83
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

۰.يَشهدُ كلُّ واحد منهما لصاحبه بالتصديق ، .........

قوله : (يَشهَدُ كلُّ واحدٍ منهما لصاحبِه بالتصديقِ) .
هذا وما بعده ممّا ينشأ عن الائتلاف الحقيقي ويترتّب عليه .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
82

۰.ومنائر رفع لهم أعلامَها ، لكي لا يَضِلّوا من بعده ، وكان بهم رؤوفا رحيما .
فلمّا انقضتْ مدّتُهُ ، واستكملتْ أيّامُه ، توفّاه اللّه وقَبَضَه إليه ، وهو عند اللّه مرضيٌّ عملُه ، وافرٌ حظُّه ، عظيمٌ خطرُهُ ، فمضى صلى الله عليه و آله وخلَّفَ في اُمّته كتابَ اللّه ، ووصيَّه أميرَ المؤمنين وإمامَ المتّقين صلوات اللّه عليه ، صاحبَيْن مؤتلفَيْن ، .........

قوله : (ومَنائرَ رَفَعَ لهم أعلامَها) .
هذا يؤ?د الأوّل ، مع عدم منافاته الثاني . ۱
ورفع أعلام المنائر ـ التي شُبّهوا عليهم السلام بها في الهداية الكاملة ـ إمّا باعتبار رفع ما بنيت عليه ، فإنّ «العلم» الجبل ونحوه ، وإذا كانت المنارة على مرتفع ، كانَتْ أكثر وأعظم هدايةً .
أو أنّ المراد بأعلامها نفسها ، وذكر الأعلام للإعلام بأنّها منصوبة للهداية .
أو أنّ المراد بالأعلام ما في رؤوسها ، وهو ما يبنى في رأس المنارة كالراية ، فإنّ العَلَم الراية أيضاً . والعَلَم العلاّمة أيضاً ؛ فيحتمل إرادة رفع علامات المنائر التي بارتفاعها تزيد الهداية والوضوح . ونحو هذا المقام قول الخنْساء :
وإنّ صَخْرا لتأتم الهُداةُ بهكأنّه عَلَم في رأسِه نارٌ۲
قوله : (عَظيمٌ خَطَرُه) بفتح الطاء المهملة ، أي قَدْره ومنزلته .
قوله : (صاحِبَيْنِ مُؤتلِفَيْنِ) أي كلّ واحد منهما مصاحبٌ للآخر ومؤتلفٌ معه ؛ لأنّ الصاحب لا يكون صاحباً إلاّ بآخر ، وقيّد الائتلاف للتنبيه على أنّ الصحبة قد تكون من غير ائتلاف ولو في الباطن .
ولمّا كانت الإمامة في كلّ عصر منحصرة في واحد ، وكان الإمام بعد النبيّ صلى الله عليه و آله أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان المقام مقام ذِكْر مَن خَلْفه من بعده على الاُمّة ، ذَكَرَه مع الكتاب ، وإلاّ فكلّ منهم عليهم السلام مصاحبٌ للكتاب بنصّ من اللّه ورسوله صلى الله عليه و آله .
والأحاديث في ذلك كثيرة ، مثل قوله صلى الله عليه و آله : «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه ، وعترتي أهل بيتي» ۳ وإخباره عليه السلام : إنّهما ۴ لن يفترقا حتّى يردا عليه الحوض ، وإنّهما حبلان ممدودان ۵ ، وإنّهما ثقلان : أكبر وأصغر ۶ ، وغير ذلك ممّا هو مذكور في محالّه .

1.في «ج» : «للثاني» .

2.بلاغات النساء ، لابن طيفور ، ص ۴۷ ؛ تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۳۴۵ ؛ التبيان ، ج ۹ ، ص ۱۶۶ ؛ مجمع البيان ، ج ۹ ، ص ۵۴ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۱۶ ، ص ۳۲ ؛ شرح نهج البلاغة ، لابن أبيالحديد ، ج۲۰ ، ص ۱۶۰ .

3.قد تواترت هذه الرواية بين العامّة والخاصّة ونشِر إلى بعض مصادره الروائية الخاصّة ، منها : بصائر الدرجات ، ص ۴۱۳ ، باب في قول رسول اللّه إنّي تارك ... ، ح ۳ ؛ الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۱۴ ، باب أدنى ما يكون به العبد مؤمنا ... ، ح ۱ ؛ الأمالي ، للصدوق ، ص ۴۱۵ ، المجلس ۶۴ ، ح ۱۵ ؛ عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج۱ ، ص ۲۲۸ ، الباب ۲۳ ، ح ۱ ؛ كمال الدين ، ج ۱ ، ص ۲۳۸ ، الباب۲۲ ، ح ۵۴ ؛ معاني الأخبار ، ص ۹۱ ، باب معنى الثقلين والعترة ، ح ۵ ؛ الأمالي ، للمفيد ، ص ۴۵ ، المجلس ۶ ، ح ۶ ؛ الإرشاد ، ج ۱ ، ص ۱۷۶ ؛ الغيبة ، للنعماني ، ص ۴۱ ، باب فيما جاء في تفسير قوله تعالى : واعتصموا بحبل اللّه جميعا ، ح۲ ؛ الأمالي ، للطوسي ، ص ۱۶۱ ، المجلس ۶ ، ح ۲۰ .

4.في «ج» : «بأنّهما» .

5.المجازات النبويّة ، للشريف الرضي ، ص ۲۱۶ ؛ العمدة ، لابن البطريق ، ص ۸۳ و۱۱۸ ؛ شرح نهج البلاغة ، لابن أبيالحديد ، ج ۹ ، ص ۱۳۳ ؛ إيمان أبيطالب ، للفخّار ، ص ۶۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۹ ، ص۶۳۰ .

6.عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲ ، ص ۳۰ ، باب ۳۱ ، ح ۴۰ ؛ كمال الدين ، ج ۱ ، ص ۲۳۴ و۲۳۸ ، باب ۲۲ ، ح۴۵ ، ۵۵ و۵۷ ؛ الاحتجاج ، ج ۱ ، ص ۶۰ ؛ رجال الكشّي ، ص ۲۱۹ ، ح ۳۹۴ .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    المساعدون :
    الدرایتي محمد حسین
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق/ 1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 109752
الصفحه من 715
طباعه  ارسل الي