667
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

في حديث حمزة بن محمّد الطيّار ۱

قوله عليه السلام في تفسير قوله عزّ وجلّ : « وَ هَدَيْنَـاهُ النَّجْدَيْنِ »۲ : (نَجْدَ الخيرِ ونجد۳الشرِّ) .
«النجد» : الطريق الواضح المرتفع ، وقد فسّر عليه السلام الهداية في الحديث السابق بالتعريف ، وفي آخَرَ بالتبيين ، وهما يناسبان المقام ، لا الإيصال ؛ لأنّ الإيصال إلى الشيء لا يسمّى هداية ، بل إضلالاً .

في حديث عبدالأعلى ۴

قوله عليه السلام في جواب السائل : (لا ، عَلَى اللّه ِ البيانُ) .
أي إنّ اللّه تعالى لم يخلق فيها أداة ينالون بها معرفة ما أمر به وما نهى عنه من غير احتياج إلى بيان ، بل لابدّ في تحصيلهم المعرفةَ من بيانه تعالى لهم إيّاها .
ثمّ لمّا كان قوله عليه السلام : «على اللّه البيان» يدلّ على العموم ، أي على اللّه أن يبيّن لكلّ أحد ، ولا ريب في أنّ العقول والأفهام تختلف في معرفة ما بيّن ، فبعضها لها قوّة على فهم الجميع ، وبعضها على البعض ، قال عليه السلام : « لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا »۵ ، أي إلاّ ما تمكّنت وقدرت على فهمه والقيام به .
وقوله عليه السلام : « لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَآ ءَاتَـاهَا »۶ أي لم يكلّف بما لم يبيّن ؛ لأنّه مع عدم خلق أداة تحصل بها المعرفة من دون بيان وعدم البيان ، لو كلّف بالمعرفة
لزم تكليف ما لا يطاق ، « ولاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا » .
وفي هذا الحديث دلالة على نفي القبح والحسن العقليين . وما نعلمه ـ من الحسن والقبح الذي لا دليل لنا عليه ظاهرا ـ إن كان مطابقا للواقع ، فلبيانٍ شاع واشتهر ، لا لكونه منّا ؛ فليتأمّل .
باب حُجَج اللّه على خَلْقه

1.الكافي ، ج۱ ، ص۱۶۳ ، ح۴ .

2.البلد (۹۰) : ۱۰ .

3.كذا في قليل من نسخ الكافي ، وفي كثير من نسخه والمطبوع : - «نجد» .

4.الكافي ، ج۱ ، ص۱۶۳ ، ح۵ .

5.البقرة (۲) : ۲۸۶ .

6.الطلاق (۶۵) : ۷ .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
666

في حديث حمزة بن محمّد الطيّار ۱

قوله عليه السلام : (حتّى يُعَرِّفَهم ما يُرضيه وما يُسخِطُه) .
بيانٌ لقوله تعالى « حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ »۲ ؛ لأنّه إذا بيّن لهم جميع ما يسخطه ، علم أنّ غيره يرضيه ؛ لأنّه لولم يكن كذلك لم يكن بيّن لهم جميع ما يسخطه .
قوله عليه السلام : (بَيَّنَ لها ما يَأتي وما تَتْرُكُ) .
يعني أنّ المراد بإلهام التقوى بيان ما يجب فعله والإتيان به ، وبإلهام الفجور بيان ما يجب الكفّ عنه وتركه ، فقد ذكر اللازم وأراد الملزوم .
وأيضا قوله عليه السلام في تفسير قوله تعالى : « إِنَّا هَدَيْنَـاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَ إِمَّا كَفُورًا »۳
: (عَرَّفْناه إمّا آخِذا وإمّا تارِكا۴) .
فقد بيّن أنّ معنى «هديناه» عرّفناه ، وأنّ المراد بشاكر أو كفور ملزومهما ؛ لأنّ لازم الأخذ الشكر ؛ لأنّه سبب لاستحقاق جزيل النعم ، فهو نعمة ينبغي الشكر عليها ، ولازم الترك كفران هذه النعمة التي أنعم بها اللّه تعالى ، وهي الهداية وتعريف
ما يحبّ ويكره ومنع تحقّقها وظهورها .

1.الكافي ، ج۱ ، ص۱۶۳ ، ح۳ .

2.التوبة (۹) : ۱۱۵ .

3.الإنسان (۷۶) : ۳ .

4.في الكافي المطبوع : «إمّا آخذٌ وإمّا تاركٌ» .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    المساعدون :
    الدرایتي محمد حسین
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق/ 1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 88909
الصفحه من 715
طباعه  ارسل الي