في حديث هِشام بن سالم ۱
قوله عليه السلام : (وهل يُمْحى إلاّ ما كانَ [ثابتا] ، وهل يُثْبَتُ إلاّ ما لم يَكُنْ) .
هذا الاستفهام إنكار على من ينكر البداء ، ومعناه أنّ المحو لايكون إلاّ لما كان ، فقد كانَ شيء فمحي وأُثبت غيرُه . وأيضا لا يصدق على شيء أنّه أُثبت إلاّ بعد كونه معدوما وغير مثبت ، فكونه متجدّد ۲ بعد أن لم يكن ، وهو معنى البداء .
في حديث محمّد بن مسلم ۳
(وأنَّ اللّه َ يُقَدِّمُ ما يَشاءُ ويُؤخِّرُ ما يَشاء) .
أي ويأخذ عليه الإقرار بأنّه يقدّم ما يشاء الذي كان قضى عليه التأخير ، ويؤخّر ما يشاء الذي كان قضى عليه التقديم ؛ بقرينة أنّ التقديم لا يكون إلاّ من متأخّر ، والتأخيرَ لا يكون إلاّ من متقدّم .
في حديث حُمْران ۴
(هما أجَلانِ : أجَلٌ مَحتومٌ ، وأجَلٌ موقوفٌ) .
يأتي في حديث الفضل ما حاصله أنّ للّه علمان ۵ : علم مخزون عنده يقدّم منه ما يشاء ويؤخّر ما يشاء ، وعلم علّمه الملائكة والرسل ، وهو لابدّ من أن يكون ، فالأجل الموقوف
من العلم المختصّ به فهو موقوفٌ على فعل العبد وعلى مصلحته ، يزيد وينقص بإحسانه وإساءته ، وأجلٌ محتومٌ ، وهو الذي علمه المخلوق ، وهو الذي يؤول إليه الأمر من الزيادة والنقصان بالإحسان والإساءة ؛ واللّه أعلم ، وهذا أيضا دليل للبداء .
1.الكافي ، ج۱ ، ص۱۴۶ ، ح۲ .
2.كذا ، والصحيح : «متجدّدا» .
3.الكافي ، ج۱ ، ص۱۴۷ ، ح۳ .
4.الكافي ، ج۱ ، ص۱۴۷ ، ح۴ .
5.كذا ، والصحيح : «علمين» .