127
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

وغَيرِ ذلِكَ مِنَ الآياتِ العَجيباتِ المُبَيَّناتِ ، عَلِمتُ أنَّ لِهذَا مُقَدِّرا ومُنشِئا . ۱

۳۵۲۹.عيون أخبار الرضا عن الحسن بن عليّ بن فضّال :قُلتُ لَهُ [ الإمامِ الرِّضا عليه السلام ] : يَا ابنَ رَسولِ اللّهِ، لِمَ خَلَقَ اللّهُ عز و جل الخَلقَ عَلى أَنواعٍ شَتّى ولَم يَخلُقهُ نَوعا واحِدا؟
فَقالَ : لِئَلّا يَقَعَ فِي الأَوهامِ أنَّهُ عاجِزٌ ، فَلا تَقَعُ صورَةٌ في وَهمِ مُلحِدٍ إِلّا وقَد خَلَقَ اللّهُ عز و جل عَلَيها خَلقا ، ولا يَقولُ قائِلٌ : هَل يَقدِرُ اللّهُ عز و جلعَلى أن يَخلُقَ عَلى صُورَةِ كَذا وكَذا إِلّا وَجَدَ ذلِكَ في خَلقِهِ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ فَيَعلَمُ بِالنَّظَرِ إِلى أَنواعِ خَلقِهِ أنَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . ۲

۳۵۳۰.الإمام الرضا عليه السلام :يُدَلُّ عَلَى اللّهِ عز و جل بِصِفاتِهِ ، ويُدرَكُ بِأَسمائِهِ ، ويُستَدَلُّ عَلَيهِ بِخَلقِهِ . ۳

۳۵۳۱.عنه عليه السلام :نِظامُ تَوحيدِ اللّهِ نَفيُ الصِّفاتِ عَنهُ ؛ لِشَهادَةِ العُقولِ أنَّ كُلَّ صِفَةٍ ومَوصوفٍ مَخلوقٌ ، وشَهادَةِ كُلِّ مَخلوقٍ أنَّ لَهُ خالِقا لَيسَ بِصِفَةٍ ولا مَوصوفٍ ، وشَهادَةِ كُلِّ صِفَةٍ ومَوصوفٍ بِالاِقتِرانِ ، وشَهادَةِ الاِقتِرانِ بِالحَدَثِ ، وشَهادَةِ الحَدَثِ بِالامتِناعِ مِنَ الأَزَلِ المُمتَنِعِ مِنَ الحَدَثِ . ۴

۳۵۳۲.عنه عليه السلامـ في قَولِهِ تَعالى :«وَ مَن كَانَ فِى هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِى الْاخِرَةِ أَعْمَى وَ أَضَلُّ سَبِيلاً»ـ: يَعني أَعمى عِنِ الحَقائِقِ المَوجودَةِ . ۵

1.الكافي : ج ۱ ص ۷۸ ح ۳ ، التوحيد : ص ۲۵۱ ح ۳ ، عيون أخبار الرضا : ج ۱ ص ۱۳۲ ح ۲۸ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۳۵۵ ح ۲۸۱ كلّها عن محمّد بن عبد اللّه الخراساني ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۳۶ ح ۱۲ .

2.عيون أخبار الرضا : ج ۲ ص ۷۵ ح ۱ ، علل الشرائع : ص ۱۴ ح ۱۳ ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۴۱ ح ۱۵ .

3.التوحيد : ص ۴۳۷ ح ۱ ، عيون أخبار الرضا : ج ۱ ص ۱۷۵ ح ۱ كلاهما عن الحسن بن محمّد النوفلي ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۳۱۵ .

4.التوحيد : ص ۳۵ ح ۲ ، عيون أخبار الرضا : ج ۱ ص ۱۵۰ ح ۵۱ نحوه وكلاهما عن محمّد بن يحيى بن عمر بن عليّ بن أبيطالب عليه السلام والقاسم بن أيّوب العلوي ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۳۶۰ ح ۲۸۳ ، تحف العقول : ص ۶۱ عن الإمام عليّ عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۴۳ ح ۱۷ .

5.التوحيد:ص ۴۳۸ ح ۱، عيون أخبار الرضا: ج ۱ ص ۱۷۵ ح ۱كلاهماعن الحسن بن محمّدالنوفلي، بحارالأنوار: ج ۱۰ ص ۳۱۶ ح ۱.


