409
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1

جَداوِلَ نَعيمِها ، وَالتَفَّتِ المِلَّةُ بِهِم في عَوائِدِ بَرَكَتِها ، فَأَصبَحوا في نِعمَتِها غَرِقينَ ، وفي خُضرَةِ عَيشِها فَكِهينَ .
قَد تَرَبَّعَتِ الاُمورُ بِهِم في ظِلِّ سُلطانٍ قاهِرٍ ، وآوَتهُمُ الحالُ إلى كَنَفِ عِزٍّ غالِبٍ ، وتَعَطَّفَتِ الاُمورُ عَلَيهِم في ذُرى ۱
مُلكٍ ثابِتٍ . فَهُم حُكّامٌ عَلَى العالَمينَ ، ومُلوكٌ في أطرافِ الأَرَضينَ . يَملِكونَ الاُمورَ عَلى مَن كانَ يَملِكُها عَلَيهِم ، ويُمضونَ الأَحكامَ فيمَن كانَ يُمضيها فيهِم ! لا تُغمَزُ ۲ لَهُم قَناةٌ ، ولا تُقرَعُ لَهُم صَفاةٌ ۳ ألا وإنَّكُم قَد نَفَضتُم أيدِيَكُم مِن حَبلِ الطّاعَةِ ، وثَلَمتُم حِصنَ اللّهِ المَضروبَ عَلَيكُم ، بِأَحكامِ الجاهِلِيَّةِ. ۴

۱۱۸۴.فاطمة عليهاالسلامـ في خِطابِها لِلمُسلِمينَ بَعدَ أبيها ـ: كُنتُم عَلى شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ مَذقَةَ الشّارِبِ ، ونُهزَةَ ۵ الطّامِعِ ، وقَبسَةَ العَجلانِ ، ومَوطِئَ الأَقدامِ ، تَشرَبونَ الطَّرقَ ۶ ، وتَقتاتونَ القَدَّ ۷ ، أذِلَّةً خاسِئينَ صاغِرينَ ، تَخافونَ أن يَتَخَطَّفَكُمُ النّاسُ مِن حَولِكُم ، فَأَنقَذَكُمُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى بِأَبي مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله . ۸

۱۱۸۵.الإمام الهادي عليه السلامـ في خُطبَتِهِ ـ: الحَمدُ للّهِِ العالِمِ بِما هُوَ كائِنٌ مِن قَبلِ أن يَدينَ لَهُ

1.الذُّرى : جمع ذروة : وهي أعلى سنام البعير (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۲۸۴) .

2.يكنى عن العزيز الذي لا يضام فيقال : لا يغمز له قناة ؛ أي هو صلب والقناة إذا لم تلن في يد الغامز كانت أبعد عن الحطم والكسر (شرح نهج البلاغة : ج ۱۳ ص ۱۷۹) .

3.لا تقرع لهم صفاة : أي لا ينالهم أحد بسوء (النهاية : ج ۳ ص ۴۱) .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۴۷۳ ح ۳۷ .

5.النُّهزة : الفرصة ، وانتهزتها : اغتنمتها (النهاية : ج ۵ ص ۱۳۵) .

6.الطَّرق : الماء الذي خاضته الإبل وبالت فيه وبعرت (النهاية : ج ۳ ص ۱۲۳) .

7.هو جلد السخلة في الجدب (النهاية : ج ۴ ص ۲۱) .

8.الاحتجاج : ج ۱ ص ۲۶۰ ح ۴۹ عن عبداللّه بن الحسن عن آبائه عليهم السلام ، شرح الأخبار : ج ۳ ص ۳۵ ح ۹۷۴ ، الشافي : ج ۴ ح ۷۲ عن ابن عائشة ، دلائل الإمامة : ص ۱۱۴ ح ۳۶ عن زيد بن عليّ عن آبائه عليهم السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۹ ص ۲۲۴ ح ۸ ؛ بلاغات النساء: ص ۲۴ عن زيد بن عليّ عن آبائه عليهم السلام نحوه .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
408

