423
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1

فَقالَت : وكَيفَ أتَصَدَّقُ بِها ولَيسَ لي غَيرُها ؟! فَطافَت بِالبَيتِ عُريانَةً ، وأشرَفَ عَلَيهَا النّاسُ فَوَضَعَت إحدى يَدَيها عَلى قُبُلِها وَالاُخرى عَلى دُبُرِها ، فَقالَت مُرتَجِزَةً :

اليَومَ يَبدو بَعضُهُ أو كُلُّهُ
فَما بَدا مِنهُ فَلا اُحِلُّهُ

فَلَمّا فَرَغَت مِنَ الطَّوافِ خَطَبَها جَماعَةٌ فَقالَت: إنَّ لي زَوجا. ۱

ح ـ إنكارُ المَعادِ

«وَ أمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ أفَلَمْ تَكُنْ ءَايَـتِى تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَ كُنتُمْ قَوْما مُّجْرِمِينَ * وَ إذَا قِيلَ إنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ السَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِى مَا السَّاعَةُ إن نَّظُنُّ إلَا ظَنًّا وَ مَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ * وَ بَدَا لَهُمْ سَيِّـئاتُ مَا عَمِلُواْ وَ حَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ * وَ قِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـذَا وَ مَأْوَاكُمُ النَّارُ وَ مَا لَكُم مِّن نَّـصِرِينَ * ذَ لِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ ءَايَـتِ اللَّهِ هُزُوا وَ غَرَّتْكُمُ الْحَيَوةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَايُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ» . ۲

1.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۲۸۱ عن أبي الصباح الكناني ، بحار الأنوار : ج ۳۵ ص ۲۹۱ ح ۷ وراجع أخبار مكّة للأزرقي : ج ۱ ص ۱۸۱ و ۱۸۲ .

2.الجاثية : ۳۱ ـ ۳۵ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
422

ز ـ الطَّوافُ عُريا

۱۱۹۱.الإمام الصادق عليه السلام :كانَتِ العَرَبُ فِي الجاهِلِيَّةِ عَلى فِرقَتَينِ : الحِلِّ وَالحُمسِ ، فَكانَتِ الحُمسُ قُرَيش ا ، وكانَتِ الحِلُّ سائِرَ العَرَبِ ، فَلَم يَكُن أحَدٌ مِنَ الحِلِّ إلّا ولَهُ حِرمِيٌّ مِنَ الحُمسِ ، ومَن لَم يَكُن لَهُ حِرمِيٌّ مِنَ الحُمسِ لَم يُترَك أن يَطوفَ بِالبَيتِ إلّا عُريانا .
وكانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حِرمِيًّا لِعِياضِ بنِ حِمارٍ المُجاشِعِيِّ ، وكانَ عِياضٌ رَجُلًا عَظيمَ الخَطَرِ ، وكانَ قاضِيا لِأَهلِ عُكاظٍ فِي الجاهِلِيَّةِ ، فَكانَ عِياضٌ إذا دَخَلَ مَكَّهَ ألقى عَنهُ ثِيابَ الذُّنوبِ وَالرَّجاسَةِ وأخَذَ ثِيابَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِطُهرِها فَلَبِسَها وطافَ بِالبَيتِ ، ثُمَّ يَرُدُّها عَلَيهِ إذا فَرَغَ مِن طَوافِهِ . فَلَمّا أن ظَهَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أتاهُ عِياضٌ بِهَدِيَّةٍ فَأَبى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن يَقبَلَها وقالَ : يا عِياضُ ، لَو أسلَمتَ لَقَبِلتُ هَدِيَّتَكَ ، إنَّ اللّهَ عز و جل أبى لي زَبدَ ۱ المُشرِكينَ . ثُمَّ إنَّ عِياضا بَعدَ ذلِكَ أسلَمَ وحَسُنَ إسلامُهُ فَأَهدى إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله هَدِيَّةً فَقَبِلَها مِنهُ. ۲

۱۱۹۲.عنه عليه السلام :كانَ سُنَّةً فِي العَرَبِ فِي الحَجِّ أنَّهُ مَن دَخَلَ مَكَّةَ وطافَ بِالبَيتِ في ثِيابِهِ لَم يَحِلَّ لَهُ إمساكُها ، وكانوا يَتَصَدَّقونَ بِها ولا يَلبَسونَها بَعدَ الطَّوافِ ، وكانَ مَن وافى مَكَّهَ يَستَعيرُ ثَوبا ويَطوفُ فيهِ ثُمَّ يَرُدُّهُ ، ومَن لَم يَجِد عارِيَةً اِكتَرى ثِيابا ، ومَن لَم يَجِد عارِيَةً ولا كِراءً ولَم يَكُن لَهُ إلّا ثَوبٌ واحِدٌ طافَ بِالبَيتِ عُريانا . فَجاءَتِ امرَأةٌ مِنَ العَرَبِ وَسيمَةٌ جَميلَةٌ فَطَلَبَت ثَوبا عارِيَةً أو كِراءً فَلَم تَجِدهُ ، فَقالوا لَها: إن طُفتِ في ثِيابِكِ احتَجتِ أن تَتَصَدَّقي بِها .

1.الزَبْد: الرفد والعطاء (النهاية: ج ۲ ص ۲۹۳).

2.الكافي : ج ۵ ص ۱۴۲ ح ۳ عن أبي بكر الحضرمي ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۲۹۴ ح ۴ وراجع الدرّ المنثور : ج ۳ ص ۴۴۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 195273
الصفحه من 480
طباعه  ارسل الي