111
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1

وضلالة ، كما قال عليه السلام :
ولِمَن خالَفَهُ مُخَطِّئا .

5 . إنكار ما يجهلون

وخامسة علائم ذوي الآراء غير العلمية هي إنكارهم لما يجهلونه من الحقائق ، وبقول أميرالمؤمنين علي عليه السلام :
إِنَّ الجاهِلَ . . . إذا وَرَدَ عَلَيهِ مِنَ الأَمرِ ما لايَعرِفُهُ أَنكَرَهُ وكَذَّبَ بِهِ ، وقالَ بِجَهالَتِهِ : ما أَعرِفُ هذا ، وما أَراهُ كانَ ، وما أَظُنُّ أن يَكونَ ، وأَنّى كانَ؟! ولا أَعرِفُ ذلِكَ ، لِثِقَتِهِ بِرَأيِهِ وقِلَّةِ مَعرِفَتِهِ بِجَهالَتِهِ .
كما قال عليه السلام أيضا :
لا تَرُدَّ عَلَى النّاسِ كُلَّ ما حَدَّثوكَ بِهِ ، فَكَفى بِذلِكَ جَهلاً.۱
فمثلاً : لو قيل قبل ألف عام لمصاب بداء اعتبار النفس عالما : إنّ هناك كائنات حيّةً ـ من الصغر بحيث لاتراها العين المجرّدة ـ هي سبب الأمراض الجسمية . أو قيل له : إنّ الدم يدور في الجسم ، فإن توقّف عن الدوران مات الإنسان؛ أو قيل له : إنّ المادّة تتكوّن من جزيئات صغيرة ، وكلّ جزيئة تتكوّن من ذرّات ، وفي كلّ ذرَّةٍ الكترونات تدور حول بروتونات أو نواة بسرعة مذهلة ، وإنّ الإنسان يصنع من هذه الذرّة أنواع الأسلحة المدمّرة التي تنسف الحياة في الكرة الأرضية نسفا في بضعة لحظات ، لكان قد نفاها من دون أدنى شكّ ، واعتبرها أوهاما وخرافات ، ولَزعم أنها لو كانت حقائق موجودة لكان قد عرفها بالضرورة!! وما دام لم يعرفها فهي ليست حقائق واقعية ، وكذّب من يدّعي وجودها ، فما يدع إلّا رأيا لايقوم على أساس علمي غير مطابق للواقع!!

1.راجع : ص ۳۷۶ ح ۱۰۵۱ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
110

العلم ومن العلماء الحقّ ، فلا يجيزون لأنفسهم الخروج من مخابئهم والدنوّ من العلماء الواقعيين والتنعّم بقبس من نور العلم ، مصداقا لقول الإمام عليه السلام :
فَما يَزالُ مِنَ العُلَماءِ مُباعِداً ، وعَلَيهِم زارِيا .
المتظاهرون بالعلم والمعرفة يهاجمون دائما من آراء العلماء وعقائدهم من بعيد ، فدأبُهم النَّقُّ لا النَّقد .
فالمبتلى بداء اعتبار النفس عالما ليس على استعداد ليجالس عالما ليباحثه ويناظره ويحتكم إليه في عقائده .
إنه يلقي بالرأي على عواهنه فيما يختصّ بالمبدأ أو المعاد أو ما يختصّ بالاقتصاد أو السياسية أو العدالة الاجتماعية أو إدارة شؤون الدولة وما إلى ذلك ، على أنّ رأيهُ هوالرأي الأوحد ولا غير ، ولا صحّة إلّا لما يقوله هو أو الحزب أو المجموعة أو المؤسّسة ، أمّا ما يقوله الآخَر فلا نصيب له من الصواب . حتّى إذا ما رفض المجتمع رأيه أو رأى الحزب أو الجمعية أو المؤسّسة ، شقّ العصا وتخلّف ليطلق لسانه بالنقد والنقيق .

4 . تخطئة المخالفين

و رابعة علامات داء اعتبار النفس عالما وآثاره هي أنّ المصاب لا يفتأ يخطّئ آراء الآخرين وعقائدهم .
أو بعبارة اُخرى : إنّ المبتلى بداء المعرفة الخيالية أو العلم الخيالي يعتقد أنّ مفتاح الوعي والتنوّر الفكري مُلكٌ لقبضته ، ويتصوّر أنّ على الآخرين فيما لو أرادوا أن لا يخطئوا في فهم آرائه وعقائده أن يلتزموا طريقة تفكيره ويقتفوا أثره حتّى يصلوا إلى ما وصل إليه ، فاذا لم يصلوا إلى ما وصل إليه فآراءهم وعقائدهم ، خطأ

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 239494
الصفحه من 480
طباعه  ارسل الي