419
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1

يُحَرِّم شَيئا مِن ذلِكَ ۱ . ۲

تعليق :

كان الجهل المُطبِق الذي خيّم على العرب قبل الإسلام قد مهّد الأجواء لشيوخهم ورؤسائهم لاستغلال تلك الظروف ؛ فانتهزوا تلك الفترة من الرسل وسخّروا عواطف الناس الصادقة ومشاعرهم وسنّوا أحكاما وعادات اجتماعيّة تعود عليهم بالمنفعة ، وابتدعوا الكثير من البدع ، وكان من جملة هؤلاء شخص اسمه عمر بن لحي ، وكان هذا الشخص قد استحوذ حينذاك على واحدة من أهمّ ثروات العرب ، ألا وهي الإبل ، وابتدع لها سننا وأضفى عليها طابعا قدسيًّا قيّد بموجبه سبل الاستفادة والانتفاع من أربعة أنواع من الإبل كانت تُسمّى : البحيرة ، والسائبة ، والوصيلة ، والحامي ، وكانت لها دلالات متباينة ولكنّها على نحو متقارب. ۳ وتشترك جميعها في نقطة واحدة هي إضفاء نوع من الحرمة على هذه الإبل وتحريم لبنها ولحمها

1.معاني الأخبار : ج ۱۴۸ ص ۱ ، تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۳۴۷ ح ۲۱۳ كلاهما عن محمّد بن مسلم وراجع مجمع البيان : ج ۳ ص ۳۹۰ والتبيان في تفسير القرآن : ج ۴ ص ۴۱ وتفسير القمّي : ج ۱ ص ۱۸۸ .

2.قال الشيخ الصدوق قدس سره بعد ذكره للحديث الشريف : «وقد روي أنّ البحيرة الناقة إذا أنتجت خمسة أبطن ، فإن كان الخامس ذكرا نحروه فأكله الرجال والنساء ، وإن كان الخامس اُنثى بحروا اُذنها أي شقّوه ، وكانت حراما على النساء والرجال لحمها ولبنها ، وإذا مات حلّت للنساء . والسائبة البعير يسيب بنذر يكون على الرجل إن سلّمه اللّه عز و جلمن مرض أو بلّغه منزله أن يفعل ذلك . والوصيلة من الغنم كانوا إذا ولدت الشاة سبعة أبطن ، فإن كان السابع ذكرا ذبح فأكل منه الرجال والنساء ، وإن كانت اُنثى تركت في الغنم ، وإن كان ذكرا واُنثى قالوا : وصلت أخاها فلم تذبح ، وكان لحومها حراما على النساء إلّا أن يكون يموت منها شيء فيحلّ أكلها للرجال والنساء . والحام الفحل إذا ركب ولد ولده قالوا : قد حمى ظهره . وقد يروى أنّ الحام هو من الإبل إذا أنتج عشرة أبطن ، قالوا : قد حمى ظهره فلا يركب ولا يمنع من كلاء ولا ماء (معاني الأخبار: ص ۱۴۸ ح ۱) .

3.وردت بعض معاني هذه الكلمات في النصّ وفي الهوامش ، وللاطّلاع على مزيد من المعاني راجع كتب التفسير ، ومنها : مجمع البيان : ج ۳ ص ۳۹۰ والتبيان في تفسير القرآن : ج ۴ ص ۴۱ وتفسير القمّي : ج ۱ ص ۱۸۸ والميزان في تفسير القرآن : ج ۶ ص ۱۵۶ وتفسير الطبريّ : ج ۵ الجزء ۷ ح ۸۶ والدرّ المنثور : ج ۳ ص ۲۱۱ وأيضا : السيرة النبويّة لابن هشام : ج ۱ ص ۹۱ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
418

اللَّهِ تَفْتَرُونَ» . ۱

«فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَـلًا طَيِّبا وَ اشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ إن كُنتُمْ إيَّاهُ تَعْبُدُونَ * إنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنزِيرِ وَ مَا اُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَ لَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَ لَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ ألْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلَـلٌ وَ هَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ» . ۲

«وَقَالُواْ هَـذِهِ أنْعَـمٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إلَا مَن نَّشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأنْعَـمٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأنْعَـمٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ * وَقَالُواْ مَا فِى بُطُونِ هَـذِهِ الْأَنْعَـمِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أزْوَ جِنَا وَإن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ» . ۳

«مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَ لَـكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ» . ۴

الحديث

۱۱۸۹.الإمام الصادق عليه السلام :البَحيرَةُ إذا وَلَدَت ووَلَدَ وَلَدُها بُحِرَت. ۵

۱۱۹۰.عنه عليه السلامـ في قَولِ اللّهِ تَعالى :«مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ»ـ: إنَّ أهلَ الجاهِلِيَّةِ كانوا إذا وَلَدَتِ النّاقَةُ وَلَدَينِ في بَطنٍ واحِدٍ قالوا : وَصَلَت ، فَلا يَستَحِلّونَ ذَبحَها ولا أكلَها ، وإذا وَلَدَت عَشرا جَعَلوها سائِبَةً ، ولا يَستَحِلّونَ ظَهرَها ولا أكلَها ، وَالحامُ : فَحلُ الإِبِلِ لَم يَكونوا يَستَحِلّونَهُ ، فَأَنزَلَ اللّهُ عز و جل : أنَّهُ لَم

1.يونس : ۵۹ .

2.النحل : ۱۱۴ ـ ۱۱۶ .

3.الأنعام : ۱۳۸ و ۱۳۹ .

4.المائدة : ۱۰۳ .

5.تفسير العيّاشي: ج ۱ ص ۳۴۸ ح ۲۱۵ عن عمّار بن أبي الأحوص ، بحار الأنوار : ج ۹ ص ۱۹۹ ح ۵۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 199227
الصفحه من 480
طباعه  ارسل الي