223
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

تأملات حول آيات معرفة اللّه في خلق الرياح والسحاب والمطر

من جملة الدلالات الإلهيّة الكبرى التي ذكرها القرآن الكريم في كثير من آياته هي الهواء والسحاب والمطر ، فقد ورد ذكرها فيه نحو 105 مرة بأَسمائها المتعدّدة وآثارها المختلفة ، معا أو متفرقةً ، ويمكن تأمّل هذا المبحث كسائر المباحث القرآنية في الطبيعيات من جانبين :
الأَول : وجود النظام الخاص في إنشاء الهواء والسحاب والمطر ، والحكمة الجارية في خلقها .
الثاني : الإعجاز القرآني وكيفية الاستنتاج في هذا المجال ، فضمن الآيات التي ورد فيها ذكر الهواء والسحاب والمطر والكيفيات المتعلّقة بها ، تأتي بعض التعبيرات التي يُستنتج منها أنّها تنطبق انطباقا عجيبا دقيقا على اكتشافات علم الأَنواء الجويّة والمعلومات والنظريات العلمية الحديثة ، ممّا يدلّ على أن مُرسِل القرآن ومُنزِله هو نفس مُرسِل الهواء ومنزل المطر ، هذا مع أنّ القرآن لا يريد تدوين أُصول الفيزياء ، وقوانينه أو يعلّمنا نظريات الأَنواء الجوية ، كلّا لكن نريد أن نقول في هذا المجال أن القرآن الكريم تكلّم عن الهواء والمطر بشكل لم يأت نظيره في أي كلام أو كتاب


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
222

جانِبٍ ، ورُبَّما كانَت حارَّةً ، ورُبَّما كانَت بارِدَةً ، ومِنها ما يُسَيِّرُ السَّحابَ ، ومِنها ما يَبسُطُ الرِّزقَ فِي الأَرضِ ، ومِنها ما يَلقَحُ الشَّجَرَةَ . ۱

۳۶۲۶.نثر الدرّ :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ عِندَ هُبوبِ الرِّيحِ : اللّهُمَّ اجعَلها رِياحا ولا تَجعَلها ريحا . وَالعَرَبُ تَقولُ : لا يَلقَحُ السَّحابُ إِلّا مِن رِياحٍ ، ومُصَدِّقُ ذلِكَ قوَلُ اللّهِ تَعالى : «وَ اللَّهُ الَّذِى أَرْسَلَ الرِّيَـحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا»۲ . ۳

۳۶۲۷.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إِنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَ السَّحابَ غَرابيلَ لِلمَطَرِ ، هِيَ تُذيبُ البَرَدَ ۴ حَتّى يَصيرَ ماءً لِكَيلا لا يَضُرَّ بِهِ شَيئا يُصيبُهُ . الَّذي تَرَونَ فيهِ مِنَ البَرَدِ وَالصَّواعِقِ نِقمَةٌ مِنَ اللّهِ عز و جل ، يُصيبُ بِها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ . ۵

۳۶۲۸.الإمام عليّ عليه السلام :السَّحابُ غِربالُ المَطَرِ ، لَولا ذلِكَ لَأَفسَدَ كُلَّ شَيءٍ وَقَعَ عَلَيهِ . ۶

۳۶۲۹.الإمام الصادق عليه السلام :لَولَا السَّحابُ لَخَرِبَتِ الأَرضُ ، فَما أَنبَتَت شَيئا ، ولكِنَّ اللّهَ يَأَمُرُ السَّحابَ فَيُغَربِلُ الماءَ ، فَيُنزِلُ قَطرا ، وأنَّهُ أُرسِلَ عَلى قَومِ نوحٍ بِغَيرِ سَحابٍ . ۷

1.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۲۹۳ .

2.فاطر : ۹ .

3.نثر الدرّ : ج ۱ ص ۱۹۶ ؛ المعجم الكبير : ج ۱۱ ص ۱۷۱ ح ۱۱۵۳۳ ، مسند أبي يعلى : ج ۳ ص ۴۹ ح ۲۴۵۰ كلاهما عن ابن عبّاس وفيهما قول رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقط .

4.البَرَد : حبُّ الغمام ؛ وهو مطر جامد (تاج العروس : ج ۴ ص ۳۴۸) .

5.الكافي : ج ۸ ص ۲۴۰ ح ۳۲۶ ، قرب الإسناد : ص ۷۳ ح ۲۳۶ وفيه «تُدبّر البرد» بدل «تذيب البرد» وكلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن أبيه عن الإمام عليّ عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۵۹ ص ۳۸۱ ح ۲۵ .

6.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۱ ص ۵۲۵ ح ۱۴۹۵ ، قرب الإسناد : ص ۱۳۶ ح ۴۷۹ عن أبي البختري عن الإمام الصادق عن أبيه عنه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۵۹ ص ۳۷۳ ح ۵ .

7.المحاسن : ج ۲ ص ۳۴ ح ۱۱۰۷ ، بحار الأنوار : ج ۵۹ ص ۳۷۸ ح ۱۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 113431
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي