حرّية العقيدة
ولا بدّ لنا قبل البحث في حرّية العقيدة توضيح معنى هذه الحرّية ، فما لم يتضّح معناها لا يتسنّى لنا الحكم بصحّتها أو عدم صحّتها .
ويمكن أن نتناول حرّية العقيدة بالتفسير من جوانب ثلاثة :
الأول : الحرّية في انتخاب العقيدة ، وتعني أنّ الإنسان حرٌّ في الاعتقاد بما يريد .
الثاني : الحرّية في التظاهر بالعقيدة ، وتعني أنّ الإنسان حرٌّ في الإفصاح عمّا اعتقده .
الثالث : الحرّية في نشر العقيدة ، وتعني أنّ الإنسان حرٌّ في نشر عقيدته والترويج لها .
وعليه ، فقد يتوجّه الحديث عن حرّية العقيدة إلى أحد هذه المعاني الثلاثة ، أو أنّه يتوجّه إليها جميعا .
والآن ـ بعد أن عرفنا معنى العقيدة ومنشأها وما ذكر في تفسير حرّية العقيدة ـ فقد حانت الفرصة لنطالع رأي العقل فيها .
حرّية العقيدة في رؤية العقل
إنّ للعقل رؤيةً ورأيا لكلّ واحدة من هذه المعاني فلا يسعه أن يحكم على كلّها حكما واحدا بصورة مطلقة لذا ينبغي أن يُدرس كلّ من هذه المعاني على حدة .
أ ـ حرّية انتخاب العقيدة
أول معاني حرّية العقيدة هو أن يكون الإنسان حرّاً في انتخاب ما يشاء من العقائد