291
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1

يا هِشامُ ! قَليلُ العَمَلِ مِنَ العاقِلِ مَقبولٌ مُضاعَفٌ ، وكَثيرُ العَمَلِ مِن أهلِ الهَوى وَالجَهلِ مَردودٌ. ۱

5 / 6

صِفاتُ اُولِي النُّهى

الكتاب

« الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدا وَ سَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَ أنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أزْوَ جا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى * كُلُواْ وَ ارْعَوْاْ أنْعَـمَكُمْ إنَّ فِى ذَ لِكَ لَايَـتٍ لِّأُوْلِى النُّهَى » . ۲

« أفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِى مَسَـكِنِهِمْ إنَّ فِى ذَ لِكَ لَايَـتٍ لِّأُوْلِى النُّهَى » . ۳

الحديث

۶۰۹.الإمام الباقر عليه السلام :قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : إنَّ خِيارَكُم اُولُو النُّهى . ۴
قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ، ومَن اُولُو النُّهى ؟
قالَ : هُم اُولُو الأَخلاقِ الحَسَنَة وَالأَحلامِ الرَّزينَةِ وصِلَةِ الأَرحامِ ، وَالبَرَرَةُ بِالاُمَّهاتِ وَالآباءِ ، وَالمُتَعاهِدونَ ۵ لِلفُقَراءِ وَالجيرانِ وَاليَتامى ، ويُطعِمونَ الطَّعامَ ، ويُفشونَ السَّلامَ فِي العالَمِ ، ويُصَلّونَ وَالنّاسُ نِيامٌ غافِلونَ. ۶

1.تحف العقول : ص ۳۸۶ ، الكافي : ج ۱ ص ۱۶ ح ۱۲ نحوه وفيه «دليل العقل» بدل «دليل العاقل» و «قليل العمل من العالم» بدل «قليل العمل من العاقل» وكلاهما عن هشام بن الحكم ، بحار الأنوار : ج ۱ ص ۱۳۸ ح ۳۰ .

2.طه : ۵۳ و ۵۴ .

3.طه : ۱۲۸ .

4.النُّهى : هي العقول والألباب ، واحدتُها نُهْيَة ، بالضمّ ؛ سُمّيت بذلك لأنّها تنهى صاحبها عن القبيح (النهاية: ج ۵ ص ۱۳۹) .

5.في الطبعة المعتمدة : «المتعاهدين» والتصحيح من وسائل الشيعة (ج ۱۵ ص ۱۹۱ ح ۲۰۲۴۹) و بحار الأنوار .

6.الكافي : ج ۲ ص ۲۴۰ ح ۳۲ ، بحار الأنوار : ج ۶۰ ص ۷۱ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
290

يا هِشامُ ، ما بَعَثَ اللّهُ أنبِياءَهُ ورُسُلَهُ إلى عِبادِهِ إلّا لِيَعقِلوا عَنِ اللّهِ ، فَأَحسَنُهُمُ استِجابَةً أحسَنُهُم مَعرِفَةً للّهِِ ، وأعلَمُهُم بِأَمرِ اللّهِ أحسَنُهُم عَقلًا ، وأعقَلُهُم أرفَعُهُم دَرَجَةً فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ .
يا هِشامُ ، ما مِن عَبدٍ إلّا ومَلَكٌ آخِذٌ بِناصِيَتِهِ ، فَلا يَتَواضَعُ إلّا رَفَعَهُ اللّهُ ولا يَتَعاظَمُ إلّا وَضَعَهُ اللّهُ .
يا هِشامُ ، إنَّ للّهِِ عَلَى النّاسِ حُجَّتَينِ حُجَّةً ظاهِرَةً وحُجَّةً باطِنَةً ، فَأَمَّا الظّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ وَالأَنبِياءُ وَالأَئِمَّةُ ، وأمَّا الباطِنَةُ فَالعُقولُ .
يا هِشامُ ، إنَّ العاقِلَ الَّذي لا يَشغَلُ الحَلالُ شُكرَهُ ولا يَغلِبُ الحَرامُ صَبرَهُ .
يا هِشامُ ، مَن سَلَّطَ ثَلاثا عَلى ثَلاثٍ فَكَأَنَّما أعانَ هَواهُ عَلى هَدمِ عَقلِهِ : مَن أظلَمَ نورَ فِكرِهِ بِطولِ أمَلِهِ ، ومَحا طَرائِفَ حِكمَتِهِ بِفُضولِ كَلامِهِ ، وأطفَأَ نورَ عِبرَتِهِ بِشَهَواتِ نَفسِهِ ، فَكَأَنَّما أعانَ هَواهُ عَلى هَدمِ عَقلِهِ ، ومَن هَدَمَ عَقلَهُ أفسَدَ عَلَيهِ دينَهُ ودُنياهُ .
يا هِشامُ ، كَيفَ يَزكو عِندَ اللّهِ عَمَلُكَ وأنتَ قَد شَغَلتَ عَقلَكَ عَن أمرِ رَبِّكَ وأطَعتَ هَواكَ عَلى غَلَبَةِ عَقلِكَ ؟!
يا هِشامُ ، الصَّبرُ عَلَى الوَحدَةِ عَلامَةُ قُوَّةِ العَقلِ ، فَمَن عَقَلَ عَنِ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالَى اعتَزَلَ أهلَ الدُّنيا وَالرّاغِبينَ فيها ، ورَغِبَ فيما عِندَ رَبِّهِ [ وكانَ اللّهُ] آنِسَهُ فِي الوَحشَةِ ، وصاحِبَهُ فِي الوَحدَةِ ، وغِناهُ فِي العَيلَةِ ، ومُعِزَّهُ في غَيرِ عَشيرَةٍ .
يا هِشامُ ، نُصِبَ الخَلقُ لِطاعَةِ اللّهِ ، ولا نَجاةَ إلّا بِالطّاعَةِ ، وَالطّاعَةُ بِالعِلمِ ، وَالعِلمُ بِالتَّعَلُّمِ ، وَالتَّعَلُّمُ بِالعَقلِ يُعتَقَدُ ، ولا عِلمَ إلّا مِن عالِمٍ رَبّانِيٍّ ، ومَعرِفَةُ العالِمِ بِالعَقلِ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 199163
الصفحه من 480
طباعه  ارسل الي