نَذيرا لِلعالَمينَ ، وأمينا عَلَى التَّنزيلِ ، وشَهيدا عَلى هذِهِ الاُمَّةِ ، وأنتُم يا مَعشَرَ العَرَبِ يَومَئِذٍ عَلى شَرِّ دينٍ وفي شَرِّ دارٍ ، مُنيخونَ عَلى حِجارَةٍ خُشنٍ وحَيّاتٍ صُمٍّ وشَوكٍ مَبثوثٍ فِي البِلادِ ، تَشرَبونَ الماءَ الخَبيثَ ، وتَأكُلونَ الطَّعامَ الجَشيبَ ، وتَسفِكونَ دِماءَكُم ، وتَقتُلونَ أولادَكُم ، وتَقطَعونَ أرحامَكُم ، وتَأكُلونَ أموالَكُم بَينَكُم بِالباطِلِ ، سُبُلُكُم خائِفَةٌ ، وَالأَصنامُ فيكُم مَنصوبَةٌ ، وَالآثامُ بِكُم مَعصوبَةٌ ، ولا يُؤمِنُ أكثَرُهُم بِاللّهِ إلّا وهُم مُشرِكونَ. ۱

۱۱۸۳.عنه عليه السلامـ فِي الاِعتِبارِ بِالاُمَمِ السّابِقَةِ وتَحذيرِ العُصاةِ المُتَكَبِّرينَ ـ: اِعتَبِروا بِحالِ وُلدِ إسماعيلَ وبَني إسحاقَ وبَني إسرائيلَ عَلَيهِمُ السَّلامُ . فَما أشَدَّ اعتِدالَ الأَحوالِ ، وأقرَبَ اشتِباهَ الأَمثالِ ! تَأَمَّلوا أمرَهُم في حالِ تَشَتُّتِهِم وتَفَرُّقِهِم ، لَيالِيَ كانَتِ الأَكاسِرَةُ وَالقَياصِرَةُ أربابا لَهُم ، يَحتازونَهُم ۲ عَن ريفِ الآفاقِ ، وبَحرِ العِراقِ ، وخُضرَةِ الدُّنيا ، إلى مَنابِتِ الشّيحِ ۳ ، ومَهافِي الرّيحِ ، ونَكَدِ ۴ المَعاشِ ، فَتَرَكوهُم عالَةً مَساكينَ إخوانَ دَبَرٍ ووَبَرٍ ۵ ، أذَلَّ الاُمَمِ دارا ، وأجدَبَهُم قَرارا ، لا يَأوونَ إلى جَناحِ دَعوَةٍ يَعتَصِمونَ بِها ، ولا إلى ظِلِّ اُلفَةٍ يَعتَمِدونَ عَلى عِزِّها ، فَالأَحوالُ مُضطَرِبَةٌ ، وَالأَيدي مُختَلِفَةٌ ، وَالكَثرَةُ مُتَفَرِّقَةٌ ، في بَلاءِ أزلٍ وأطباقِ جَهلٍ ! مِن بَناتٍ مَوؤودَةٍ ، وأصنامٍ مَعبودَةٍ ، وأرحامٍ مَقطوعَةٍ ، وغاراتٍ مَشنونَةٍ .
فَانظُروا إلى مَواقِعِ نِعَمِ اللّهِ عَلَيهِم حينَ بَعَثَ إلَيهِم رَسولًا ـ فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طاعَتَهُم ، وجَمَعَ عَلى دَعوَتِهِ اُلفَتَهُم ـ كَيفَ نَشَرَتِ النِّعمَةُ عَلَيهِم جَناحَ كَرامَتِها ، وأسالَت لَهُم

1.الغارات : ج ۱ ص ۳۰۳ عن جندب ، نهج البلاغة : الخطبة ۲۶ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۵۶۷ ح ۷۲۲ .

2.الحَوز : السير الشديد والرّويد ، وقيل : الحوز والحيز : السوق الليّن (لسان العرب : ج ۵ ص ۳۳۹) .

3.نبات سهلي يتّخذ من بعضه المكانس ، وهو من الأمرار ، له رائحة طيّبة وطعم مر (لسان العرب : ج ۲ ص ۵۰۲) .

4.عيش نكِدٌ : أي قليل عَسِرٌ (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۳۱) .

5.وبر الرجل : تشرّد فصار مع الوبر [ حيوان] في التوحّش (لسان العرب : ج ۵ ص ۲۷۲) .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 195392
الصفحه من 480
طباعه  ارسل الي