى اللّه تعالى إلاّ بطاعتهم ، فهم وجهه الذي يؤتى منه .
وكذلك يدلّ عليه قوله عليه السلام في الحديث الذي بعد هذا : (مَنْ أتَى اللّه َ بما أُمِرَ به مِنْ طاعةِ محمّدٍ صلى الله عليه و آله ، فهو الوجهُ الذي لا يَهْلِكُ)۳ ، فحصر الإتيان فيما أُمر به ، وفسّره بطاعة محمّد صلى الله عليه و آله ، ولا ريب في أنّ طاعتهم عليهم السلام طاعته ، وأنّها لاتتمّ إلاّ به ، كما أنّ طاعة اللّه لاتتمّ إلاّ بطاعة الرسول ، فمن أطاعهم فقد أطاع الرسول ، ومن أطاع الرسول فقد أطاع اللّه ، ومن أطاع اللّه تقرّب إليه ، وهو الوجه الذي لا يفنى ، بل يبقى أجره ذخيره لليوم الآخر ؛ نسأل اللّه التوفيق .

1.الكافي ، ج۱ ، ص۱۴۳ ، ح۱ .

2.في الكافي المطبوع : «وجه اللّه » بدل «وجهه» .

3.الكافي ، ج۱ ، ص۱۴۳ ، ح۲ .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    المساعدون :
    الدرایتي محمد حسین
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق/ 1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 87515
الصفحه من 715
طباعه  ارسل الي