جَداوِلَ نَعيمِها ، وَالتَفَّتِ المِلَّةُ بِهِم في عَوائِدِ بَرَكَتِها ، فَأَصبَحوا في نِعمَتِها غَرِقينَ ، وفي خُضرَةِ عَيشِها فَكِهينَ .
قَد تَرَبَّعَتِ الاُمورُ بِهِم في ظِلِّ سُلطانٍ قاهِرٍ ، وآوَتهُمُ الحالُ إلى كَنَفِ عِزٍّ غالِبٍ ، وتَعَطَّفَتِ الاُمورُ عَلَيهِم في ذُرى ۱
مُلكٍ ثابِتٍ . فَهُم حُكّامٌ عَلَى العالَمينَ ، ومُلوكٌ في أطرافِ الأَرَضينَ . يَملِكونَ الاُمورَ عَلى مَن كانَ يَملِكُها عَلَيهِم ، ويُمضونَ الأَحكامَ فيمَن كانَ يُمضيها فيهِم ! لا تُغمَزُ ۲ لَهُم قَناةٌ ، ولا تُقرَعُ لَهُم صَفاةٌ ۳ ألا وإنَّكُم قَد نَفَضتُم أيدِيَكُم مِن حَبلِ الطّاعَةِ ، وثَلَمتُم حِصنَ اللّهِ المَضروبَ عَلَيكُم ، بِأَحكامِ الجاهِلِيَّةِ. ۴
۱۱۸۴.فاطمة عليهاالسلامـ في خِطابِها لِلمُسلِمينَ بَعدَ أبيها ـ: كُنتُم عَلى شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ مَذقَةَ الشّارِبِ ، ونُهزَةَ ۵ الطّامِعِ ، وقَبسَةَ العَجلانِ ، ومَوطِئَ الأَقدامِ ، تَشرَبونَ الطَّرقَ ۶ ، وتَقتاتونَ القَدَّ ۷ ، أذِلَّةً خاسِئينَ صاغِرينَ ، تَخافونَ أن يَتَخَطَّفَكُمُ النّاسُ مِن حَولِكُم ، فَأَنقَذَكُمُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى بِأَبي مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله . ۸
۱۱۸۵.الإمام الهادي عليه السلامـ في خُطبَتِهِ ـ: الحَمدُ للّهِِ العالِمِ بِما هُوَ كائِنٌ مِن قَبلِ أن يَدينَ لَهُ
1.الذُّرى : جمع ذروة : وهي أعلى سنام البعير (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۲۸۴) .
2.يكنى عن العزيز الذي لا يضام فيقال : لا يغمز له قناة ؛ أي هو صلب والقناة إذا لم تلن في يد الغامز كانت أبعد عن الحطم والكسر (شرح نهج البلاغة : ج ۱۳ ص ۱۷۹) .
3.لا تقرع لهم صفاة : أي لا ينالهم أحد بسوء (النهاية : ج ۳ ص ۴۱) .
4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۴۷۳ ح ۳۷ .
5.النُّهزة : الفرصة ، وانتهزتها : اغتنمتها (النهاية : ج ۵ ص ۱۳۵) .
6.الطَّرق : الماء الذي خاضته الإبل وبالت فيه وبعرت (النهاية : ج ۳ ص ۱۲۳) .
7.هو جلد السخلة في الجدب (النهاية : ج ۴ ص ۲۱) .
8.الاحتجاج : ج ۱ ص ۲۶۰ ح ۴۹ عن عبداللّه بن الحسن عن آبائه عليهم السلام ، شرح الأخبار : ج ۳ ص ۳۵ ح ۹۷۴ ، الشافي : ج ۴ ح ۷۲ عن ابن عائشة ، دلائل الإمامة : ص ۱۱۴ ح ۳۶ عن زيد بن عليّ عن آبائه عليهم السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۹ ص ۲۲۴ ح ۸ ؛ بلاغات النساء: ص ۲۴ عن زيد بن عليّ عن آبائه عليهم السلام نحوه .