227
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

تأمّلات في آيات معرفة اللّه في خلق اللّيل والنّهار

لقد دعا القرآن الكريم النَّاس في أَكثر من ثلاثين موضعا إِلى التأَمّل في اللّيل والنهار باعتبارهما آيتين تقودان إِلى معرفة اللّه سبحانه وظاهرتين عجيبتين في نظام الخلق تحكيان عن حكمة الخالق وعظمته ، وقد عبّر القرآن الكريم عن هاتين الظاهرتين بتعبيرات عديدة :
منها : ما يصرّح بأنّ اللّيل والنهار من آيات يوجود اللّه تعالى ، حيث يقول :
«وَ مِنْ ءَايَـتِهِ الَّيْلُ وَ النَّهَارُ» . ۱
ويقول :
«وَ جَعَلْنَا الَّيْلَ وَ النَّهَارَ ءَايَتَيْنِ» . ۲
ومنها : ما يصرّح بأنّهما من خلق اللّه وكونهما مسخّرين للإنسان بأَمره تعالى ، يقول :
«وَ هُوَ الَّذِى خَلَقَ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ» . ۳

1.فصّلت : ۳۷ .

2.الإسراء : ۱۲ .

3.الأنبياء: ۳۳ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
226

تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ » . ۱

راجع : آل عمران : 27 ، الأنعام: 96، الأعراف: 54 ، يونس : 67 ، الرعد : 3 ، إبراهيم : 33 ، الحجّ : 61 ، المؤمنون : 80 ، النور: 44، الفرقان: 47 و 62 ، النمل: 27 ، القصص : 73 ، الروم : 23 ، لقمان : 29 ، فاطر : 13 ، يس: 37، الزمر: 5 ، غافر: 61، الحديد: 6 ، النبأ : 10 و 11 ، الفجر : 1 و 4 .

الحديث

۳۶۳۰.الإمام زين العابدين عليه السلامـ مِن دُعائِهِ عِندَ الصَّباحِ وَالمَساءِ ـ: الحَمدُ للّهِِ الَّذي خَلَقَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ بِقُوَّتِهِ ، ومَيَّزَ بَينَهُما بِقُدرَتِهِ ، وجَعَلَ لِكُلِّ واحِدٍ مِنهُما حَدّا مَحدودا ، وأَمَدا مَمدودا ، يولِجُ كُلَّ واحِدٍ مِنهُما في صاحبِهِ ، ويولِجُ صاحِبَهُ فيهِ ، بِتَقديرٍ مِنهُ لِلعِبادِ فيما يَغذوهُم بِهِ ، ويُنشِئُهُم عَلَيهِ .
فَخَلَقَ لَهُمُ اللَّيلَ لِيَسكُنوا فيهِ مِن حَرَكاتِ التَّعَبِ ، ونَهَضاتِ النَّصَبِ ۲ ، وجَعَلَهُ لِباسا لِيَلبَسوا مِن راحَتِهِ ومَنامِهِ ، فَيَكونَ ذلِكَ لَهُم جَماما وقُوَّةً ، ولِيَنالوا بِهِ لَذَّةً وشَهوَةً .
وخَلَقَ لَهُم النَّهارَ مُبصِرا لِيَبتَغوا فيهِ مِن فَضلِهِ ولِيَتَسبَّبوا إِلى رِزقِهِ ويَسرَحوا في أَرضِهِ ، طَلَبا لِما فيهِ نَيلُ العاجِلِ مِن دُنياهُم ، ودَرَكُ الآجِلِ في أُخراهُم ، بِكُلِّ ذلِكَ يُصلِحُ شَأَنَهُم ، ويَبلو أَخبارَهُم ، ويَنظُرُ كَيفَ هُم في أَوقاتِ طاعَتِهِ ، ومنازِلِ فُروضِهِ ، ومَواقِعِ أَحكامِهِ «لِيَجْزِىَ الَّذِينَ أَسَــئواْ بِمَا عَمِلُواْ وَ يَجْزِىَ الَّذِينَ أَحْسَنُواْ بِالْحُسْنَى»۳ . اللّهُمَّ فَلَكَ الحَمدُ عَلى ما فَلَقتَ لَنا مِنَ الإِصباحِ ، ومَتَّعتَنا بِهِ مِن ضَوءِ النَّهارِ ، وبَصَّرتَنا مِن مَطالِبِ الأَقواتِ ، ووَقَيتَنا فِيهِ مِن طَوارِقِ الآفاتِ . ۴

1.القصص : ۷۲ .

2.نَهَضات النَّصَب : المراد بها : التردّدات البدنيّة الموجبة للنصب ؛ أعني التعب (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۴۰) .

3.النجم : ۳۱ .

4.الصحيفة السجّاديّة : ص ۳۹ الدعاء ۶ ، بحار الأنوار : ج ۵۸ ص ۱۹۹ ح ۳۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 113414
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي