407
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1

الأَمرُ ، وضاقَ المَخرَجُ ، وعَمِيَ المَصدَرُ ، فَالهُدى خامِلٌ ، وَالعَمى شامِلٌ . عُصِيَ الرَّحمنُ ، ونُصِرَ الشَّيطانُ ، وخُذِلَ الإِيمانُ ، فَانهارَت دَعائِمُهُ ، وتَنَكَّرَت مَعالِمُهُ ، ودَرَسَت سُبُلُهُ ، وعَفَت شُرُكُهُ . أطاعُوا الشَّيطانَ فَسَلَكوا مَسالِكَهُ ، ووَرَدوا مَناهِلَهُ ، بِهِم سارَت أعلامُهُ ، وقامَ لِواؤُهُ ، في فِتَنٍ داسَتهُم بِأَخفافِها ، ووَطِئَتهُم بِأَظلافِها ، وقامَت عَلى سَنابِكِها. ۱ فَهُم فيها تائِهونَ حائِرونَ جاهِلونَ مَفتونونَ ، في خَيرِ دارٍ وشَرِّ جيرانٍ . نَومُهُم سُهودٌ وكُحلُهُم دُموعٌ ، بِأَرضٍ عالِمُها مُلجَمٌ وجاهِلُها مُكرَمٌ. ۲

۱۱۸۰.عنه عليه السلام :أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهَ ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ونَجيبُهُ وصَفوَتُهُ . لا يُؤازى فَضلُهُ ، ولا يُجبَرُ فَقدُهُ . أضاءَت بِهِ البِلادُ بَعدَ الضَّلالَةِ المُظلِمَةِ ، وَالجَهالَةِ الغالِبَةِ ، وَالجَفوَةِ الجافِيَةِ ، وَالنّاسُ يَستَحِلّونَ الحَريمَ ويَستَذِلّونَ الحَكيمَ ، يَحيَونَ عَلى فَترَةٍ ويَموتونَ عَلى كَفرَةٍ. ۳

۱۱۸۱.عنه عليه السلام :إنَّ اللّهَ تَعالى بَعَثَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله وأنتُم مَعاشِرَ العَرَبِ عَلى شَرِّ حالٍ ، يَغذو أحَدُكُم كَلبَهُ ، ويَقتُلُ وَلَدَهُ ، ويُغيرُ عَلى غَيرِهِ فَيَرجِعُ وقَد اُغيرَ عَلَيهِ ، تَأكُلونَ العِلهِزَ ۴ وَالهَبيدَ ۵ وَالمَيتَةَ وَالدَّمَ ، تُنيخونَ عَلى أحجارٍ خُشنٍ وأوثانٍ مُضِلَّةٍ ، وتَأكُلونَ الطَّعامَ الجَشِبَ ، وتَشرَبونَ الماءَ الآجِنَ ، تَسافَكونَ دِماءَكُم ويَسبي بَعضُكُم بَعضا. ۶

۱۱۸۲.عنه عليه السلامـ مِن رِسالَتِهِ إلى أصحابِهِ بَعدَ مَقتَلِ مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ ـ: إنَّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله

1.السُنْبك : طرف مقدّم الحافر ، الجمع سنابك (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۸۸۹) .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۲۱۷ ح ۴۹ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۵۱ ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۲۲۱ ح ۵۶ .

4.العلهز: يتّخذونه في سنيالمجاعة، يخلطون الدم بأوبار الإبل ثمّ يشوونه بالنار ويأكلونه (النهاية: ج ۳ ص ۲۹۳) .

5.الهبيد : الحنظل يُكسر ويستخرج حبّه ويُنقع لتذهب مرارته ويتّخذ منه طبيخ يؤكل عند الضرورة (النهاية: ج ۵ ص ۲۳۹) .