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
126

يَظهَرُ ، أما تَرَى الشَّمسَ مِنها تَطلَعُ ، وهِيَ نورُ النَّهارِ ، وفيها قِوامُ الدُّنيا ، ولَو حُبِسَت حارَ مَن عَلَيها وهَلَكَ ، وَالقَمرَ مِنها يَطلَعُ ، وهُوَ نورُ اللَّيلِ ، وبِهِ يُعلَمُ عَدَدُ السِّنينَ وَالحِسابُ وَالشُّهورُ والأَيّامُ ، ولَو حُبِسَ لَحارَ مَن عَلَيها وفَسَدَ التَّدبيرُ ، وفِي السَّماءِ النُّجومُ الَّتي يُهتَدى بِها في ظُلُماتِ البَرِّ والبَحرِ ، ومِنَ السَّماءِ يَنزِلُ الغَيثُ الَّذي فيهِ حَياةُ كُلِّ شَيءٍ ؛ مِنَ الزَّرعِ وَالنَّباتِ وَالأَنعامِ ، وكُلِّ الخَلقِ لَو حُبِسَ عَنهُم لَما عاشوا . وَالرِّيحَ لَو حُبِسَت أيّاما لَفَسَدَتِ الأَشياءُ جَميعا وتَغَيَّرَت ، ثُمَّ الغَيمَ وَالرَّعدَ وَالبَرقَ وَالصَّواعِقَ ، كُلُّ ذلِكَ إِنَّما هُوَ دَليلٌ عَلى أنَّ هُناكَ مُدَبِّرا يُدَبِّرُ كُلَّ شَيءٍ ، ومِن عِندِهِ يَنزِلُ ، وقَد كَلَّمَ اللّهُ موسى وناجاهُ ، ورَفَعَ اللّهُ عيسَى بنَ مَريَمَ ، وَالمَلائِكَةُ تَنزِلُ مِن عِندِهِ ، غَيرَ أنَّكَ لا تُؤمِنُ بِما لَم تَرَهُ بِعَينِكَ ، وفيما تَراهُ بِعَينِكَ كِفايَةٌ أن تَفهَمَ وتَعقِلَ . ۱

۳۵۲۷.عنه عليه السلام :ولَعَمري لَو تَفَكَّروا في هذِهِ الأُمورِ العِظامِ لَعايَنوا مِن أَمرِ التَّركيبِ البَيِّنِ ، ولُطفِ التَّدبيرِ الظّاهِرِ ، ووُجودِ الأَشياءِ مَخلوقَةً بَعدَ أن لَم تَكُن ، ثُمَّ تَحَوُّلِها مِن طَبيعَةٍ إِلى طَبيعَةٍ ، وصَنيعَةٍ بَعدَ صَنيعَةٍ ، ما يَدُلُّهُم ذلِكَ عَلَى الصَّانِعِ ؛ فَإِنَّهُ لا يَخلو شَيءٌ مِنها مِن أن يَكونَ فيهِ أَثرُ تَدبيرٍ وتَركيبٍ يَدُلُّ عَلى أنَّ لَهُ خالِقا مُدَبِّرا ، وتَأليفٍ بِتَدبيرٍ يَهدي إِلى واحِدٍ حَكيمٍ . ۲

۳۵۲۸.الإمام الرضا عليه السلامـ لَمّا سَأَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الزَّنادِقَةِ : فَمَا الدَّليلُ عَلَيهِ ؟ ـ: إِنّي لَمّا نَظَرتُ إِلى جَسَدي ولَم يُمكِنّي فيهِ زِيادَةٌ ولا نُقصانٌ فِي العَرضِ وَالطُّولِ ودَفعِ المَكارِهِ عَنهُ وجَرِّ المَنفَعَةِ إِلَيهِ ، عَلِمتُ أنَّ لِهذَا البُنيانِ بانِيا ، فَأَقرَرتُ بِهِ مَعَ ما أَرى مِن دَوَرانِ الفَلَكِ بِقُدرَتِهِ ، وإِنشاءِ السَّحابِ وتَصريفِ الرِّياحِ ومَجرَى الشَّمسِ وَالقَمَرِ وَالنُّجومِ ،

1.الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۲۹ ح ۲۲۳ ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۱۷۴ .

2.بحار الأنوار : ج ۳ ص ۱۵۳ نقلاً عن الخبر المشتهر بتوحيد المفضّل .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 113470
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي