فيردّ القرآن عليهم في آخر الآية مشيراً إلى العقل وحكمه الصريح الجليّ بقوله :
«أوَ لَوْ كَانَ ءَابَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْـئا وَ لَا يَهْتَدُونَ» . ۱
أي : أمنطقيّ ما تدّعون؟ وهل يقبل العقل هذا الجواب؟ وهل عليهم أن يقلّدوا آباءهم تقليدا أعمى، ولو كان آباؤهم قد اتّبعوا شيئا بلاتعقّل واختاروا عقيدةً بلا فهم، فيحذون حذوهم صمًّا بكما عميانا؟! ۲
التقليد في العقائد من منظور الحديث
تطلق كلمة «إمَّعة» في لغة الحديث على من لا رأي له بل يقتدي بآراء غيره لا على سبيل التحقيق بل على سبيل التقليد .
لا تكن إمّعَة
إنّ الإنسان، من منظار الإسلام، إمّا عليه أن يعرف الحقيقة أو أن يُحاول كشفها، ولايعملْ عملاً بلا علمٍ فيهلك ۳
، فقد اُثِرَ عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال:
ما مِن أَحدٍ إلّا عَلى بابِهِ مَلَكانِ، فَإِذا خَرَجَ قالا: أُغدُ عالِما أَو مُتَعَلِّما ولا تَكُنِ الثّالِثَ.۴
وقد يعبّر في الأحاديث الإسلاميّة عمّن ليس بعالم ولا متعلّم بـ «الهمج الرعاع» كما جاء في الحديث النبوي :
1.البقرة : ۱۷۰ .
2.لمزيد من التعرّف على الآيات المشابهة راجع سورة : الأعراف : ۲۸ و ۷۰ و ۷۱ ، ويونس : ۷۸ ، والأنبياء : ۵۳ و ۵۴ ، والشعراء : ۷۴ و ۷۷ ، ولقمان : ۲۱ ، والزخرف : ۲۲ و ۲۴ ، والمؤمنون : ۶۸ ، والصافّات : ۶۹ ، ويوسف : ۴۰ ، والنجم : ۲۳ ، وهود : ۶۲ و ۸۷ .
3.راجع : ج ۲ ص ۲۱۸ «التحذير من ترك التعلم».
4.راجع : ج ۲ ص ۲۱۸ ح ۲۰۸۹.