6.كشف المحجّة : ص ۲۳۶ نقلًا عن الكليني في الرسائل ، بحار الأنوار : ج ۳۰ ص ۸ ح ۱ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
406

فَترَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ، وطولِ هَجعَةٍ ۱ مِنَ الاُمَمِ ، وَانبِساطٍ مِنَ الجَهلِ ، وَاعتِراضٍ مِنَ الفِتنَةِ ، وَانتِقاضٍ مِنَ المُبرَمِ ۲ ، وعَمًى عَنِ الحَقِّ ، وَاعتِسافٍ ۳ مِنَ الجَورِ ، وَامتِحاقٍ مِنَ الدّينِ ، وتَلَظٍّ (ي) مِنَ الحُروبِ ، عَلى حينِ اصفِرارٍ مِن رِياضِ جَنّاتِ الدُّنيا ، ويُبسٍ مِن أغصانِها ، وَانتِثارٍ مِن وَرَقِها ، ويَأسٍ مِن ثَمَرِها ، وَاغوِرارٍ مِن مائِها ، قَد دَرَسَت أعلامُ الهُدى ، فَظَهَرت أعلامُ الرَّدى .
فَالدُّنيا مُتَهَجِّمَةٌ في وُجوهِ أهلِها مُكفَهِرَّةٌ ۴ ، مُدبِرَةٌ غَيرُ مُقبِلَةٍ ، ثَمَرَتُهَا الفِتنَةُ ، وطَعامُهَا الجيفَةُ ، وشِعارُهَا الخَوفُ ، ودِثارُهَا السَّيفُ ، مُزِّقتُم كُلَّ مُمَزَّقٍ وقَد أعمَت عُيونَ أهلِها ، وأظلَمَت عَلَيها أيّامُها ، قَد قَطَعوا أرحامَهُم ، وسَفَكوا دِماءَهُم ، ودَفَنوا فِي التُّرابِ المَوؤودَةَ بَينَهُم مِن أولادِهِم ، يَجتازُ دونَهُم طيبُ العَيشِ ورَفاهِيَةُ خُفوضِ الدُّنيا . لا يَرجونَ مِنَ اللّهِ ثَوابا ، ولا يَخافونَ وَاللّهِ مِنهُ عِقابا . حَيُّهُم أعمى نَجِسٌ ، ومَيِّتُهُم فِي النّارِ مُبلِسٌ ۵ ، فَجاءَهُم بِنُسخَةِ ما فِي الصُّحُفِ الاُولى ، وتَصديقِ الَّذي بَينَ يَدَيهِ ، وتَفصيلِ الحَلالِ مِن رَيبِ الحَرامِ. ۶

۱۱۷۹.عنه عليه السلام :أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ، أرسَلَهُ بِالدّينِ المَشهورِ ... وَالنّاسُ في فِتَنٍ اِنجَذَمَ فيها حَبلُ الدّينِ ، وتَزَعزَعَت سَوارِي ۷ اليَقينِ ، وَاختَلَفَ النَّجرُ ۸ ، وتَشَتَّتَ

1.أي على طول مُدّة من بعد الاُمم السالفة ، والهجعة قد يراد بها : الغفلة والجهل والموت (مجمع البحرين: ج ۳ ص ۱۸۶۲) .

2.أبرم الأمر : أي أحكمه ، ومنه القضاء المبرم (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۱۴۵) .

3.العَسْف : الأخذ على غير الطريق ، والظلم (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۲۱۵).

4.مكفهرّ : أي عابس قطوب (النهاية : ج ۴ ص ۱۹۳) .

5.المُبْلِس : الساكت من الحزن أو الخوف (النهاية : ج ۱ ص ۱۵۲) .

6.الكافي : ج ۱ ص ۶۰ ح ۷ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام ، تفسير القمّي : ج ۱ ص ۲ وراجع نهج البلاغة : الخطبة ۸۹ .

7.السارية : الاُسطوانة والجمع سوارٍ (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۸۴۳) .

8.النجر : الطبع والأصل (النهاية : ج ۵ ص ۲۱) .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 195401
الصفحه من 480
طباعه  ارسل الي