37
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1

النّاسُ اثنانِ وما عَدا ذلِكَ هَمَجٌ رعاعٌ.۱
وقد يعبّر بـ «غُثَاء» كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام :
النّاسُ ثَلاثَةٌ: عالِمٌ ومُتَعَلِّمٌ وغُثاءٌ.۲
وقد يعبّر بـ «إمَّعة» كما في النهاية في غريب الحديث :
فيه : «أُغدُ عالِما أو مُتَعَلِّما ولا تَكُن إِمَّعَةً». الإمَّعَة بكسر الهمزة وتشديد الميم ـ الذي لا رأي له ، فهو يتابع كلّ أحد على رأيه . والهاء فيه للمبالغة. ويقال فيه «إمَّعَ» أيضا.۳
بعبارة اُخرى : تطلق كلمة «إمّعة» في العربية على كلّ من لا يتمتّع بالاستقلال الفكري ولا يرى لنفسه حقَّ التفكير والإدلاء برأيه ، فعينُه واُذنه مرتهنتان بأقلام الآخرين وألسنتهم فيما يكتبون وما يقولون ، فيبقى هو وأمثاله دائما على انتظار لتلقّي ما يمليه مُنَظّر الحزب أو رئيس المنظّمة ، أو يتبعون غالبيّة الناس في طريقة تفكيرهم وعملهم .
فالإمّعة : هو مَن لا يحمل نفسه على التفكير والتحقيق فيما يكتبه أو يقوله الآخرون .
وهذه الأحاديث وصية للناس ، توصي الناس في اعتقاداتهم بأن يكونوا علماء أو متعلّمين ولا يكونوا مقلّدين ، وهذا من وجهة نظر الإسلام يعني : إمَّا أن يتأكّد الإنسان من أنّ معتقداته صحيحة وأنها حقّة ومطابقة للواقع ، وإمَّا أن يمارس التحقيق ويسعى لطلب العلم والمعرفة ، أمَّا أن يبقى إمَّعةً فهذا مالا يجوز له ، إذ ينبغي له أن لا يتّبع الآخرين ، يقلّدهم في عقائدهم ونظريّاتهم بدون تحقيق .

1.راجع : ج ۲ ص ۲۱۹ ح ۲۰۹۴.

2.راجع : ج ۲ ص ۲۲۰ ح ۲۱۰۸.

3.النهاية : ج ۱ ص ۶۷ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
36

فيردّ القرآن عليهم في آخر الآية مشيراً إلى العقل وحكمه الصريح الجليّ بقوله :
«أوَ لَوْ كَانَ ءَابَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْـئا وَ لَا يَهْتَدُونَ» . ۱
أي : أمنطقيّ ما تدّعون؟ وهل يقبل العقل هذا الجواب؟ وهل عليهم أن يقلّدوا آباءهم تقليدا أعمى، ولو كان آباؤهم قد اتّبعوا شيئا بلاتعقّل واختاروا عقيدةً بلا فهم، فيحذون حذوهم صمًّا بكما عميانا؟! ۲

التقليد في العقائد من منظور الحديث

تطلق كلمة «إمَّعة» في لغة الحديث على من لا رأي له بل يقتدي بآراء غيره لا على سبيل التحقيق بل على سبيل التقليد .

لا تكن إمّعَة

إنّ الإنسان، من منظار الإسلام، إمّا عليه أن يعرف الحقيقة أو أن يُحاول كشفها، ولايعملْ عملاً بلا علمٍ فيهلك ۳
، فقد اُثِرَ عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال:
ما مِن أَحدٍ إلّا عَلى بابِهِ مَلَكانِ، فَإِذا خَرَجَ قالا: أُغدُ عالِما أَو مُتَعَلِّما ولا تَكُنِ الثّالِثَ.۴
وقد يعبّر في الأحاديث الإسلاميّة عمّن ليس بعالم ولا متعلّم بـ «الهمج الرعاع» كما جاء في الحديث النبوي :

1.البقرة : ۱۷۰ .

2.لمزيد من التعرّف على الآيات المشابهة راجع سورة : الأعراف : ۲۸ و ۷۰ و ۷۱ ، ويونس : ۷۸ ، والأنبياء : ۵۳ و ۵۴ ، والشعراء : ۷۴ و ۷۷ ، ولقمان : ۲۱ ، والزخرف : ۲۲ و ۲۴ ، والمؤمنون : ۶۸ ، والصافّات : ۶۹ ، ويوسف : ۴۰ ، والنجم : ۲۳ ، وهود : ۶۲ و ۸۷ .

3.راجع : ج ۲ ص ۲۱۸ «التحذير من ترك التعلم».

4.راجع : ج ۲ ص ۲۱۸ ح ۲۰۸۹.

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 199148
الصفحه من 480
طباعه  ارسل الي