87
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

۰.والاستضاءةِ بنوره ، في معادن أهل صفوته ومُصْطَفَيْ أهلِ خِيرته .
فأوضَحَ اللّه ُ بأئمّة الهدى من أهل بيت نبيّنا صلى الله عليه و آله عن دينه ، وأبلجَ بهم عن سبيل مناهجه ؛

قوله : (والاستضاء۱بنورِه في معادنِ أهلِ صَفْوَتِه) أي بالنور الذي أودعه اللّه فيهم ، وهو العلم ؛ أو النور الذي خلَقهم اللّه منه .
وقد اجتمع هذا النور بعد افتراقه في النبيّ صلى الله عليه و آله وأميرالمؤمنين عليه السلام وبعد افتراقه في فاطمة والحسنين عليهم السلام في الأئمّة عليهم السلام واحداً بعد واحد .
وإضافة «معادن أهل صفوته» بيانيّة ، و«أهل صفوته» لاميّة ، وكذا «صفوته» .
قوله : (ومُصْطَفَيْ أهلِ خِيَرَتِه) أي المصطفين من أهل خيرته .
قوله : (فأوضَحَ اللّه ُ ...) أي تَرتّب على ذلك أو تفرّع عليه وضوح الدين بهم .
قوله : (وأبْلَجَ بهم عن سبيلِ مناهِجِه۲) .
«البلوج» : الإشراق ، يقال : بلج الصبح يبلُج ـ بالضمّ ـ أي أضاء .
وضمِّن «أبلج» معنى «كشف» مع دلالته على الإضاءة ، فالمعنى : كشف بهم الظلمة مع إضاءة سبيل طرقه الواضحة الموصلة إلى رضوانه ، وهي توحيده تعالى وأحكامه .
ووضوحها بمعنى أنّها واضحة في نفسها ، غير مشوبة بشيء من ظلمة الشكّ والشبهة ، ولكنّها غير مكشوفة على العباد ؛ لحكمة التكليف ، فكَشَفَها اللّه تعالى بأهل الكشف عليهم الصلاة والسلام .

1.كذا في أكثر نسخ الكافي ، وفي بعض نسخ الكافي والمطبوع : «والاستضاءة» .

2.في حاشية «د» : «المناهج ـ جمع منهج ـ : الطريق الواضح (منه) » .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
86

۰.وولايته ، وواجبِ حقّه ، الذي أراد من استكمال دينه ، وإظهار أمره ، والاحتجاجِ بحُجَجه ،

قوله : (ووِلايَتِه) أي ولاية اللّه ، أو الإمام .
قوله : (وواجِبِ حَقِّهِ) أي حقّه واجب ، أو الواجب الذي هو حقّه . وضمير «حقّه» للّه أو للإمام .
قوله : (الذي أرادَ من استكمالِ دينِه) أي ۱ الذي أراده اللّه تعالى بقوله : « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الاْءِسْلَـامَ دِينًا »۲ . وذلك دالٌّ على وجوب طاعته وحقّه وولايته ، أو وجوب طاعة اللّه وحقّه وولايته ، وذلك الذي أراده من استكمال دينه بنَصْب أمير المؤمنين عليه السلام .
و«من» ابتدائيّة ، ويجوز كونها بيانيّة .
قوله : (وإظْهارِ أمْرِهِ) أي من اللّه بالآية وغيرها ، ومن رسول اللّه صلى الله عليه و آله بقوله : «مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ...» . ۳
والأظهر رجوع ضمير «أمره» إلى اللّه تعالى ، والمعنى : إظهار أمره بولاية عليّ بعد أن لم يكن في هذه المرتبة من الظهور على الناس ، أو إظهار أمر اللّه فيه بعد أن كان مخزوناً هذا الظهور في علمه وإرادته .
قوله : (والاحتجاجِ بحُجَجِهِ) .
هم الأئمّة عليهم السلام ، فإنّ إمامتهم أيضاً تعلم من استكمال دينه .والاحتجاج بهم التمسّكُ بهم واتّخاذهم حجّة عند اللّه ، فإنّ العباد اُمروا باتّخاذهم حجّة ليكون ذلك واجباً .
أو المعنى أنّ اللّه تعالى جَعَلَهم حجّةً له على العباد .

1.في «ج» : - «أي» .

2.المائدة (۵) : ۳ .

3.قد تواتر هذا الحديث في كتب الفريقين ونذكر بعض مصادرنا : الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۸۶ ، باب ما نصّ اللّه عزّ وجلّ ورسولُه على الأئمّة ... ، ح ۱ ؛ وص۲۹۳ ، باب الاشارة والنصّ على أميرالمؤمنين عليه السلام ح ۳ ؛ الفقيه ، ج ۱ ، ص۲۲۹ ، ح ۶۸۶ ؛ وج۲ ، ص ۵۵۹ ، ح ۳۱۴۴ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۳ ، ص ۱۴۳ ؛ ح ۳۱۷ ، وللمزيد راجع : الغدير ، ج ۱ ، ص ۱۱ .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    المساعدون :
    الدرایتي محمد حسین
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق/ 1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 109666
الصفحه من 715
طباعه  ارسل الي