159
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1

وتحميه من الانزلاق فكرا وعملاً. لهذا قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
العَقلُ عِقالٌ مِنَ الجَهلِ.۱

العقل في النصوص الإسلامية

قال المحدّث الكبير الشيخ الحرّ العاملي رضوان اللّه تعالى عليه في نهاية باب «وجوب طاعة العقل ومخالفة الجهل» حول معاني العقل ما يلي:
«العقل يطلق في كلام العلماء والحكماء على معانٍ كثيرة ۲ ، وبالتتبّع يعلم أنّه يطلق في الأحاديث على ثلاثة معانٍ :
أحدها : قوة إدراك الخير والشرّ والتمييز بينهما، ومعرفة أسباب الاُمور، ونحو ذلك، وهذا هو مناط التكليف.
وثانيها : حالة وملكة تدعو إلى اختيار الخير والمنافع واجتناب الشرّ والمضارّ.
وثالثها : التعقّل بمعنى العلم، ولذا يقابَل بالجهل لا بالجنون . وأحاديث هذا الباب وغيره أكثرها محمول على المعنى الثاني والثالث، واللّه أعلم». ۳
أقول: يتّضح من خلال التتبّع والتأمّل في الموارد التي استخدمت فيها كلمة «العقل» ومرادفاتها في النصوص الإسلامية أنّ هذه الكلمة تطلق على مبدأ إدراكات الإنسان تارة، وتطلق على النتيجة الحاصلة من إدراكاته تارة اُخرى. كما وأنّ لكلّ واحد من هذين المعنيين استخدامات مختلفة، منها:

1.راجع : ص ۲۵۰ ح ۳۱۶ .

2.راجع كتاب نهاية الحكمة، تحقيق مؤسسة النشر الإسلامي: ص ۳۰۵، ۳۰۸، كشف المراد: ص ۲۳۴، ۲۴۵، بحار الأنوار: ج ۱ ص ۹۹ ـ ۱۰۱.

3.وسائل الشيعة، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام : ج ۱۵ ص ۲۰۸، ۲۰۹.


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
158

الحياة، وأجمل حلية يتحلّى بها الإنسان. ۱
العقل أثمن ثروة، وأفضل صديق ومرشد ، وأحسن معاقل أهل الإيمان. ۲
يرى الإسلام أنّ العلم بحاجة إلى العقل؛ لأنّ العلم بلا عقل مضرّة، ومن زاد علمه على عقله كان وبالاً عليه. ۳
وخلاصة القول هي أنّ الإسلام يرى أنّ السبيل الوحيد للتكامل المادي والمعنوي، وإعمار الحياة الدنيا والآخرة، والوصول إلى مجتمع إنساني أفضل، وتحقيق الغاية السامية للإنسانية ، يكمن في التفكير السليم الصائب، وكلّ المآسي والنكبات التي مُنيت بها البشرية جاءت كنتيجة للجهل وعدم تسخير طاقة الفكر، ولهذا يعترف أصحاب العقائد الباطلة يوم القيامة عند الحساب بأسباب ما حلّ بهم من البلاء، قائلين:
«لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِى أصْحَـبِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقا لِّأَصْحَـبِ السَّعِيرِ» . ۴

العقل في اللغة

أصل العقل في اللغة بمعنى المنع والحجر والنهي والحبس؛ كعقل البعير بالعقال لمنعه من الحركة ۵
، ولدى الإنسان قوّة تسمّى بالعقل ، وهي التي تصونه من الجهل

1.راجع : ص ۱۸۹ «الفصل الثانى : قيمة العقل» .

2.راجع : ص ۱۸۹ «الفصل الثانى: قيمة العقل» .

3.الملك: ۱۰ و ۱۱.

4.راجع : النهاية : ج ۵ ص ۲۱۳۹ ، الصحاح : ج ۵ ص ۱۷۶۹ ، المصباح المنير : ص ۴۲۲ ـ ۴۲۳ ، معجم مقاييس اللّغة : ج ۴ ص ۶۹، المفردات للرّاغب : ص۵۷۷ ـ ۵۷۸ ، التعريفات للجرجاني : ص ۶۵ ، كتاب العين للخليل : ص ۵۶۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 199131
الصفحه من 480
طباعه  ارسل الي